واشنطن: اكد خبير سياسي أميركي اليوم ان كافة العوامل الفاعلة على الساحة ترجح كفة المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة السيناتور باراك اوباما للفوز على منافسه الجمهوري السيناتور جون ماكين. وقال كبير المحررين السياسيين في شبكة تلفزيون quot;سي بي اسquot; الاخبارية فون فيرفيرس في لقاء مع الصحافيين لاستعراض مسار الحملة الانتخابية الرئاسية ان quot;كل شئ يسير في صالح اوباما بما في ذلك القضايا المثارة واموال المرشحين وحماس الناخبينquot;.

واضاف فيرفيرس ان استطلاعات الرأي الاخيرة اظهرت ان ماكين يواجه صعوبات كبيرة في هزيمة منافسه الشاب والاحتفاظ بالبيت الابيض للجمهوريين في ظل استمرار تدني شعبية الرئيس بوش الى مستويات قياسية غير مسبوقة وقلق الناخبين من حالة الاقتصاد الوطني والحرب في العراق.

واكد ان الحزب الديمقراطي امامه فرصة كبيرة لزيادة عدد ممثليه في الكونغرس خلال الانتخابات العامة القادمة التي تتزامن مع الانتخابات الرئاسية على نحو سيمنح الحزب أغلبية كبيرة في مجلسي الشيوخ والنواب ويمكن اعضاءه من فرض آرائهم على الرئيس القادم وتجاوز حق الاعتراض (فيتو) له وذلك في حال فوز ماكين بالانتخابات الرئاسية.

واعتبر ان تفوق اوباما على ماكين بهامش ضئيل في استطلاعات الرأي حتى الان يعود الى التاريخ الطويل لماكين وصورته كعضو ذو مواقف قوية في الكونغرس ازاء عدد من القضايا الرئيسية فضلا عن كونه بطلا من ابطال حرب فييتنام حيث أمضى نحو خمسة اعوام في الاسر. واقر فيرفيرس بأن اوباما يواجه صعوبات ناجمة عن حداثة عهده بالسياسة حيث ان فترة عضويته في الكونغرس لم تتعد الأربع سنوات ما دفع الجمهوريين الى التشكيك في خبرته وافكاره التحررية مشيرا الى ان مؤيدي اوباما يحاولون في المقابل ابرازه كوجه للتغيير في أميركا والربط بينه وبين قيادات أميركية تاريخية سابقة.

وتوقع كبير المحررين السياسيين في تلفزيون quot;سي بي اسquot; فون فيرفيرس ان تتغير خريطة التصويت في الانتخابات الأميركية عن عام 2000 حينما لعبت فلوريدا دورا حاسما في النتيجة او عام 2004 عندما حظيت اوهايو بذات الدور لافتا الى ان فرص المرشحين تتقارب في 25 ولاية من اصل 50 ولاية أميركية.

واكد ان الاقتصاد سيظل القضية الاولى على قائمة اهتمامات الأميركيين في الانتخابات القادمة بالاضافة الى الرعاية الصحية والطاقة لا سيما مع انخفاض ثقة المستهلك الأميركي الى ادنى مستوياتها منذ 30 عاما. ورأى فيرفيرس ان ايا من أوباما او ماكين لديه خبرة اقتصادية خاصة ومن ثم فان على كل منهما ان يقنع الناخبين بأنه الاكثر استعدادا وقدرة على تحسين الاقتصاد الأميركي.

وقال ان حرب العراق قد تشكل عاملا مهما في الانتخابات القادمة في ظل معارضة غالبية الناخبين للحرب منذ بدايتها عام 2003 رغم اقتناعهم بتحسن الاوضاع هناك مؤخرا. ويتناقض المرشحان تماما حيال حرب العراق حيث ايدها ماكين منذ البداية ويدافع عن بقاء القوات الأميركية هناك لأجل غير محدد فيما عارضها اوباما وتعهد بسحب القوات الأميركية من العراق في غضون 16 شهرا في حال فوزه بالرئاسة.

وحول تأثير اللون على الانتخابات القادمة بالنظر الى ان اوباما هو اول مرشح اسود يفوز بترشيح احد الحزبين الرئيسيين في الانتخابات الرئاسية قال فيرفيرس ان العرق سيظل quot;مكونا خفياquot; في الانتخابات القادمة. وكان استطلاع للراي قد اظهر ان عامل اللون كان مؤثرا في قرار التصويت لدى 20 بالمئة من الأميركيين فيما اعتبر 43 بالمئة من الناخبين ان السن كان عاملا في اتخاذ قرارهم لا سيما ان ماكين يبلغ من العمر 71 عاما بينما يبلغ اوباما 46 عاما.