لوس انجلوس تايمز تروي حكاية اشتباكات بيروت
هكذا سقط مقاتلو المستقبل في ساعات قليلة

الحوار يبدأ بالسؤال عن دور الجيش وإلى أين يأخذونه
الحريري: السلاح زينة الزعران وليس زينة الرجال

موسى: الازمة اللبنانية ازدادت تعقيداً بسبب الاحداث

ترجمة محمد حامد ndash; إيلاف : ذكرت صحيفة quot;لوس انجلوس تايمزquot; الأميركية أن حركة المستقبل اللبنانية قد استعانت بشركة أمنية من أجل حشد قوة خاصة كما ذكر مسؤولون. وكان من شروط الانضمام لتلك القوة أن لا يكون للمحاربين علاقة بجماعة حزب الله. وقد ذكر خبراء ومسؤولو الأمن اللبنانيين أن أكبر حزب لبناني سياسي الذي تسانده الولايات المتحدة قد قد أعدquot; ميليشيا من المسلمين السنة quot;تحت ستار شركات أمن خاصة، كما أن المحاربين الذين يتبعون حركة المستقبل التي يتزعمها سعد الحريري، قد تم تدريبهم وتسليحهم لمواجهة جماعة حزب الله المسلمة الشيعية المسلحة وحماية قادتهم من مواجهة عسكرية محتملة. ولكن في ليلة واحدة الأسبوع الماضي تحطم هذا القطاع التجريبي الخاص.

فبعد هجوم من حزب الله هرب محاربو حركة المستقبل من بيروت أو القوا أسلحتهم. وبعد ذلك قال بعض المحاربين بأنهم شعروا بأنهم تعرضوا لخيانة من قادتهم السياسيين الذين فشلوا في منحهم وسائل كي يدافعوا بها عن أنفسهم بينما وقفت قوات الأمن الرسمية بعيدا وتركت حزب الله يدمرهم. وقد قال أحد المحاربين السنة في اللحظات النهائية من المعركة: لقد تم إعدادنا كي نحارب لعدة ساعات وليس أكثر من ذلك. فمن أين لنا بالذخيرة والأسلحة؟ لقد حوصرنا. لقد تم غلق الشوارع . وحتى سعد الحريري نفسه قد تخلى عنا وتركنا نواجه مصيرنا وحدنا.

أما رئيس الشركة الأمنية التقليدية في بيروت والذي تحدث بصفة مجهولة نظرا لحساسية القضية فقد قال بأن القوة السنية لم تكن مستعدة في حقيقة الأمر. فلا يمكنك أن تنفق ملايين الدولارات لبناء جيش في عام واحد. إنهم بحاجة إلى تحفيزهم ويكون عندهم شيئ يؤمنون به و تكون لديهم الرغبة في الموت من أجله.

إن القوات الحكومية اللبنانية المدعومة من الولايات المتحدة والمعارضة المدعومة من إيران التي يقودها حزب الله قد غرقا في ورطة سياسية لأكثر من عام، كما إن الدولة دون رئيس منذ نوفمبر الماضي. ووسط الأزمة السياسية التي عمقت الخلافات بين الجماعات الدينية المختلفة وقف الجيش اللبناني وقوات الأمن اللبنانية موقفا ساكنا لمنع الصدام دون مواجهة أي من الجماعات المسلحة المختلفة. حيث أنهم خشوا من أن أي تدخل شديد قد يؤدي إلى تفكك وحدة القوات المسلحة ويدفع بالدولة إلى حرب أهلية .

ولكن الأزمة أدت إلى فراغ في السلطة. وقد أنكر نواب الحريري أن تكون حركته تبني ميليشيا مسلحة على الرغم من أن مسؤولون عسكريون ومحللون مستقلون وموظفون في شركة أمنية تسمى سيكيور بلس يؤكدون أن الحركة تفعل ذلك.

وتعد شركات الأمن الخاصة هي الملجأ الأخير للجماعات المسلحة المختلطة التي تضم مسلحين إسلاميين تساندهم القاعدة والميليشيات الفلسطينية التي تقيم في معسكرات اللاجئين في لبنان وحزب الله.

وبسرعة خاطفة أذهلت المراقبين انقض حزب الله على بيروت الغربية الأسبوع الماضي وسحق محاربي حركة المستقبل.

وقد ذكر حزب الله أن حركته كانت تهدف إلى وقف الحكومة التي خرجت عن القانون بنظام الإتصال الخاص بالجماعة المسلحة، من أجل إعاقة حزب الله عن مواجهة اسرائيل. ولكن يبدو أن الأهداف الأساسية للميليشيا الشيعية كانت محاربي حركة المستقبل والتي يعمل بعض منهم تحت ستار شركة سيكيور بلس.

ولعدة شهور فإن مسؤولي الأمن اللبنانيين في الجيش وقوات الأمن الداخلي قد راقبوا بحذر تزايد القوة المحاربة لشركة سيكيور بلس الأمنية. وقد ذكر مسؤلون مقربون ومسؤولون من داخل حزب الله أنهم كانوا يراقبون نمو التهديد المحتمل.

وخلال العام الماضي، تحولت شركة سيكيور بلس من مجرد شركة أمنية صغيرة إلى منظمة تضم 3000 موظف وفروع غير رسمية موجودة على كشوف المرتبات، وغالبيتهم من فقراء السنة في شمال لبنان. وقد كان بعضهم مسلحا بمسدسات وبنادق قناصة. وقد قال مسؤول الشركة قبل وقوع الصدام: هquot;ناك الآلاف من الشباب يعملون لحسابنا في ملابس مدنية في جميع أنحاء لبنان. كما قال مسؤولون حكوميون وأعضاء في الجماعة إن أولئك الذين خافوا من نمو الشركة فقد كانوا يأملون أن تخلق القدرة العسكرية المتنامية لحركة المستقبل توازن رعب مع المحاربين الشيعة المسلحين بشكل قويquot;.

كما قال مسؤول رفيع المستوى في قوات الأمن الداخلي والتي تلقت 60 مليون دولار أميركي في شكل تدريب وتسليح من الولايات المتحدة: إن حزب الله قد درب جماعات مسلحة متحالفة معه من ناحية. ومن ناحية أخرى قامت حركة المستقبل بتشكيل الشركات الأمنية من أجل حماية نفسها.

وقد رفضت شركة سيكيور بلس العديد من المقابلات. لقد كان أكبر شركة في مجموعة شركات الأمن التي ظهرت في السنوات الأخيرة. و كان يديرها مسؤولون متقاعدون من الجيش اللبناني حيث تقدم الحماية الأمنية للبنوك والفنادق والمكاتب. وقد أنكر المكتب الإعلامي للحريري أن تكون هناك أية روابط رسمية بين شركة الأمن وحركة المستقبل.

كما قال هاني حمود المتحدث الرسمي باسم الحريري: إن حركة المستقبل بها أعضاء برلمان وليس محاربين. إنها تؤمن بسيادة القانون وإن المسؤولية تقع على الأمن الرسمي والمؤسسات العسكرية في حل أية مشكلة قد أوجدتها.

إن موظفي شركة سكيور بلس الأمنية الذين يرتدون بنطال بيج اللون وقمصان قرمزية قد تدربوا لشهور على التدريب العسكري الأولي بما فيه العراك يدا بيد. وقد تم إفتتاح حوالي إثني عشر مكتبا غير رسميا في بيروت. وهؤلاء الموظفين يعملون لمدة ثماني ساعات يوميا في حراسة المكاتب وحراسة الأحياء المجاورة في دوريات على دراجات ويتصلون ببعضهم بواسطة جهاز راديو صغير ويظلون في حالة استنفار من أجل مواجهة التهديدات التي قد تتعرض لها الأحياء السنية أو مكاتب جبهة المستقبل مقابل تلقي مرتب شهري حوالي 350 دولار أميركي على الأقل. وعلى الرغم من أن الجماعة قد منعت من حمل الأسلحة فإن العديد من أفرادها يحمل بعضها بطريقة ما. وقد قال أحدهم أنه اشترى بنادق من حزب الله.

وخلال الشهور القليلة الماضية, اندلع القتال بشكل منظم بين السنة المؤيدين لكتلة المستقبل سواء من خلال العمل رسميا أو بشكل غير رسمي مع شركة سيكيور بلس الأمنية والشيعة المتحالفين مع حزب الله وحركة أمل. وقد وقع الصدام غالبا في بيروت الغربية وهي مناطق خليط من السنة والشيعة.

وقد أصبحت الحكومة قلقة من المعارك التي تدور في الشوارع فدعت في شهر فبراير الماضي إلى إجتماع طارئ للمسؤولين العسكريين والحكومة وقادة المعارضة. وقد اتفق الجميع على أن يقفوا بجانب الجيش وقوات الأمن إذا تدخلوا حتى ولو أدي ذلك إلى أن يقوم بعض محاربيهم بمساعدة المصابين. ولكن حكومة لبنان الضعيفة قد حاولت قليلا تدمير تسليح مثل تلك الجماعات.

وقال أحمد فتفت قيادي في كتلة المستقبل وزير بمجلس الوزراء: quot;لا يمكننا أن نطلب من المسيحيين اللبنانيين أو السنة اللبنانيين أن يتخلوا عن أسلحتهم بينما يحملها آخرونquot;. وعندما بدأت الصدامات في الأسبوع الماضي، أثبت المحاربون السنة أنهم لا يضاهون قوة حزب الله ونظامه واستخبارته. و تم تحطيم مكاتب وحصون شركة سيكيور بلس وحركة المستقبل. حيث استهدف حزب الله في البداية مواقع حركة المستقبل في الأحياء المجاورة التي يختلط فيها السنة بالشيعة وقد دمرتها بسهولة.

في هذه الأثناء، طوق المسلحون الشيعة الأماكن الحصينة ولكنهم لم يدخلوها مما أرهب المحاربين وجعلهم يستسلمون دون حدوث إصابات كبيرة على الجانبين. كما أغلق حزب الله الوسائل الإعلامية لحركة المستقبل مما جعلها غير قادرة على حشد الجماهير. ويبدو أن المحاربين السنة كانوا يعتقدون أن حزب الله لن يدخل معهم في مواجهة كاملة.

حيث ذكر المدير التنفيذي للشركة الأمنية أن محاربي المستقبل قد فوجئوا بالهجوم السريع عليهم. كما أضاف: ربما كانوا يعتقدون أن بإمكانهم أن يناوشوا حز ب الله لأيام أو أسابيع قلائل حتى تصل المساعدات لهم. لقد واجهوا حملة عنيفة لم يخططوا لها من قبل.

وبعد أن استسلم محاربو حركة المستقبل سلمهم حزب الله إلى الجيش اللبناني مجنبا نفسه مسؤولية رعاية سجناء مع منع المحاربين الأسرى من الدخول إلى المعركة لعدة أيام على الأقل. وفي داخل مستشفى قريب من مسرح بعض أحداث القتال العنيف كان يتجول أحد محاربي حركة المستقبل الذي كان يعمل لدى شركة سيكيور بلس وهو مذهول يرتدي البيجاما مع ولديه اللذين خدما في الميليشيا السنية. لقد أصيب ولديه بجراح طفيفة بعد أن ضربهم محاربو حزب الله. وبمجرد أن أدرك أن نصر حزب الله شيئ حتمي حاول هو وولديه الهروب بالبقاء في المنزل. ولكن دون جدوى فقد عرف حزب الله مكانهم. ولكنه قال: إنني لم أترك منزلي لقد جاؤا إلينا.


http://www.latimes.com/news/nationworld/world/la-fg-security12-2008may12,0,6458359.story