ايلاف من لندن : أكد مسؤول إعلامي أميركي بارز أن المعلومات التي ذكرت أن قناة الحرة ستغلق غير صحيحة على الإطلاق وأن المحطة التلفزيونية الناطقة باللغة العربية والتي تمولها الولايات المتحدة مستمرة في نشاطها. وقال دان سريبني المستشار الأعلى للإعلام الاقليمي الأميركي في السفارة الاميركية في العاصمة البريطانية في تصريحات لـquot;إيلافquot; إنه فوجئ بقراءة معلومات تدعّي أن قناة quot;الحرةquot; التلفزيونية سوف تغلق قريبا وان quot;اميركاquot; تعلن فشل مشروعها الاعلامي .. وقال مشددا quot; أؤكد ان هذه المعلومات عارية تماما من الصحةquot;.

وأشار سيبني إلى أن قناة quot;الحرةquot; تأسست في عام 2004 لكي تكون قناة غير تجارية للاخبار والمعلومات في الشرق الاوسط. وهو ما يوضحه موقع الشبكة على الإنترنت بالإضافة الى أن قناة quot;الحرةquot; تهدف الى quot;توسيع آفاق مشاهديها ومنحهم الفرصة ليتمكنوا من تكوين آراء واتخاذ قرارات مبنية على معلومات صحيحةquot;. وقال دان سريبني إن الحرة منذ بداية نشاطها جذبت جمهورا متزايدا من المشاهدين ويمكن لأي شخص الاطلاع على نتائج أبحاث المشاهدة التي اجرتها شركة quot;أيه سي نيلسونquot; المتخصصة في هذا المجال . وأضاف المسؤول الأعلامي الأميركي قائلا quot;إن هناك العديد من قنوات الأخبار التي تتنافس الان على جذب انتباه المشاهدين العرب، وقناة quot;الحرةquot; تفخر بأنها جزء من هذا التوجه الاعلامي وأنها ستستمر في جهودها من اجل تقديم اخبار الشرق الاوسط وأميركا والعالم الى المشاهدين العرب وترحب بأي اقتراحات منهم حول جهود تعزيز خدماتها اليهم في المستقبل.

وكانت تقارير صحافية أميركية أشارت مؤخرا الى فشل قناة الحرة في مهمتها فيما قالت وكالة نوفوستي الروسية ان الحكومة الاميركية تدرس إقفال القناة الناطقة باللغة العربية .

واضافت صحيفة واشنطن بوست ان الحرة شلت في أداء مهمتها في العالم العربي. واجمع بعض الخبراء الاعلاميين من العرب والاميركيين الذين تحدثوا للصحيفة على أن القناة لم يعد لها أي حظوظ من النجاح في سوق الإعلام العربي. وكانت القناة منذ بدايتها قد استمالت عددًا كبيرًا من الاعلاميين العرب الذي ما لبث عدد منهم ان quot; هاجرquot; الى قنوات اخرى .

لكن مصادر اميركية كانت تصر على عدم اقفال الحرة رافضة ان تلقي المحطة مصير مجلة هاي الشهرية والتي قررت الخارجية إيقافها عن الصدور. وعلى الرغم من عمليات المراجعة والتقويم الشامل لأداء المحطة الا انها لم تتمكن من جذب الجمهور العربي .

وقالت الصحيفة ان الصحافي اللبناني موفق حرب أول مدير للقناة التي تأسست في شباط (فبراير) عام 2004 وانفق عليها 350 مليون دولار قد قدم استقالته عام 2006 واشار الى أنه أحس أن مجلس quot;إدارة القناة رغب في ان تهدف القناة إلى خدمة السياسة الخارجية الاميركية بدلاً من كونها قناة لبث الاخبارquot;. وأضاف حرب quot;منذ ذلك الوقت صارت القناة اكثر حذرًا ولعل الهدف من تدخل مجلس الادارة هو إرضاء المسؤولين في واشنطن أكثر من مشاهدي القناةquot;.

لكن أحد العاملين السابقين في القناة قال إن موفق حرب أجبر على ترك القناة بعد أن رسا الإختيار على أحد الاعلاميين السابقين في قناة سي ان ان، وهو الاميركي لاري ريجسترز. وقال إن quot;لا احد يبالي بالاخطاء المتكررة التي تبدو اثناء ساعات البث... والحقيقة أن العاملين في القناة يتندرون أن هذه الاخطاء لا تمثل أهمية كبيرة.. ما دام أن القناة نفسها لا تشاهد أصلاً..quot;

وقال ريجسترز إن القناة كانت تحمل اجندة وتغطي فقط أحداث لبنان. وأضاف أن المسؤولين عن القناة quot;طلبوا منه أن يجعلها قناة إعلامية حقيقيةquot;. واضاف أنه بعد تعيينه quot;لم أجد قاعدة عمل مهنية...وتساءلت كيف كانت تعمل هذه القناة .. لم تكن هناك أرضية مهنية للعمل .. كل ما في الامر أنني وجدت موظفين كثرا ينتظرون فقط صرف الشيكات..مع السعي للحصول على quot;الغرين كارد..quot;

ثم ما لبث ان اجبر رجسترز على تقديم استقالته عام 2007 بعد نشر صحيفة الوول ستريت تقريرًا جاء فيه أن قناة الحرة نشرت خطاب السيد حسن نصر الله كاملاً من دون تحرير. ليصار بعد الى تعيين اللبناني الاصل المود دانيل نصيف مديرا للقناة. وكان نصيف يعمل في راديو سوا الذي يبث إرساله للعالم العربي. وقال التحقيق إن نصيف قبلها لم يكن يملك الخبرة الصحافية وأن عمله السابق كان قد تمثل في جماعة لوبي في واشنطن نشدت إنهاء احتلال العسكري السوري للبنان. وقال نصيف إنه توقف عن عمله اللوبي بعد عمله في إذاعة سوا وأن عدم خبرته الصحفية لم تثنيه عن تحقيق نجاحات . واضاف quot;ليس من المهم أن تذهب لكلية معنية بالصحافة حتى تكون صحافيا جيدا..quot;

ويصل عدد مشاهدي القناة إلى تسعة ملايين اسبوعيا ويتركزون بشكل اساسي في العراق حيث تقوم القناة بتوظيف quot;ستلايتquot; خاص لتلقي إرسالها هناك.quot;وقال بعض المسؤولين في القناة إن هدفهم ليس بالضرورة quot;منافسة القنوات العاملة في مجال البث الفضائي.. وإنما تقديم مصادر اخبار بديلة وذات مصداقية. وتفيد احصائيات جديدة أن الذين يشاهدون القناة في 13 قطرا عربيا لا يتجاوزون 28 مليون مشاهد اسبوعيًا من جملة عدد السكان العرب البالغ 200 مليون . غير أن مصادر أخرى قالت إنه من الصعوبة تأكيد هذه الارقام وأن جهات رسمية تابعة للكونغرس ومعنية بالمصداقية الاحصائية شككت في هذه الارقام.

واشارت واشنطن بوست الى ان الحرة تملك قاعدة مشاهدة ضيقة جدا مقارنة بالجزيرة والعربية بحيث اظهر استطلاع لجامعة ميرلاند ومؤسسة quot;زغبي انترناشونالquot; أن 54 %من المستطلعين يشاهدون الجزيرة مقارنة بـ 9 % يشاهدون العربية و2% فقط يشاهدون الحرة.