بيروت وعمان ndash;صدر قبل أسبوع الكتاب الجديد لشاكر النابلسي بعنوان quot;تهافت الأصوليةquot; عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان. والكتاب من (267 صفحة).
فلماذا هذا الكتاب الآن؟
وما هو خطر هذه السلفية/الأصولية على الدين والواقع العربي، حاضراً، ومستقبلاً؟
ويجيب الكتاب بأن خطر السلفية/الأصولية الإسلامية على الحاضر والمستقبل العربي، يتمثل في الإيمان المطلق بالحقائق المطلقة، ومنع النقاش، والجدل، والإبداع الفكري فيها. وفي هذا تكبيل تام، للنشاط الفكري، والاجتهاد، وازدهار الرأي الآخر. فالحقيقة المطلقة، مرتبطة دائماً بالعقائد الدينية، وليست بالأفكار. فالأفكار تغيير، أما العقائد الدينية فهي عابرة للتاريخ، لا تتغير، ولا تتبدل. ويتمثل هذا الخطر في ارتباط ظاهرة الإرهاب بالسلفية/الأصولية الدينية. واعتبار السلفية/الأصولية الدينية هي الثدي الدافئ المُرضع لأفكار عناصر مليشيات السلفية الجهادية. وعندما تُطبَّق العَلْمانية في العالم العربي، فسينتهي الإرهاب كتحصيل حاصل. فنحن نعلم - ومن واقع نهايات القرن العشرين، وبدايات القرن الحادي والعشرين - أن وتيرة الإرهاب قد ارتفعت في هاتين الفترتين مع بروز السلفية/الأصولية الدينية في هاتين الفترتين أيضاً. كما نلاحظ أن من يغذي ميليشيات الإرهاب فكرياً ودينياً في العالم العربي، هي السلفية/الأصولية الدينية، التي تُعتبر الخط الثاني للإرهاب. أما الخطر الكبير للأصولية فيتمثل بعزل ومنع العقل من العمل في النص الديني. وهذا موجود في كافة الأصوليات الدينية السماوية والأرضية عموماً، مما دفع الإرهابيين إلى قتل كل من يحاول إعمال العقل في النصوص الدينية، على مختلف أشكالها وطوائفها، باعتبار أن من يحاول إعمال العقل في النص الديني، يُعتبر كافراً، وزنديقاً.
وقال الكتاب، إن السلفية/الأصولية الدينية الإسلامية تسعى إلى السلطة، كما كان الحال في الأصولية المسيحية واليهودية. وهذه السلطة، تمارس حقها في إدانة المفكرين والعقلانيين، الذين يحاولون تفسير النصوص الدينية المقدسة، على عكس ما فسره فقهاء السلفية/الأصولية الدينية. وتكون أحكامهم في بعض الأحيان نافذة المفعول، بما فيها حدُّ القتل. فقتلت السلفية/الأصولية الدينية المفكر المصري فرج فوده، وحاولت قتل نجيب محفوظ في مصر. وقتلت حسين مروة، ومهدي عامل في لبنان. وشنقت محمود طه (غاندي السودان) في السودان. وكفَّرت، وأهدرت دماء مئات من المفكرين، والشعراء، والكُتّاب.
أما محتويات الكتاب فهي: جذور السلفية وأنواعها، الفروق بين السلفية والأصولية، القطبية المُرضعة للسلفية الجهادية، الشرع بين الأصولية والسلفية الجهادية، ما حال الإسلام لو لم تظهر السلفية الجهادية؟ معنى الأصولية، الأصولية في الأديان كافة، التطرف الأصولي: أسبابه ومرحله، مصر quot;أُم الدنياquot; وأُم الأصولية، دور الإخوان المسلمين في تعاظم الأصولية، مظاهر الأصولية المعاصرة، الأصولية أزمة فكرية ثقافية في معظمها، الأصولية عائق معرفي ولغوي واجتماعي ، وسياسي، الأصولية والإسلام السياسي، جناية الأصولية على الإسلام، الأصولية فاشية دينية، الأصولية والإرادوية، الأصولية والحقيقة المطلقة، الأصولية والشعبوية، الأصولية والدكتاتورية، أنظمة عربية تتحدى الأصولية، الأصولية والحراك الشعبي، أوهام الأصولية، ماركسية الأصولية الدينية، الأصولية وفوبيا المرأة، الأصولية وفوبيا الراوية النسوية، الأصولية والفن الجديد وجهاً لوجه، هل أوشكت شمس الأصولية على المغيب؟
وقد أهدى شاكر النابلسي هذا الكتاب إلى المفكر والفيلسوف الليبرالي المصري مراد وهبة، صاحب نداء اقتحام المحرمات الثقافية.