بعد الأعتداء الذي حصل على الرئيس جورج بوش حصلت مفاجأة كبيرة لدى الرأي العام العراقي تجسدت في رفض وادانة هذا الفعل الهمجي الجبان، فقد امتلأت العديد من المواقع الالكترونية العراقية بالمقالات الشاجبة والرافضة لهذه الجريمة، وعبر الكثير من العراقيين في حواراتهم عن نفس مشاعر الرفض والأدانة، بأستثناء زمرة من عملاء المخابرات الايرانية - السورية وايتام المجرم صدام حسين.


وانصب غضب الناس على استغلال هذا النكرة لمساحة الديمقراطية في ممارسة سلوك منحط اخلاقيا وحضاريا، ولو كان في زمن نظام صدام لما تجرأ على رفع عينه على أبسط شرطي عراقي، ولكنه أساء الأدب عندما أمن العقاب، فالناس تنظر الى من يقدم على مثل هذه الجريمة على انه شخص جبان لم يتجرأ على رفع صوته في زمن الظلم والقمع والدكتاتورية، وحين أطمن من عدم وجود العقاب قام بفعله المشين.


ولو كان هذا النكرة وطنيا شريفا حريصا على مصالح العراق لطلب من الرئيس بوش المزيد من المساعدات الاقتصادية والعسكرية والعلمية والطبية وغيرها الى العراق، فوجود الرئيس الأمريكي وصداقة الولايات المتحدة الأمريكية فرصة ذهبية تتمناه كافة دول المنطقة بما فيها الدول التي تطبل لهذه الجريمة.


المثير للاشمئزاز والقرف هو حالة قطاعات كبيرة من الرأي العام العربي الذي أنفضح وانكشف مستوى انحداره وانحطاطه الحضاري والاخلاقي بحيث يسمح لنفسه التهليل لمثل هذا السلوك الهمجي، فأي معيار منطقي وعقلي واخلاقي يحرك هؤلاء الغوغاء والهمج الرعاع، وهؤلاء هم انفسهم الذين يصفقون لجرائم الارهاب والتفخيخ والقتل فلا غرابة من تصرفهم هذا الذي فضحهم بهذا الشكل المخزي !


لقد أستفزت هذه الجريمة ضمائر الكثير من العراقيين ودفعتهم الى التعبير عن سخطهم واستهجانهم لما جرى، وكسب الرئيس جورج بوش تعاطف الكثيرين بوصفه ضيفا وصديقا ومحررا للعراق من قمع وجرائم المقبور صدام حسين الذي أخرحه من الحفرة مثل جرذ قذر وسحق على رأسه وارسله الى مقصلة الاعدام وابكى ايتام صدام في كل مكان، وسوف لن نستغرب اذا ما شهدنا في المستقبل اعتراف العراقيين بحبهم وامتنانهم لجميل محررهم بوش والتعبير عن مشاعر العرفان بالجميل على شكل اقامة تمثال له ببغداد.

خضير طاهر

[email protected]