اسامة مهدي من لندن: نفى سفير العراق في سورية حسن العلوي بشدة أن يكون قد صرح بان السلطات العراقية تملك صورًا لمسؤولين سوريين يجتمعون مع مقاتلين بعثيين عثر عليها في مدينة الفلوجة مؤكدًا ان جهات معينة لم يسمها تسعى لاساءة العلاقات بين البلدين الجارين .

واوضح العلوي أن دوره كسفير يتعارض مع إطلاق أية تصريحات إعلامية مضادة لسورية وقال انه التقى في دمشق مع الصحافي نيكولاس بلاند فورد الذي قدم نفسه على انه مراسل صحيفة كريستيان ساينس مونيترز الاميركية وليس التايمز البريطانية التي نشرت مانسب له واشار الى ان الصحافي ساله عن السبب في عدم نشر السلطات العراقية للوثائق التي يتحدث عنها مسؤولون عراقيون هذه الايام عن دعم سوري للمسلحين في العراق فاجابه بانه لايوجد سفير في العالم يتحدث في هذه الامور التي قد تسيء لعلاقات بلاده والدولة التي يعمل فيها واضاف في تصريح لراديو سوا اليوم أنه قال للصحافي " ان مهمتي كسفير هي مهمة رجل اطفاء الحرائق .. لان مثل هذه التصريحات تصب الزيت على النار وبالتالي فانا لا استطيع الخوض في مثل هذه الامور " .

وأعرب العلوي عن اعتقاده بان الصحافي البريطاني الذي نشر هذه التصريحات قد وقع في التباس بين ما قاله هو وبين تصريحات منسوبة لوزير الدفاع العراقي حازم الشعلان وقال إن اثارة هذه الازمة تصب في جهات اطراف لم يحددها بالاسم تسعى الى منعه من تسلم منصبه في السفارة العراقية في دمشق " لان هناك من اعترض على تعييني في سورية نظرا لاني سوري " .

ومعروف ان العلوي كان يعيش في دمشق كلاجئ سياسي منذ عام 1980 حين انشق عن النظام العراقي السابق وقاد حملة اعلامية ضده عن طريق الكتب والمقالات والنشاطات السياسية التي كان يمارسها ضد الرئيس المخلوع صدام حسين حتى اسقاطه العام الماضي حيث عاد الى بلده ليعين سفيرًُا لها في دمشق في مهمة حساسة ودقيقة نظرًا للاتهامات التي داب على توجيهها لسورية مسؤولون عراقيون واميركيون بدعم دمشق لبعثيين عراقيين هربوا اليها وينظمون العمليات المسلحة في العراق حاليًا .

وكانت صحيفة التايمز اللندنية زعمت امس ان العلوي اكد لها ان السلطات في بلاده تملك صورًا لمسؤولين سوريين وهم يظهرون إلى جانب مسلحين تم اعتقالهم اثناء معارك الفلوجة . ونقلت عنه قوله ان رئيس الوزراء أياد علاوي قد أبلغ السوريين بالعثور على هذه الصور وانه مصر على عدم نشرها رغم الضغوط الأميركية عليه موضحًا ان من بين الصور التي صودرت من مسؤول بعثي سابق واحدة تظهر "مؤيد احمد ياسين " المعروف بابي احمد الذي يقود منظمة مسلحة لبعثيين وضباط مخابرات سابقين اطلق عليها جيش محمد وبجانبه مسؤول سوري كبير وقد أعتقل ياسين في الفلوجة منتصف الشهرالماضي .

وجاء نشر هذه المعلومات بعد ايام من اعلان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كيسي ان بعثيين سابقين شكلوا قيادة جديدة لهم وانهم يقودون العمليات المسلحة في العراق من العاصمة السورية دمشق مشيرًا الى ان السلطات السورية لاتتخذ الاجراءات اللازمة لايقاف هذه النشاطات .

واشارت الصحيفة في تقرير لها من دمشق الى ان العلوي حذر من ان اختراق البعثيين العراقيين لسورية يشكل خطرًا حقيقيًُا على حكومتها موضحًا انهم سرقوا اموالا وذهبًا من البنوك العراقية قبل سقوط صدام حسين العام الماضي ثم جاءوا الى سورية موضحًا ان الاموال التي جلبوها معهم تكفي لتمويل عمليات مسلحة تكفي لمدة 30 عاما .

وفي رده على هذه المعلومات قال وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله انه من المستحيل مراقبة جميع العراقيين الذين دخلوا الى سورية بعد الحرب الاخيرة في العراق خاصة وان سورية مفتوحة باستمرار لكل العرب ماداموا يحملون وثائق صحيحة "لكننا لانستطيع ان نقرأ افكارهم لنعرف ماذا ينوون فعله بعد دخولهم " بحسب مايقول .