الياس توما من براغ: قبل يوم واحد من توقيع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس غدا في براغ مع نظيرها التشيكي كارل شفارتسنبيرغ على الاتفاقية الرئيسية الخاصة بوضع القاعدة الرادارية الأمريكية في تشيكيا أكد نائب رئيس الحكومة التشيكية للشؤون الأوربية ألكسندر فوندرا بان حكومة بلاده لن تقبل بوجود عسكري روسي دائم في القاعدة وإنما بقيام مفتشين روس بزيارات اطلاعية فقط.

وشدد على انه من دون موافقة الطرف التشيكي فان الاتفاق مع روسيا لن يكون ممكنا في هذا المجال مشيرا إلى أن هذا الأمر ستتضمنه الاتفاقية التشيكية الأمريكية التي ستوقع غدا. ودعا روسيا لاستيعاب أن الفترة التي كان يتم بها هنا اتخاذ القرارات المتعلقة بتشيكيا من دون مشاركتها قد انتهت منذ فترة طويلة في إشارة إلى الحقبة الشيوعية الماضية التي كانت موسكو تمسك قبضتها بشدة على مصير الدول الأوربية الشرقية الشيوعية سابقا.

وأكد أن بلاده ستكون مستعدة في المستقبل للتفاوض مع موسكو كي تخفف مخاوفها من وضع الرادار الاميركي في تشيكيا غير انه شدد على أن ذلك لن يكون في أي حال من الأحوال عن طريق تقديم التنازلات لها في القضايا المتعلقة بضمان امن تشكيا والتعاون مع حلفاء براغ الأطلسيين. واعتبر أن وضع الرادار سيعزز امن تشيكيا والعلاقات التحالفية بينها وبين الولايات المتحدة وحلف الناتو مشيرا إلى أن الطرف الاميركي سيتحمل نفقات بناء القاعدة وعملها.

ورأى أن المصادقة على الاتفاقية بشكل نهائي ستتم بعد معرفة من سيفوز بالانتخابات الرئاسية الاميركية القادمة مما يعنى أن موضوع المصادقة عليها سيتأخر عدة اشهر. و يبدو الآن استنادا إلى مواقف الكثير من النواب من أحزاب الائتلاف الحاكم والمعارضة أن الحكومة لا تمتلك الأغلبية اللازمة لإقرار هذه الاتفاقية في البرلمان إلا في حال كسب الحكومة أصوات بعض نواب المعارضة ولاسيما من نواب الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارض لان أربعه من نوابه خرجوا من الكتلة النيابية لحزبهم وبالتالي قد يتمكن الحزب المدني أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم من كسبهم لصالح المصادقة على الرادار خاصة إذا ما قدم لهم مغريات بأشكال مختلفة في ظل غرق بعضهم بديون كبيرة.

وفيما بدأت براغ تتهيأ اليوم بإجراءات امني مكثفة لاستقبال وزيرة الخارجية الأمريكية في الساعات القليلة القادمة أعلن ممثلا حركة لا للقواعد يان تاماش ويان ماييتشيك بان الحركة ستنظم مظاهرة حاشدة في ساحة القديس فاتتسلاف وسط العاصمة مساء غد متوقعا أن يشارك الآلاف فيها للتعبير عن رفضهم لوضع القاعدة الاميركية.

وأشارا في مؤتمر صحفي عقداه اليوم في براغ إلى أن المتظاهرين سيتجهون بعد ذلك نحو مقر السفير الأمريكي في دائرة براغ 6. وشددا على أن التوقيع على الاتفاقية غدا لن يعني توقف الاحتجاجات على وضع الرادار وان الضغوط على السياسيين ستستمر ولاسيما على نواب البرلمان لان عملية المصادقة على الاتفاقية ستكون بين أيديهم. هذا ويتوقع وصول رايس عند العاشرة من قبل ظهر الغد تلتقي بعدها مباشرة برئيس الحكومة ثم ستوقع الاتفاقية بعد الظهر في مقر الخارجية يعقب ذلك مؤتمر صحفي لمدة 20 دقيقة ثم حفل استقبال في مقر السفير الأمريكي وستغادر براغ بعد ظهر الأربعاء.