التحالف الشيعي يتسيد وصور علي عمار تحلّق وحدها
الضاحية الجنوبية خزان أصوات يسقي الأقضية اللبنانية

لوحات ضخمة لحزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر على طريق المطار (الأوتوستراد)

عصام سحمراني من بيروت: 7 حزيران (حزيران) تاريخ الإنتخابات النيابية في لبنان لن يمر على الضاحية الجنوبية لبيروت كالدورات النيابية والبلدية السابقة منذ عام 1992 حتى اليوم. فأمّ المدائن والأقضية جنوبا وبقاعا وجبلا وصولا إلى العاصمة بيروت تنتخب مجتمعة هذا العام. ومئات آلاف الناخبين يتوجهون إلى أقضيتهم المتباعدة ليفرغوا الضاحية إلاّ من سكانها الأصليين- الأقلية في برج البراجنة والتحويطة والمريجة والغبيري وحارة حريك والشياح.

المشهد الإنتخابي كعادته في الضاحية الجنوبية موسوم بتحالف الطرفين الشيعيين الأكبر حزب الله وحركة أمل بالإضافة إلى بعض الحلفاء في المعارضة وفي مقدمتهم التيار الوطني الحر الذي يجد امتدادا للوحاته الإعلانية في المنطقة. وبالإنتقال إلى المكاتب الإنتخابية تبرز سطوة التحالف الشيعي واضحة عبر كثافتها في المكان وتوزعها كما السكان في أحياء وأزقة لا حصر لها.

لوحات إعلانية

المختلف هذا العام -بالإضافة إلى المكاتب- الحملات الإعلانية الضخمة والمرتفعة السقف المالي بشكل واضح، ويظهر ذلك من خلال الصور واليافطات المختلفة الأحجام الخاصة بحركة أمل أو بحزب الله وكذلك بعض اللوحات العملاقة العائدة للتيار الوطني الحر. وتشكل طريقا المطار القديمة والجديدة (أوتوستراد حافظ الأسد) المهرجان الكامل للألوان الثلاثة الصفراء والخضراء والبرتقالية. ورغم ما عانت منه الضاحية الجنوبية من القصف الإسرائيلي في تموز\ يوليو 2006 فقد حلت فوائد جسور المشاة، التي أنجزها الإيرانيون عقب الحرب، الآن، حيث احتلتها يافطات ضخمة لحزب الله تشطب كثيرا من الكلمات quot;تقسيم، توطين، تهجيرquot;، quot;لبنانكم، لبناننا، لبنانهمquot;، quot;فساد، مديونية، حرمانquot; من quot;لبنانquot; لتحلّ محلها عبارات quot;وطن واحد لجميع أبنائهquot; وquot;وطن العدالة لجميع أبنائهquot;.

حركة امل إعتمدت في لوحاتها الضخمة المنتصبة في منتصف طريق المطار القديمة وفي لوحة كبيرة وطويلة للغاية على الأوتوستراد الجديد مصطلح quot;الأملquot; يظلل وجه رئيس الحركة نبيه بري. أما التيار الوطني الحر فقد وضع إعلانا كبيرا على طريق المطار القديمة قرب الكوكودي واثنين أكبر على الأوتوستراد الجديد الأول احتل مبنى بأكمله على حائط ملعب الغولف والثاني فوق جسر الأوزاعي- البرج ، وقد استغل اسم كتلة التغيير والإصلاح (كتلة ميشال عون) ليعلن شعاره في التغيير ويخاطب الناخب من قناة الدين العام فيسأله باستغراب: quot;مَ صار 49 مليار.. شو ناطر لتغيرquot; ويحدد الموعد؛ quot;الوصول إلى التغيير في 7 حزيرانquot;. إعلان التيار الوطني الحر الثاني حدد فيه الخطأ والصواب عبر شعار التيار الذي يحمل إشارة quot;صحquot; فيقول quot;غلطة الشاطر بألفين وتسعةquot; وتظهر تحتها 2009 بإشارة صح في الصفر الأول وخطأ في الصفر الثاني.

في المقابل لم نقع على أي إعلان إنتخابي للفريق الآخر (14 آذار) داخل الضاحية الجنوبية. وأقرب ما شاهدناه هما إعلانان لتيار المستقبل الأول أمام قصر رياض الصلح قرب السفارة الكويتية وثكنة هنري شهاب (المضاد) والثاني على طريق صيدا القديمة أمام كنيسة مار مخايل وقبل الوصول إلى عين الرمانة.

صور مفقودة

1- لوحة عملاقة في المشرفية. 2- مكتب إنتخابي في برج البراجنة وصورتان لقتيلين من أمل وحزب الله. 3- نائب حزب الله علي عمار بتوقيع إحدى عائلات برج البراجنة

اللافت في أمر الإعلانات أنّه وعلى الرغم من الإنتشار الكثيف للمكاتب الإنتخابية التابعة لحزب الله في الطرقات الداخلية للضاحية وأبرزها أوتوستراد هادي نصر الله فإنّ صور المرشحين مختفية بالكامل اللهم إلاّ لمرشحين أو ثلاثة من خارج التحالف الشيعي في جبيل وبعلبك. فعدا عن لوحات خاصة بالحزب، وبعض الأعلام والشعارات الكشفية والدينية وكذلك الإنتخابية، ولوحة عملاقة احتلت مبنى بأكمله عند تقاطع المشرفية، لا يوجد أيّ صورة إلاّ الصور الإعتيادية للقادة أمين عام حزب الله حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب وحركة أمل نبيه بري والقيادي عماد مغنية وكذلك صور قتلى في حركة أمل وحزب الله؛ قتلى حرب تموز وما قبلها وكذلك قتلى أحداث السابع من أيار الذين أطلق عليهم quot;شهداء المعارضة الوطنيةquot;.

الصور تظهر في quot;معركة برج البراجنةquot; التي تضم النائبين الشيعيين الحاليين والخصمين المتنافسين في الدورة القادمة ي قضاء بعبدا؛ علي عمار عن حزب الله وباسم السبع حليف تيار المستقبل. وتسيطر صور علي عمار على كل شوارع برج البراجنة ولو أنها تبدو أقرب إلى المبادرات الفردية لا إلى الإطار التنظيمي الخاص بماكينة حزب الله الإنتخابية. وقد برز ذلك من خلال توقيعات عائلات المنطقة على الصور كآل quot;السباعيquot; وquot;الخليلquot; وquot;العنانquot; وغيرهم. أما الطريف فهو عدة صور تمتدح علي عمار حملت توقيع آل quot;السبعquot; أنفسهم مما يضعها في دائرة الشكوك إن كانوا فعلا من وقعها أم ألصقت بهم محاربة لباسم السبع.

الضاحية الجنوبية تنتخب.. ومئات آلاف أصواتها تغذي صناديق إقتراع معظم الأقضية اللبنانية. لم تصل الأمور بعد إلى درجة الغليان لكن برود الناخبين والحملات النسبي لا يعكس أمرا ذا أهمية ولا يعطي صورة لمنطقة لطالما هبّ سكانها تلبية لدعوات حزب الله وحركة أمل.. فكيف حين يجتمعان ويتحالفان!!؟

تصوير: عصام سحمراني- خاص quot;إيلافquot;