شرم الشيخ (مصر): يبدأ مؤتمر وزراء الخارجية الأفارقة أعماله اليوم (الجمعة) في منتجع شرم الشيخ المصرى برئاسة أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصرى بمشاركة وزراء خارجية دول الاتحاد الافريقي وعدد كبير من ممثلي المنظمات الاقليمية والدولية.

وفى هذا الصدد، ذكرت مصادر إعلامية مصرية أمس (الخميس) أن وزراء الخارجية الأفارقة سيناقشون علي مدي يومين مشروعات القرارات والتوصيات التي سيتم رفعها للقمة الافريقية التي من المقرر أن تبدأ أعمالها يوم (الاثنين) القادم.

ويأتي علي قائمة الموضوعات المطروحة للمناقشة الموضوع الرئيسي للقمة حول قضايا المياه والصرف الصحي في القارة الافريقية، وكذلك قضية ارتفاع أسعار السلع الغذائية علي المستوي العالمي وأثره علي القارة، بالاضافة إلي عدد من الموضوعات المرتبطة بتحقيق برامج الألفية الثالثة ومشروعات التنمية وجهود تحقيق الأمن والسلم والاستقرار بدول القارة وموقف مواجهة أمراض نقص المناعة والملاريا وتوفير الرعاية الصحية.

وأشارت المصادر إلى أن الاجتماعات التمهيدية للقمة علي مستوي كبار المسئولين ستختتم فى وقت لاحق أمس، حيث سيتم رفع التوصيات ومشروعات البيان الختامي وإعلان شرم الشيخ إلي وزراء الخارجية.

ونقلت صحيفة ((الأخبار)) المصرية عن السفير ابراهيم علي حسن المنسق العام للجان الاعداد للقمة قوله إن مصر سوف تتقدم خلال القمة بعدد من المقترحات بشأن الموضوعات المطروحة للمناقشة وخاصة الموضوع الرئيسي للقمة بشأن ملف المياه في القارة، وموضوع أزمة أسعار الغذاء وأثرها علي برامج التنمية وحياة الشعوب الافريقية.

وفى هذا الشأن، طالبت مصر في مقترحاتها بتكليف مفوضية الاتحاد الافريقي ووزراء الزراعة الأفارقة بالعمل علي بلورة خطة عمل للتعاون مع التغيرات التي شهدها السوق العالمي للسلع الزراعية، كما طالبت شركاء التنمية ومؤسسات التمويل الدولية بايلاء اهتمام أكبر بتطوير قطاع الزراعة في القارة الافريقية.

وتقترح مصر الدعوة لعقد اجتماع رفيع المستوي بين افريقيا وشركاء التنمية ومؤسسات التمويل لبحث سبل دعم الجهود الافريقية للتعامل مع أزمة ارتفاع اسعار الغذاء العالمية.

من ناحية أخرى، يبدأ رؤساء الدول والحكومات المشاركة في القمة في التوافد علي شرم الشيخ بعد غد (السبت)، حيث يشارك فيها أكثر من 40 رئيس دولة، ويمثل باقي الدول الافريقية وفود برئاسة وزراء الخارجية، وسوف تعقد يوم (الأحد) القادم اللجنة العشرة الرئاسية المعنية بمناقشة موقف الدول الافريقية من قضايا اصلاح الأمم المتحدة، كما يجتمع مجلسا السلم والأمن الافريقي علي مستوي القمة، بالإضافة إلي اجتماع قمة مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا (النيباد) واجتماع قمة لآلية مراجعة النظراء الخاصة تبادل التجارب وتقييم الالتزام بمعايير الشفافية والحكم الرشيد.

على جانب أخر، قالت صحيفة (الأهرام) فى عددها أمس (الخميس) إن مصر طالبت بالاسراع بعقد مؤتمر القمة العربي ـ الإفريقي الثاني لإحياء وتنشيط التعاون بين العالم العربي وقارة افريقيا بهدف تحقيق تطلعات الشعوب العربية والافريقيةrlm;.rlm;

ودعت بمناسبة انعقاد القمة الافريقية في شرم الشيخ مفوضية الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية للاهتمام بهذا الموضوع وطرح أليات جديدة للتعاون بين الجانبينrlm;،rlm; وقد أقر المندوبون الدائمون هذا الاقتراحrlm;.rlm;

وكانت القمة العربية ـ الأفريقية الأولي قد انعقدت عامrlm;1977rlm; وصدر عنها اعلان سياسي وبرنامج عمل التعاون العربي ـ الإفريقي واعلان التعاون الاقتصاديrlm;،rlm; لكن انعقاد القمة الثانية لم يتم حتي الآن برغم حدوث عدة محاولات لإحياء الحوار كان آخرها في ديسمبرrlm;2007.

كما حث قرار أصدره الاتحاد الأفريقي في يناير rlm;2008rlm; رئيس مفوضية الاتحاد وأمين عام الجامعة العربية علي اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عقد القمة الإفريقية ـ العربية الثانيةrlm;.rlm;

وأقر المندوبون الدائمون أيضا الاقتراح المصري الخاص بمواجهة أزمة الغذاء العالميrlm;،rlm; والذي يقضي بضرورة القيام بتحرك جماعي لمواجهة الظاهرة الخطيرة من خلال الاهتمام بالتنمية الزراعيةrlm;،rlm; حيث يعملrlm;70 %rlm; من سكان القارة بالزراعة ويعتمدون عليها في حياتهم أمسيةrlm;.

ونقلت الصحيفة عن السفير طارق غنيم مندوب مصر الدائم لدي مفوضية الإتحاد الأفريقي ورئيس وفد مصر في اجتماعات لجنة الممثلين الدائمين تصريحه بأن أزمة الغذاء العالمية التي طرأت علي الساحة العالمية فرضت نفسها علي جدول أعمال القمة المقبلة، مشيرا إلي أن مصر تقدمت فيها ببعض الأفكار التي تقرر طرحها علي مستوي الرؤساء.rlm;

وفى السياق ذاته، يواجه القادة الأفارقة في قمتهم المقبلة بشرم الشيخ تحديات كثيرة وخطيرة تنتظر شعوبهم أن ينجحوا في حل بعضها أو واحدة منها علي الأقل حتي لا تنضم الي القمم العديدة السابقة، rlm;فهناك أزمة الغذاء التي تهدد حياة نصف سكانrlm; 34rlm; دولة جنوب الصحراء الافريقية rlm;..rlm;والحروب الأهلية والإقليمية التي تقتل فرص التنمية وتستنزف مواردها القليلة والأوبئة التي تفتك بحياة الملايين سنويا وفي مقدمتها الإيدز لعدم توافر الرعاية الصحية والعلاجrlm; ..rlm;ونزيف العقول الذي يحرم القارة السمراء من الاستفادة بخيرة أبنائها الذين هاجرrlm;25 %rlm; منهم علي الأقل هربا من الفقر وقلة الإمكانيات والاضطهاد أحياناrlm;.rlm;

ومازالت أفريقيا هي أكثر قارات العالم فقرا وحروبا أهلية وإقليمية أو أقلها في مستوي المعيشة والرعاية الصحية والتعليم ومتوسط دخل الفرد والديمقراطية مع أنها أغني القارات بالثروات الطبيعية خاصة المعدنية منها ويقع فيها ثانى أطول أنهار العالم rlm;(rlm; نهر النيلrlm;)، وتعانى 21rlm; دولة جنوب الصحراء في مقدمتها اثيوبيا والصومال من أزمة غذاء ويعاني أكثر منrlm;200rlm; مليون من سكانها الـrlm;925rlm; مليونا من الجوعrlm;.

وتشهد rlm;28rlm; من دولها من بين rlm;30rlm; دولة في العالم كله أعلي معدلات وفيات أطفالrlm; (27 %rlm; في سيراليون مقابلrlm; 0.6 %rlm; في الدول المتقدمة علي سبيل المثالrlm;)rlm; تحظي افريقيا بنصيب الأسد أيضا في الإصابة بالإيدز rlm;(75 %rlm; من عدد المصابين وأكثر من rlm;80 من عدد الوفيات وتنفرد بنسبة rlm;95%rlm; من أيتام الإيدز في العالمrlm;)rlm;.