أسامة مهدي من لندن: ناشد محام عراقي الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي اياد علاوي اطلاق عضوة القيادة البعثية في نظام الرئيس المخلوع صدام حسين والمعتقلة حاليًا ضمن قائمة الخمسة والخمسين المطلوبين هدى صالح مهدي عماش بشكل عاجل نظرًا لاصابتها بسرطان خطير قد يؤدي بها الى الموت في اية لحظة .

وقال بديع عارف محامي طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق ان العالمة العراقية المعتقلة هدى عماش المعتقلة في إحدى السجون الاميركية منذ ايار (مايو) عام 2003 مصابة بالسرطان ويتعين الافراج عنها واضاف ان عالمة الحرب الجرثومية مريضة جدًا ويجب اطلاق سراحها وأوضح انه استقى هذه المعلومات من عزيز.

وعندما اعتقلت عالمة الاحياء المجهرية التي تبلغ من العمر 50 عامًا كان المسؤولون الاميركيون يأملون في الحصول منها على معلومات عن اسلحة صدام المزعومة للدمار الشامل لكنهم لم يعثروا على اثر للاسلحة الكيمائية او البيولوجية التي كانت السبب الرئيسي الذي استند اليه القادة الاميركيون لشن الحرب التي اطاحت بنظام حزب البعث بزعامة صدام حسين.

وقال المحامي بديع عارف في تصريح متلفز الليلة انه ليست لديه تفاصيل تتعلق باحوالها ولكن طارق عزيز ابلغه انها مريضة للغاية.

يذكر أن هدى عماش هي ابنة صالح مهدي عماش أحد الضباط البعثيين السابقين والذي تسلم مناصب مهمة بعد انقلابي شباط ( فبراير) عام 1963 حيث كان وزيرًا للداخلية وتموز(يوليو) عام 1968عندما اصبح نائبًا لرئيس الجمهورية احمد حسن البكر لكنه أبعد في السبعينات سفيرا في الخارج ومات في ظروف غامضة ذكر في وقتها ان صدام حسين دبر له مكيدة فمات مسمومًا لانه لم يكن على علاقة طيبة به .

وعماش واحدة من بين امرأتين كانتا على صلة ببرامج الاسلحة العراقية اضافة الى رحاب طه المعروفة باسم "الدكتورة الجرثومة" والمعتقلة ايضًا لدى القوات الاميركية رغم ان صورتها لم تكن على اوراق اللعب الاميركية للمطلوبين .

وكانت المرة الاخيرة التي احتلت اسماؤهما عناوين الاخبار عندما قال خاطفو المهندس البريطاني كين بيجلي انهم سيطلقون سراحه اذا تم الافراج عن السجينات العراقيات وحينها قال مسؤولون اميركيون انه لا يوجد رهن الاعتقال من النساء سوى هاتين العالمتين.

وكانت هدى صالح مهدي عماش من النساء القلائل ضمن الدائرة القريبة من صدام حسين والمرأة الوحيدة في قائمة الـ 55 التي وضعتها الولايات المتحدة لأهم المطلوبين كما كانت المرأة الوحيدة في القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم وهي معروفة أكثر بصلتها ببرنامج الأسلحة الجرثومية حيث أطلقت أجهزة المخابرات الأميركية عليها اسم "سيدة أنثراكس" وقالت إنها مسؤولة عن إعادة بناء منشات الأسلحة العراقية بعد حرب الخليج عام 1991.

وحصلت عماش على شهادة الماجستير في علم الأحياء الدقيقة من جامعة أميركية في تكساس وبعدها حازت على شهادة الدكتوراة من جامعة ميسوري كولومبيا وذلك عام 1983. ويقول المسؤولون الأميركيون إنها تدربت، بعد عودتها إلى العراق على يد ناصر الهنداوي الذي يوصف بأنه "رائد برنامج الأسلحة البيولوجية" في العراق.
وفي عام 1996 أصبحت هدى عماش رئيسة جمعية الأحياء الدقيقة وهي الجهة التي يعتقد أنها كانت تقف وراء تطوير جراثيم الانثراكس والجدري على شكل أسلحة دمار شامل.

وكان صدام حسين يرسلها موفدة عنه إلى بعض الدول إضافة إلى أنها المرأة الوحيدة التي تظهر في الصور التي تعرض على شاشة التلفزيون للاجتماعات التي يترأسها الرئيس السابق وتضم عددا محدودا من القياديين الذين يشكلون الحلقة القريبة من صدام. وقد اختفت المسؤولة العراقية السابقة بعد أسبوع من انهيار النظام السابق في نيسان (ابريل) من العام الماضي لكنها اعتقلت في بغداد ووضعت في سجن تابع للقوات الأميركية .