ضمن ورش العمل التي تطرقت لجوانبه
خصخصة الفتاوى... الملف الساخن في منتدى الإعلام العربي

افتتاح الدورة الثامنة لمنتدى الإعلام العربي بدبي

سعيد الجابر من دبي: quot; من سمع منكم بأم أنس؟quot;، ذلك ما تساءل عنه جميل الذيابي المدير العام لتحرير صحيفة الحياة في السعودية والخليج، في مطلع مشاركته بمنتدى الإعلام العربي، وتعود قصّة quot; أم أنس quot; نقلاً عن الذيابي: quot; أنها ذلك الموقع الإلكتروني الذي يُدعى quot;أم أنسquot;، والذي كان يُصدّر الفتاوى الدينية قبل أكثر من عامين في الأوساط السعودية بشكل ساخر، وتعاطت معها الصحافة السعودية بشكل مباشر، وتم البحث عن quot; أم أنس quot; بينما لا توجد هناك أم أنس quot;.

ونقل الذيابي في معرض حديثه عن الموقع quot;أم أنسquot; بـ quot;أن من أبرز فتواه تلك الفتوى التي طالبت بأن يكون هناك قانون إسلامي لكرة القدم، حيث تصبح إصابات الملاعب عائدة للشريعة الإسلامية وبذلك فإن العين بالعين والقدم بالقدم وغيرها من الإصابات التي طالبت بعقوباتها تلك الفتوىquot;.

جاء ذلك أثناء ورشة عمل بعنوان الفتوى quot;الأرضيةquot; إلى الفتوى quot;الفضائيةquot;، التي شارك بها أحمد الحداد مدير دائرة الإفتاء في دبي، والدكتور سلمان العودة رئيس قناة الدليل بالسعودية، وعبد الحميد الأنصاري أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وفهد الشميمري رئيس مجلس الإدارة والمدير العام بقناة المجد الفضائية.

جميل الذيابي أكّد quot;بأن الفتاوى أصبحت تتداولها المنتديات والبريد الالكتروني ورسائل الجوال، ومنها من تطلب من المستلم نشرها وكسب الأجر العظيم، أو تعطيلها وتلقي العقاب الواسع، ما تسبب في وجود إرباك وتشكيك لدى الكثير من الناس فضلاً عن تجاهل مصدرهاquot;.

وتحدّث الذيابي عن بعض الفتاوى التي كفرت المؤمنين الصادقين وتأجيج الفتن بين المسلمين، كما تحدّث عن مصطلح quot;حلب الفتوىquot; أو إستنطاق المفتي للحصول على فتوى لها مرجعيه دينيه.

وطالب الذيابي بإصدار صيغة فقهية قانونية واضحة، لمحاسبة المتجاوزين بالفتاوى المؤدّيه للفتن، إضافةّ إلى اكتفاء المجمعات الفقهية بالرسائل والاحتجاجات على بعض التعاملات، حيث تساءل عن الأولوية في اجتماعات العلماء والمجاميع الفقهيه، وطالب بأن يكون هناك فتاوى صادر عن المجامع الفقهيه ذات صبغه دينية عصرية ومتقدّمة.

من جانبه، أثار أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قطر عبد الحميد الأنصاري، خصخصة الفتاوى (الفضائية)، وتطورها في ظل انحسار مصطلح تأميم الفتاوى (الأرضية)، وذلك نتيجة الإقبال والقلق المجتمعي على سوق الفتوى، الذي يرتفع سعرها بارتفاع الطلب عليها، تزامنًا مع ثورة الاتصالاتquot;.

وألمح الأنصاري إلى quot;وجود تنافس شديد بين الفضائيات التجارية، التي تبحث عن مكاسب ماديه جراء بث الفتاوى عبرها، كذلك حصول المفتين على الشهرة فضلاً عن المكاسب المادية، وتطرق الى الدعاه الجدد أو ما يُدعون بالمفتين ذوي الشعبية الأوسعquot;.

وفي ثنايا ذلك شارك الدكتور سلمان العودة رئيس قناة الدليل بالسعودية، بكلمة تطرق فيها إلى الفتوى وتفسير الأحلام والشعوذة ، كما إنتقد عدم ضبط تلك المصطلحات التي توحي بعدم تجاوز الإشكالية كما يرى العوده، إضافة إلى برامج أشاد بها في تناول الفتاوى من الجانب الشرعي والعصري.

وأشار سلمان العوده إلى أنquot; أكثر القضايا التي يتساءل عنها المستفتون وتتعلق بالفتوى تتمحور في فتوى الطلاق والجمال وشؤون الأسرة، حيث هي أشبه ما يكون بالفتوى ذات الصبغة التكرارية، والتي تستدعي الإجابة على الاستفتاء بشكل سريع دون العودة إلى مراجع دينيةquot;.

يُذكر أن ورشة العمل التي أدارتها المذيعة في قناة الجزيرة خديجة بن قنة، تطرقت إلى كيفية نمو ظاهرة الافتاء عبر وسائل الإعلام؟، وما هية دلالات لجوء الناس إلى الفضائيات بحثًا عن فتوى؟، وهل يمكن للمفتين الإجابة على الأسئلة؟ حيث يفترض أن تصدر الفتاوي بعد بحث ومقارنة وعودة إلى المراجع وبعضها يحتاج إلى لجان متخصصة؟

جاء ذلك على خلفية الحال التي آل إليها الإفتاء في العالم الإسلامي، حيث أثارت الفتاوى جدلاً محتدماً استدعى لتدخل مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي لبحث هذا الموضوع، وقد أصدر المجمع قراراً بشروط الإفتاء وآدابه، وبالرغم من ذلك يزدحم الفضاء العربي بقنوات تلفزيونية تخصص ساعات طويلة من بثها للإفتاء، وأشارت الإحصائيات المعلن عنها أثناء ورشة العمل أن عدد القنوات الفضائية الدينية قد وصل إلى حوالى 80 محطة في مطلع العام 2009م،

كما تناول المتحدّثون ما تثيره بعض القنوات الفضائية من قلق متزايد، إذ إنه -كما يرى متابعون - قد تفتح أبوابها أمام (مفتين) لا يستوفون شروط الإفتاء، أو استغلال هذه المساحة لممارسة أنشطة مثل تفسير الأحلام والطب الشعبي وما يمكن وصف بعضه بالشعوذة، كما ينطوي بعضها على شبهة تبني أجندات سياسية خاصة.