ما يفعله القتلة والمستكلبين والمجرمين الطائفيين من حملة الشعارات الأصولية السقيمة ، والروح الفاشية المجرمةفي مدينة الفلوجة من جرائم فظيعة وشنيعة تقشعر لها الأبدان وحيث جعلت من المدينة وأهلها بمثابة رهائن وأسرى في معركتهم الأخيرة والتي ستتوج لامحالة بالإندحار المبين، هي أمور تذكرنا بأبشع صور عصور الهمجية والتخلف والظلام والقتل والإستباحة الطائفية المريضة ولكنها بالمقابل تؤكد على شيء مؤكد و واحد وهو أن معركة العراقيين جميعا مع تلك القطعان الظلامية المتوحشة هي معركة إستئصالية وتاريخية وشاملة لاهوادة فيها ولامساومة ، وهي معركة توحيد وطني تاريخية تكاد تقترب من درجة القداسة لأن نتائجها وتجلياتها وإرتباطاتها لاتتعلق بالعراق فقط بل بمعركة الإنسانية جميعا ضد الإرهاب والإجرام المؤطر بلبوس دينية وطائفية مريضة ، فبعيدا عن دجل الفضائيات العربية ، وسخف أهل الرأي والمشورة في الإعلام العربي الزاعق ، وفلاسفة الإستبداد الدموي الجديد من الذين ينشرون سمومهم وزيفهم في عدد من المواقع الإرهابية والمنحرفة ، فإن مايجري هناك قد عرى بالكامل كل الأوراق البائسة والجهادية المزعومة التي كانت تتدثر بها جماعات ( الجهاد الصوتية ) و( أتباع الفكر التكفيري الرهيب) الذين وجدوا لهم مستقرا وملاذا في ( إمارة الفلوجة الطالبانية ) والتي تمثل وصمة عار في جبين العرب والمسلمين الحقيقيين ، وليس المتأسلمين الجدد من قطعان الفاشية البعثية الذين إستبدلوا أزيائهم وأشكالهم الخارجية وتحولوا من رفاق وجلادين وضباط للأمن والإستخبارات ، لشيوخ ووعاظ ومفتين لفقه الفتنة والجريمة والغوص في الدماء البريئة ، ورسلا للإرهاب وتقطيع الأوصال! ، والعجيب والغريب إن أمراء القتل والسحل والدم باتوا يدعون اليوم لنشر فتاوي الجهاد من أجل إنقاذ عصابات التخلف والضلالة من الإندثار ؟ ولعل موقف جماعة مايسمى بهيئة العلماء المسلمين وهم من الرفاق البعثيين السابقين يشكل فضيحة كبرى في ملف إستغلال الدين والطائفة لتمرير المشاريع التخريبية والتقسيمية وفي محاولة إنكار وجود عصابة الزرقاوي وأشباهه من سقط المتاع والمرتزقة في الفلوجة وضواحيها وبعض مواقع البثور الطائفية المريضة جنوب وغرب بغداد !! نعم .. لقد أضحت الفلوجة للأسف بؤرة نار طائفية مشتعلة تهدد بحرق العراق بأكمله ، وفيها تضع الأسس وتخطط العمليات لسيناريوهات حرب أهلية شاملة لن تبقي ولاتذر فيما لو إندلعت ، ومن الفلوجة ذاتها سيتحقق حلم ( القائد الجرذ) صدام التكريتي الجبان والقاضي بجعل العراق ( أرضا بدون شعب) كما هدد وتوعد وأنذر علنا عام 1980! وهو التصريح الشمشوني الذي لايمكن أن يمحى من الذاكرة ولامن سجلات التاريخ لأنه تعبير حقيقي وأصيل عن النفسيات والعقليات الإرهابية والفاشية التي دمرت العراق وأوصلته بجدارة لهذا المشهد السوبر تراجيدي الذي نعيشه ، وفي ظل فقدان رهيب للتوازن العقلي والسلوكي وخصوصا من بعض المثقفين العرب من المرضى النفسانيين والحمقى وخريجي ثقافة الإستبداد والفاشية القومية والإشتراكية المقبورة التي تسعى لتمجيد القتلة ، والدفاع عن المجرمين المسعورين ، وتشويه الصورة العامة للأوضاع العراقية لدى الرأي العام العربي ، وخلق حالات من العدوانية والتربص بين العراقيين الأحرار الذين يناضلون من أجل إستقرار وتنمية ونهضة العراق وبين الجوار العربي والإسلامي المحيط؟ ، فسكاكين وسيوف وأسلحة الذئاب الفاشية التي تستوطن الفلوجة اليوم لاتؤسس لشرذمة وتحطيم العراق فقط ، بل إن إمتداداتها السلوكية والعقلية المنحرفة يراد لها أن تمتد طوليا وعرضيا على الخارطة العربية ، إنها ذات السيوف المسمومة والأجساد الإرهابية المتفجرة التي شاهدناها وهي تروع الآمنين في أقصى الغرب الإسلامي في مدينة ( الدار البيضاء) المغربية في مايو 2003 ، وهي ذاتها التي تنتهك اليوم حرمة الحرمين الشريفين وتزرع الموت والدمار في مدن المملكة العربية السعودية الشقيقة وتحاول إيقاف وعرقلة عجلة البناء والتنمية والتطور والإنفتاح ، وهي نفسها التي سبق لها أن خاضت جولات دموية رهيبة في أجساد المصريين في مصر الشقيقة ، وهي ذاتها التي تبحر اليوم في دماء العراقيين وتساهم في مد ليل معاناتهم وتحطم آمالهم في المستقبل المنشود ، وهي التي تسعى لهدم المعبد على رؤوس الجميع من أجل إنبثاق عصر ( الخليفة أو الولي الفقيه المستبد) الذي يستحضر في ممارساته أبشع عصور التخلف والظلام ، ولعل في إعلان عصابة الزرقاوي لمبايعته للمجرم الهارب والمسعور أسامة بن لادن إهانة كبيرة للعراقيين وحيث تتصارع المرجعيات والهيئات وحتى القتلة والمجرمين للهيمنة على العراق الذين يريدون له أن يكون ميدان لمعارك لاعلاقة للعراقيين عربا وأكرادا وسنة وشيعة بها ولابمفرداتها ودلالاتها ، فمعركة العراقيين ضد التخلف التاريخي والمستوطن ومن أجل الإنطلاق وإعادة تأسيس الذات الوطنية والقومية على أسس جديدة ليست معركتهم وحدهم فقط ، إنها معركةإنسانية شاملة ، معركة الحضارة والتقدم والتنوير ، ضد التخلف والحقد والمستقبل الأسود ، والمطلوب من الأطراف العربية جميعا مهما كانت خلافاتها السياسية توحيد الصف ودعم العراق في معركته الراهنة والمستقبلية ضد القتلة والأوغاد المتدثرين بعباءة الدين المثقوبة وشعارات الوطنية المزيفة ، فالقتلة وأمام حقيقة التغيير العراقي الشامل والذي سيطبع بمتغيراته الحتمية الهائلة مستقبل المنطقة ككل قد باتوا يعيشون حالة الهستيريا التدميرية الشاملة ، فلاينبغي أن تتاح لهم فرصة إلتقاط الأنفاس وليحسم ملف الأوغاد في الفلوجة قبل أن ينتشر سرطانيا ويمزق العراق والمنطقة ، وهؤلاء الأوغاد يحاربون اليوم معركتهم الأخيرة قبل إحتضارهم الشامل القريب ، فإستغلال الثقوب الأمنية في العراق والإستفادة من بقايا مخابرات وإرهابيي البعث النافق وإستغلال أحداث الفتن الطائفية كفتنة مقتدى الصدر وجماعته ومموليه من المخابرات الإيرانية قد أمدت كثيرا من إمكانيات إرهابيو الفلوجة واللطيفية والمحمودية وبقية ( أمراء الجماعات الكلبية الخارجية المسعورة ) ولكن عبثهم لن يستمر أو يطول وسيكون مصيرهم الإضمحلال كمصير أسلافهم من الخوارج الذين تحولوا لحكايات متفرقة في تاريخنا الحافل بالفواجع والإرهاب والقتل!... كلنا ثقة بأن الأوغاد والقتلة سيكون مصيرهم إلى سعير ، لأن المكر السيء لايحيق إلا بأهله.

[email protected]