نصر المجالي من لندن: أكد الأمير تركي الفيصل سفير المملكة العربية السعودية لدى بلاط سانت جيمس الملكي البريطاني لـ "إيلاف" أن المملكة وهي الهدف الثاني بعد الولايات المتحدة للعمليات الإرهابية التي تشنها جماعات أصولية مرتبطة بشبكة (القاعدة) تستعد إلى استضافة أول مؤتمر عالمي بمشاركة عدد كبير من الدول والجهات المعنية في الحرب ضد الإرهاب وذلك في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل لبحث موضوع الإرهاب وسبل مكافحة هذه الآفة الخطيرة والتعامل معها واجتثاثها، ولكن الأمير تركي الفيصل استبعد وصف لقاء ديسمبر المنتظر بلقاء قمة.
وفي تصريح السفير الأمير تركي الفيصل على هامش حفل السفارة السعودية في العاصمة البريطانية اليوم بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لليوم الوطني تأكيد لتصريحات للسفير السعودي في العاصمة الأردنية عبد الرحمن بن ناصر العوهلي لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) ونشرتها "إيلاف" كذلك، وقال فيها "سيتم دعوة عدد من زعماء الدول للمشاركة في هذا الحدث المهم حيث سيتم استعراض أسباب انتشار هذه الظاهرة وآثارها المدمرة على المجتمع وسبل محاربتها والتخلص منها".

وفي حفل استقبال حضره حشد كبير من رجال السياسة والإعلام ورجال أعمال وممثلون لهيئات بريطانية عربية وإسلامية كثيرة على الساحة البريطانية يتقدمهم دبلوماسيون عرب ومسلمون وأجانب معتمدين لدى المملكة المتحدة، فاجأ الأمير تركي الفيصل الجميع بقيادته للعرضة النجدية الشهيرة التي قدمتها فرقة تراثية سعودية مصطحبا معه في الأداء بالسيف وعلى إيقاع المعزوفات الموسيقية المتعارف عليها، اصطحب عميد السلك الدبلوماسي في العاصمة البريطانية وهو سفير الكويت خالد الدويسان، وعدد كبير من الدبلوماسيين والإعلاميين للمشاركة في العرضة النجدية التي تعني تراثيا رقصة "الحرب والنصر" حيث يؤديها الجميع على وتيرة من الغناء والأهازيج المعبرة عن تاريخ طويل في الجزيرة العربية التي توحدت قبل 74 عاما على يد المؤسس الراحل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود.

وعلى هامش الحفل الحاشد الكبير الذي نصبت له خيمة سعودية خاصة حملت كل معاني التراث التاريخي في المملكة العربية السعودية، تحادث السفير السعودي مع جميع الضيوف حول قضايا عديدة حيث امتد الحفل لأكثر من ثلاث ساعات اليوم الخميس. وعانت المملكة العربية السعودية منذ عام أو يزيد من عمليات إرهابية من جانب تلك الجماعات التي تقول الرياض الرسمية أنها "فئة ضالة"، وراح عشرات من القتلى الأبرياء من سعوديين وعرب وأجانب نتيجة لعمليات إرهابية لم تتعودها المملكة من ذي قبل.

ومنحت القيادة السعودية في الشهرين الأخيرين، عناصر تلك الفئة الضالة لمرات عديدة فرصة زمنية للتراجع والاعتراف بما اقترفوه مقابل العفو عنهم لينخرطوا في بناء مستقبل واعد للجميع وعبر حوار مثمر، وفعلا أثمرت فرصة العفو الملكية السعودية بتراجع كثيرين ممن تورطوا أو ارتبطوا بعمليات إرهابية سواء داخل المملكة أو في خارجها.

وإليه، فإن الحشد السياسي والدبلوماسي والإعلامي الذي ضمته الخيمة السعودية اليوم في مقر السفارة السعودية في العاصمة البريطانية حظي باهتمام جهات كثيرة على الساحة البريطانية، وتحدث كثيرون ممن شاركوا في الحفل الذي قدمت على هامشه برامج متنوعة تبرز التراث التاريخي للشعب السعودي،
لـ"إيلاف" بثناء كبير عن المنجزات التي تحققت في المملكة على مدى نصف القرن الماضي، إضافة إلى امتداح الدور السعودي المعتدل الوسطي في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط والقضايا العالمية الأخرى.

و أشاد حضور حفل الاستقبال الذي شارك فيه عدد كبير من الطلبة السعوديين الدارسين في الجامعات والمعاهد البريطانية بالتقدم والتطور الذي تحقق في الديار السعودية منذ توحيد البلاد وشمل العديد من المجالات الاقتصادية والسياسية، مؤكدين أن المملكة استطاعت استغلال عائدات البترول خير استغلال بما انعكس على نهضة تنموية شملت مناحي الحياة كافة ، الاقتصادية منها والاجتماعية والتعليمية والصحية الأمر الذي جعلها في مصاف الدول المتقدمة خلال فترة قياسية، حيث أن استغلال عائدات البترول لم يقتصر على تنفيذ المشروعات التنموية الداخلية بل تعدى ذلك إلى تقديم المساعدات والمشروعات الخيرية والإنسانية في الدول العربية والإسلامية والصديقة.