"دهب... ألماظ... ياقوت" أحمدك يارب..

هكذا صاح (على بابا) بعد أن هتف (إفتح ياسمسم)، وإنفتحت له مغارة الأربعين حرامى ووجد أكواما من المجوهرات المسروقة، وأخذ (يعبى ويشيل) من أكوام المجوهرات، وهو يهتف (أحمدك يارب كفاية كده الليلة دى، ده الطمع يقل ما جمع)!!. ويغنى مطرب الربابة، إستكمالا للإسطورة :
على بابا بعد الضنا لابس حرير فى حرير
دفع ديونه وإشترى له قصر عالى كبير
والست مرجانة من يومها نشوانة
والرقص طول الليل

***

ويعرف (قاسم) شقيق (على بابا) بأمر مغارة الحرامية، ويذهب الى هناك ويقول كلمة السر (إفتح ياسمسم)، ويحدث ما حدث مع على بابا،ويبدأ فى أخذ المجوهرات المسروقة، ولسوء حظه يعود الحرامية الى المغارة ويكتشفون وجوده، بعد أن عطس (أغلى عطسة فى التاريخ)، وكادت تكلفه حياته، ولكن اللصوص أبقوا على حياته بعد أن إتفق على التآمر معهم للإنتقام من على بابا، ولكن الجارية (مرجانة) إكتشفت المؤامرة، وتم القبض على العصابة وعلى قاسم....

ويذهب على بابا الى جاريته (مرجانة) التى أحبها (لاحظ أنه رغم فقره السابق وديونه، إلا أنه كان لا يزال يحتفظ بجارية)!!، ويعترف لمرجانة بحبه، ويسألها السؤال الشهير:
"وإنتى يامرجانة بإيه أجازيك"
فترد عليه بصوت عذب حنون:
"سلامتك عندى بالدنيا ياسيدى"
(وعندما كنا صبيانا صغارا) حورنا رد مرجانة الى رد أكثر واقعية إذ تخيلنا أنها قالت:
"فلوسك عندى بالدنيا ياسيدى"!!

***


ودائما كنت أسأل نفسى، هل كان (على بابا) مواطن شريف ؟ وما هو الفرق بينه وبين (قاسم) شقيقه الشرير، الفرق الوحيد أن (قاسم) عطس داخل المغارة وتم (قفشه)، يعنى بصراحة الفرق بين (على بابا) الشريف و(قاسم) الشرير هو (عطسة)!!، هل كان من واجب على بابا أن يبلغ السلطات عن موضوع المجوهرات المسروقة بدلا من أن يسرقها هو مرة أخرى لكى يستمتع بها مع (مرجانة)!! و ماتعلمناه من حكاية على بابا : أنه لا مانع أن تستمتع بالمسروقات، ولكن حذار ألا تعطس، وإلا سيتم (قفشك) ويكون شكلك (مش كويس). وأيضا الأسطورة تمجد الحصول على الثراء والإستمتاع به بدون عمل أو تعب، وحنتعب ليه مادمت تستطيع أن تهتف قائلا :( إفتح ياسمسم) وتبدأ فى تعبئة و (شيل) المجوهرات.

***

وما دمنا نتكلم عن الحصول على المال بسهولة وبدون أى تعب، فقد طلع علينا السيد /أحمد بهجت (مؤلف كتاب أنبياء الله) وصاحب العمود اليومى (صندوق الدنيا) فى الأهرام يوم 3 أكتوبر 2004 برسالة أرسلها له الدكتور (على صبرى) يطالب بإستكشاف (بحيرة قارون) بالقرب من مدينة الفيوم للبحث عن كنوز قارون، ويقول فى بداية رسالته:
"يقول الله سبحانه وتعالي فى سورة القصص‏(‏ الآية‏76)‏ ان قارون كان من قوم موسي فبغي عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة "
ويطالب الدكتور على صبرى فى رسالته بإستكشاف بحيرة قارون أو أى منطقة أخرى لإكتشاف دار قارون والتى خسفها الله ففى (‏ الآية‏81)‏ فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين‏.‏
ويستمر الدكتور على صبرى قائلا :
"وقد يتساءل البعض لماذا لم يهتم علماء الجيولوجيا وكذلك خبراء الآثار ـ بعد اكتشاف بعض الآثار شمال بحيرة قارون ـ وعلماء الاستشعار عن بعد بالبحث عن التاريخ الجيولوجي لمنخفض بحيرة قارون واذا لم تكن الارض التي خسفت هي بحيرة قارون فما هو موقع الارض التي حصل بها خسوف لدار قارون وفي حالة التأكد من مكان الارض التي تم خسفها سواء كانت بحيرة قارون أم أي مكان آخر فانه توجد طريقة علمية حديثة لتحديد موقع الدار ومابها من كنوز حيث تم حديثا بالسويد اختراع رادار لاختراق الارض‏G.P.R‏ ولأعماق تصل الي‏100‏ متر‏,‏ وعلي ذلك يمكن مسح أي موقع وعمل عدة جسات ومعرفة طبيعة وخواص التربة ومن المؤكد أنه يمكن تحديد مكان وأبعاد دار قارون وكنوزه بمنتهي الدقة وكذلك عمق الدار من سطح الارض."

***

والكلام فى غنى عن التعليق، والسؤال للدكتور / على صبرىوللسيد / أحمد بهجت لماذا تريدون الكشف عن كنوز قارون والتى خسف الله به داره لغضبه عليه، ولربما كانت هذه الأموال هى أموال مسروقة مثل أموال على بابا (لأن قارون بغى على قوم موسى)، وهل نريد حل مشاكل مصر الإقتصادية بأموال مسروقة وبأوهام بعيدة عن التخطيط والعمل والعرق، ألا تخشى أن يطالب قوم موسى الحالييون بأموال الرجل الذى بغى على جدودهم (وطبعا يعملوها)!! أنا أفهم المطالبة بالكشف عن الآثار دائما وفى كل مكان، بهدف الحفاظ على التراث التاريخى، لا بهدف الدجل والشعوذة، على طريقة (إفتح ياسمسم).

***

وأتخيل الدكتور على صبرى والسيد / أحمد بهجت بعد أكتشاف دار قارون (أسفل بحيرة قارون)، بعد أن يستخدموا كلمة (إفتح ياسمسم) فى عصر التكنولوجيا الفائقة :
G.P.R

سوف يدخلون دار قارون وهم يهتفون:
"دهب... ألماظ... ياقوت" أحمدك يارب، عبى شيل!!
ورمضان كريم!

[email protected]