السلطات المصرية تتجه لإدراج نصرالله ونائبه في لائحة المتّهمين
قوى سياسية تستبعد التصعيد... وأخرى تدعو إلى رد نوعي ضد الحزب

وحيد هاشم لإيلاف: دور حزب الله خرج عن سياقه الطبيعي

إنقسام لبناني بين إتهامات مصر وجواب نصرالله

حكوميون لـ quot;إيلافquot;: أمين عام حزب الله سقط في شر أعماله

نبيل شرف الدين من القاهرة: تفاعلت قضية اعتقال خلية تابعة لحزب الله في مصر، وطالب البرلمان أجهزة الأمن المصرية بأن تضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الإخلال بأمن مصر، وبينما يتواصل التصعيد المصري إعلاميًا وأمنيًا وقضائيًا، فإن نيابة أمن الدولة العليا في مصر تدرس مدى إمكانية ملاحقة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، قضائيًا، وذلك بعد بلاغ قدمه محامون مصريون يطلبون ضم اسمه إلى لائحة المتهمين بالقضية التي تضم تسعة وأربعين شخصًا بالتخابر مع دولة أجنبية وحيازة أسلحة ومتفجرات والتخطيط لأعمال تخريبية داخل البلاد، ليكون نصرالله في هذه الحالة هو المتهم الخمسين في القضية المثيرة.

وقال مصدر قضائي مصري إنه يحقّ لمصر مخاطبة الجهات القضائية اللبنانية للتحقيق مع نصرالله في ما نسبته إليه تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا المصرية، وقال المصدر ذاته إن السلطات تدرس بالفعل مدى إمكانية إدراج اسم نصر الله ونائبه وبعض قادة الحزب ضمن لائحة المتهمين في تلك القضية، إذا أثبتت التحقيقات تورّطهم فيها على أي نحو .

نصر الله وخامنئي
وبينما تسود حالة من الانقسام والاستقطاب في الشارع السياسي المصري، حول تقويم طبيعة وخلفيات هذه القضية المثيرة للجدل، فقد تصاعدت المطالبات من قبل برلمانيين وصحافيين ومحامين باتخاذ موقف صارم ضد حسن نصرالله وحزب الله اللبناني، وضرورة إدراج اسمه ضمن لائحة الاتهام، وعدم استقبال القاهرة لأي مسؤول أو وزير لبناني ممن ينتمون للحزب، ووصل الأمر إلى حد توجيه الإنذار إلى قيادة حزب الله عن طريق الحكومة اللبنانية، مؤداه أن مصر قد تضطر إلى القيام بـ quot;عمليات نوعيةquot; ضد أهداف تابعة للحزب في حال إصراره على المضي قدماً في العبث بأمن مصر، غير أن المحامي منتصر الزيات استبعد توجيه أي اتهامات في هذه القضية إلى كل من الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ونائبه نعيم قاسم، لأن quot;التحقيقات جاءت خالية تماما من أي إشارة بالقول إلى أي منهماquot;، حسب تعبيره .

أما على صعيد التحركات السياسية فقد أفاد مصدر دبلوماسي في القاهرة بأن السلطات المصرية تنسق أمنيًا مع كل من السعودية والأردن واليمن والمغرب للتصدي لما أسماه المصدر انتهاكات حزب الله وحلفائه لأمن واستقرار هذه البلدان، لافتًا إلى أن هذه الدول في صدارة الأهداف الإيرانية التي تستخدم فيها طهران quot;حزب اللهquot; لاختراقها، لتوصيل رسالة مفادها أن إيران قادرة على العبث فيها، وأكد المصدر أن قرارات على مستوى سياسي رفيع ستتخذ في هذا المضمار بانتهاج أي وسيلة تراها مناسبة لوقف التمدد الإيراني إقليميًا من خلال أدواته مثل حزب الله، كما يقول الدبلوماسي الذي تحدثت معه quot;إيلافquot; .

استقطاب سياسي

وفي الوقت الذي تصاعد فيه الجدل السياسي حول القضية وخلفياتها فقد أفاد مصدر قضائي بأن قرارا سوف يصدر خلال أيام بالقبض على أربعة وعشرين متهما جديداً، جميعهم من غير المصريين، وفي مقدمتهم مسئول جهاز الاستخبارات في quot;حزب اللهquot; محمد قبلانrlm;rlm; الذي وصفته بأنه مكلف مما يسمى quot;ملف دول الطوقrlm;quot;rlm;، وستتخذ الإجراءات القضائية لتعقب هؤلاء المطلوبينrlm;, rlm;من خلال إرسال مذكرة رسمية إلى الإنتربول اللبناني للقبض على قبلان وتسليمه إلى السلطات المصرية، أو حتى استجوابه بواسطة السلطات القضائية اللبنانية .

أما على صعيد مسار التحقيقات فقد انتهت نيابة أمن الدولة العليا في مصر من التحقيق مع سبعة متهمين، ووجهت إليهم تهم التخابر لصالح دولة أجنبية وحيازة أسلحة ومتفجرات ومواد لصنع القنابل، ليصل بذلك عدد المتهمين الذين تم التحقيق معهم حتى الآن 13 متهماً، بعد أن كانت النيابة قد انتهت من التحقيق مع ستة آخرين خلال الأيام القليلة الماضية .

في الجانب الآخر من المشهد استبعد حمدين صباحي رئيس حزب quot;الكرامةquot; ـ تحت التأسيس ـ التهم الموجهة لحزب الله، لأنّ quot;سلوكياته تبعده نهائياً عن التهم وتجعله موضع قبول الشارع المصريquot;، مؤكدا أنّ التهديد الحقيقي للأمن القومي المصري quot;ليس من حزب الله، بل من إسرائيل والتدخل الأميركي في شؤون مصرquot;، على حد تعبيره .

من جانبه رأى القيادي في جماعة quot;الإخوان المسلمين إبراهيم منير، أنَّ التهمَ التي وجهتها السلطات المصرية إلى حزب الله quot;ملفّقةquot;، وقال في مقابلة مع قناة quot;المنارquot; اللبنانية ـ لسان حال حزب الله ـ أنّ النظام المصري quot;الذي يشعر حالياً بالفشل والتهميش في ظل المحاولات الغربية للتقارب مع تركيا وإيران، ونتيجة مأزقه على الصعيدين الداخلي والخارجي، يريد من خلال الحملة على حزب الله أن يقول للغرب وإسرائيل إنَّه لا يزال نظاماً يمكن الاعتماد عليه في القضاء على المقاومة في المنطقةquot;، على حد زعمه .

وأخيراً فقد كشفت مصادر أمنية أن المتهمين المقبوض عليهم عددهم 25 متهماً، وهناك 24 متهماً آخرين يجري البحث عنهم، إلا أن أجهزة الأمن تواجه صعوبة في تعقبهم، خاصة بعد أن اعترف المتهمون الموقوفون بأن جميع أفراد التنظيم يتحركون بأسماء حركية، وأضاف المصدر أن هؤلاء المتهمين المطلوبين ينتقلون بين مناطق مختلفة داخل الأراضي المصرية .

تفاصيل الاعترافات

أما على مسار ما كشفت عنه التحقيقات، ووفق مصادر متعددة بعضها رسمي والآخر من محامين يتابعون القضية وكلاء عن بعض المتهمين، فقد اعترف المتهم اللبناني سامي شهاب بأن قيادة quot;حزب اللهquot; ممثلة في مسؤول جهاز الاستخبارات محمد قبلان،rlm; طلبت منه تأسيس هذه الخلية، وتدبير أماكن الإقامة وسيارات للتنقل وشراء المواد اللازمة لتصنيع المواد المتفجرة عبر خبراء مكلفين بالمهمة من كوادر حزب اللهrlm;,rlm; وكانت تستهدف في المقام الأول السياح الإسرائيليين في شبه جزيرة سيناءrlm; .

ومضت المصادر ذاتهالتنقل عن المتهم الأول اعترافه بأنه خلال شهري آذار (مارس) ونيسان (أبريل) من العام الماضي دخل قيادي حزب الله محمد قبلان إلى الأراضي المصرية مستخدماً جواز سفر مزور، حيث التقى مجموعة من أعضاء الخليةrlm; وأشرف على عمليات تصنيع المتفجرات .

وحسب المصادر ذاتها فقد رسمت القيادة العليا لحزب الله خطة التنفيذ للعمليات التخريبيةrlm; التي تلقاها قائد الخلية اللبناني عبر رسالة مشفرةrlm; إثر إبلاغه بنتائج عمليات رصد الأهداف في سيناء ومواقع أخرىrlm;,rlm; كما أن التعليمات شملت دورًا ثانيًا للخلية بتجنيد سودانيين يكون دورهم المشاركة في تهريب الأسلحة عن طريق الحدود المصريةrlm; .

وخلال تحقيقاتها فقد أجرت النيابة مواجهة المتهمين بالاتهامات الموجهة إليهم مرة أخرى، وكررت الأسئلة التي سبق أن سألتها من قبل بأشكال مختلفة حتى تستنتج الحقائق الكاملة من أقوالهم، وكان المتهم الأول اللبناني سامي شهاب طرفاً أساسياً في كل هذه المواجهات، ومن بينها تلك التي جرت بين المتهم المصري إيهاب القليوبي وشهاب، حيث أكد الأول أنه التقى شهاب مرتين خلال عامي 2007 و2008 بمدينة العريش شمال سيناء، لافتاً إلى أن شهاب التقاه مع المتهم الفلسطيني ناصر أبوعمرة .

ومضى المتهم القليوبي في سرد تفاصيل واقعة جرت قبيل إلقاء القبض عليه بنحو أسبوع، قال فيها إن أبوعمرة حضر لمنزله وكان بصحبته رجلان تبدو عليهما ملامح مصرية وبحوزتهما أحزمة ناسفة، وقضوا تلك الليلة في منزله تم غادراه في ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي، وبعد 3 أيام سأل عنهما فأكد له أبوعمرة أنهما كانا مكلفين بتنفيذ عملية في إسرائيل ونجحت بالفعل .

ورداً على سؤال للمحقق يقول: quot;هل كلفك المتهم الأول - شهاب - بأي مهام؟quot;، أكد المتهم القليوبي أنه كان يعلم أن تكليفات سوف توجه إليه إلا أن شهاب لم يبلغه بها بعد، وأرجع القليوبي سبب ذلك إلى احتمال تأجيل تلك المهام من قبل قيادات الحزب لأسباب واعتبارات لا يعرفها .