من كان يحتج على نتائج جائزة حائل التي أعلنت قائمتها القصيرة قبل أيام من منطلق أنها أغفلت الأسماء المعروفة على حساب أسماء جديدة فإنه سيجد أن نصف المرشحين من الأسماء المعروفة، فمحمد الرطيان وعلي الشدوي غنيان عن التعريف ولهما منجزهما الأدبي السابق على ما قدماه لجائزة حائل، أما من كان يحتج على النتائج من منطلق أن هناك أعمالاً أحق بالفوز لمستواها الفني فإنه لن يثبت معياراً أدبياً صارماً من خلاله تتم المفاضلة بين الأعمال المتقدمة للمنافسة على الجائزة. كانت هناك أهداف وشروط للمسابقة أعلنت منذ البدء، وتم، لاحقاً، التفصيل في معايير اختيار الأعمال الأربعة عند إعلان القائمة القصيرة للجائزة، وهذا ما يعني أن نادي حائل الأدبي قام باتخاذ جميع ما يلزم لضمان نتائج quot;نزيهةquot;، كما أنه لم ينسق وراء الأسماء قدر انتصاره للإبداع من خلال إقراره للنتائج التي توصلت إليها لجنة التحكيم.
إن أي تشكيك في أحقية quot;عزة السبيعيquot; وquot;فارس الهمزانيquot; في دخول القائمة القصيرة لا يخضع لأي حجة منطقية، فكون quot;مالم تقله نوفquot; العمل الأول للسبيعية، وquot;شغف شماليquot; العمل الأول للهمزاني لا يعني أنهم quot;هواةquot; كما أشار البعض. كنتُ قد قرأتُ روايتين من الروايات الأربع؛ رواية علي الشدوي quot;تقرير إلى يوليوسquot; ورواية السبيعية quot;ما لم تقله نوفquot;، الأولى لاسم مكرس والأخرى تكتب رويتها الأولى، وأجد أن أي من العملين يستحق الحصول على الجائزة، أسجل هذا كرأي شخصي لا يلزم أحداً، وهو رأي يمكن أن ينسحب على الروايتين الأخريين رغم أنني لم أقرأهما، لكن ما قرأته لدى الشدوي وعزة يعني، بالنسبة لي، أن لجنة التحكيم اختارت أعمالاً تستحق الفوز. إن ترشيح أي عمل للقائمة القصيرة لا يعني quot;التفضيلquot; المطلق على بقية الأعمال المتقدمة قدر ما يعني quot;الاستحقاقquot; وأن دخوله الترشيح النهائي يأتي لأن العمل المرشح يتوافق أكثر من أي عمل آخر مع معايير لجنة التحكيم.
بقيت الإشارة إلى لجنة التحكيم، وهي، بغض النظر عن الأسماء، وحدها من يقع عليها عبء الفرز والاختيار، إذ تتوقف مسؤولية نادي حائل الأدبي عند ترشيح أسماء المحكمين وتوفير الظروف الملائمة لهم لإصدار حكمهم الذي، بالتأكيد، لا يُراد منه أن يكون متوافقاً مع الاستطلاعات الصحفية الانطباعية التي تتكهن بالنتائج قبل إعلانها، كما لا يراد منه أن يكون متوافقاًَ مع quot;جماهيرquot; كاتب ما على حساب آخر. وقد أثبتت النتائج، حتى الآن، أنها خارج تكهنات الصحفيين وشلل الأدب التي أسقمتنا كثيراً، كما أن في إعلان نادي حائل النتائج التي توصلت لها لجنة التحكيم جرأة تحسب لهم، فلدي شكوك في بعض من أنديتنا الأدبية الأخرى التي تحرص على الصحافة وإرضاء شلل الأدب حرصها على تسطيح الثقافة وتضليل القراء. نعم، أعلنت النتائج كما هي، ممثلة للإبداع ومتجاهلة الأسماء، وستعلن النتيجة النهائية التي لا اشك أنها لو ذهبت لاسم يكتب للمرة الأولى لما تردد نادي حائل في إعلانه وإعطائه حقه بعيداً عن جدل مثقفين شغلهم التشكيك في quot;نواياquot; الآخرين عن الالتفات إلى الفعل الثقافي المؤثر إيجاباً في قراء أمة شبه أمية تحتاج إلى العمل أكثر من حاجتها للسفسطة اللفظية والجدل العقيم.
وأخيراً، إن ما دفعني للكتابة حول قائمة جائزة حائل هو شعوري بالانتماء لهذا النادي الذي لم أزره يوماً، لكنه زارني من خلال إصداراته المتنوعة وفعالياته المميزة جداً، وهو تميز يستحق الاحتفاء والدعم خصوصاً حين نقيسه إلى ما يحدث في وزارة ثقافتنا أو أنديتنا الأدبية من تسطيح يبعث على اليأس. كما أنني أكتب من منطلق الإيمان بأن هذه الجائزة سيكون لها أثرها العميق في مشهدنا الروائي والأدبي بعامة إذا استمرت، وإذا دعمناها بدل محاولة النيل منها انتصاراً لصديق أو حتى لذائقتنا التي لا يجب أن تكون سبباً في كيل الاتهامات لنادٍ أدبي يعمل بصمت، أو لكاتب يكتب للمرة الأولى ولا ذنب له إلا كتابته لعمل أدبي مميز.