لوس انجليس:أقيم الحفل الذي تنظمه أكاديمية فنون وعلوم السينما الليلة الماضية على مسرح دولبي في هوليوود لتوزيع جوائز الاوسكار لأهم الإنجازات السينمائية في عام 2012. وقدظهرتميشيل على شاشة في بث مباشر من البيت الأبيض في واشنطن التي تبعد مسافة 4800 كيلومتر عن المسرح الذي أقيم عليه حفل الأوسكار في هوليوود،لتعلن اسم الفيلم الفائز بجائزة الاوسكار لأفضل فيلم، وهكذا اصبحت أول سيدة أولى في الولايات المتحدة تقدم جائزة أوسكار.

وأثنت ميشيل على عمل صنّاع الأفلام قبل أن تعلن فوز فيلم quot;ارغوquot; Argo بجائزة أفضل فيلم. مرتدية فستانًا فضيًا، صرحت بإن الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم هذا العام quot;جعلتنا نضحك ونبكي ونتشبث بمقاعدنا بقوة أكبرquot;.

وأضافت quot;ذكرتنا أن بإمكاننا التغلب على أي عقبات إذا ما دققنا بما يكفي وبقوة كافية. إنها مهمة على نحو خاص للشبان. إنهم ينخرطون كل يوم في الفنون ويتعلمون فتح آفاق خيالهم.. ويكافحون لتحقيق هذه الأحلام.quot; وأبدى بن أفليكمخرج ومنتج فيلم quot;أرغوquot; دهشته إذ لم يكن يصدق نفسه عندما قدمت ميشيل الجائزة. وقال: quot;هناك ثمانية أفلام عظيمة لها الحق في أن تكون هنا مثلنا.quot;

دانييل دي لويس يفوز للمرة الثالثة بجائزة أفضل ممثل
دانييل دي لويس الذي سبق له أن فاز بجائزتي اوسكار فئة افضل ممثلعن دوره في فيلم quot;قدمي اليسرىquot; عام 1989 وفيلم ستراق دماءquot; عام 2007،ها هو يفوز بجائزة للمرة الثالثة عن دوره في فيلم quot;لينكولنquot; الذي جسد فيه شخصية الرئيس الاميركي الراحل ابراهام لينكولن. وكان دي لويس (55 عامًا) المرشح الاوفر حظًا للفوز بالجائزة بفضل أدائه الهادئ والمتقن لشخصية لينكولن وهو واحد من ابرز الرؤساء الاميركيين في التاريخ. وفاز دي لويس المولود في بريطانيا والذي يحمل الجنسيتين البريطانية والايرلندية بكل الجوائز التي سبقت الاوسكار مثل غولدن غلوب وجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا).

الأفلام الفائـزة
- توج فيلم (ارغو) (Argo) الذي يتناول ازمة خطف رهائن اميركيين في ايران، بجائزة اوسكار افضل فيلم خلال الحفل السنوي الخامس والثمانين لتوزيع جوائز الاوسكار. ويحكي الفيلم قصة حقيقية لمحاولة وكالة المخابرات المركزية الاميركية انقاذ ستة دبلوماسيين اميركيين من ايران بعد اندلاع الثورة الاسلامية هناك عام 1979 تحت غطاء تصوير فيلم هوليوودي مزيف. وفاز ارغو بالجائزة بعد فوزه بعدد كبير من جوائز هوليوود لكن مخرجه بن أفليك استبعد من قائمة المرشحين لجائزة افضل مخرج. واصبح الفيلم أول من يفوز بالجائزة دون أن يحصل مخرجه حتى على ترشيح منذ أن فاز بها فيلم quot;سائق السيدة ديزيquot; عام 1990.

وحصلت جنيفر لورنس على جائزة افضل ممثلة عن دورها في الفيلم الكوميدي quot;شعاع املquot; (Silver Linings Playbook)، وذلك بعد تنافس محتدم مع جيسيكا تشاستين بطلة فيلم quot;ثلاثون دقيقةبعد منتصف الليلquot;. وهذه اول جائزة اوسكار تفوز بها لورنس (22 عاماً)، والتي سبق ورشحت لنفس الجائزة عام 2011 عن دورها في فيلم quot;عَظْمة الشتاءquot;.

وفاز المخرج انج لي المولود في تايوان بجائزة اوسكار افضل مخرج عن فيلم المغامرات quot;حياة بايquot;. ورشح الفيلم لنيل 11 جائزة اوسكار من بينها جائزة افضل فيلم. كما فازت موسيقى الفيلم التي كتبها مايكل دانابجائزة افضل موسيقى تصورية:كان لي (58 عامًا) الذي بدأ حياته باخراج افلام ناطقة باللغة الصينية، قد فاز بجائزة الاوسكار من قبل عام 2006 عن فيلم quot;جبل بروكباكquot; الذي يتناول قصة حب بين رجلين مثليين. وقال مصمم الصور السينمائية كلوديو ميراندا في كلمة عاطفية ألقاها بمناسبة فوزه quot; لقد كان إنجاز هذا الفيلم مهمة شاقةquot;.

وفازت آن هاثاواي بجائزة افضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم quot;البؤساءquot; المقتبس من المسرحية الملحمية التي ألفها الكاتب الفرنسي الكبير فيكتور هوجو عام 1862. وهذه هي اولى جوائز الاوسكار التي تنالها هاثاواي (30 عامًا) وكانت المرشحة الاوفر حظًا للفوز بالجائزة هذا العام.

ونال كريستوف فالتز جائزة افضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم quot;جانغو بلا قيودquot; للمخرج كوينتن تارانتينو. ويتناول الفيلم quot;جانغو أنتشيندquot; قصة عبد محرر، ويقوم بدوره الممثل فوكس، ما قبل الحرب الأهلية الأميركية، وهو يحاول إنقاذ زوجته من رجل إقطاعي واسع النفوذ والسطوة، ويقوم بدوره دي كابريو، وذلك بمساعدة صياد الجوائز فالتز. وهذه هي جائزة الأوسكار الثانية التي يحصل عليها فالتز في حياته، حيث كان قد فاز بالجائزة نفسها عن دوره في فيلم quot;الأوغاد المنتقمونquot; عام 2010 من اخراج كوينتن تارانتينو ايضاً.

وفاز الفيلم النمساوي quot;حبquot; بجائزة اوسكار افضل فيلم أجنبي. ويروي الفيلم الناطق بالفرنسية، والذي اخرجه مايكل هانكه، تفاصيل الصراع اليومي لزوجين باريسيين مسنين مع مواجهتهما اقتراب الزوجة من الموت.

ومنح فيلم السكوتلندي quot;شجاعةquot; الذي يتناول قصة اميرة متمردة جائزة اوسكار افضل فيلم طويل بالرسوم المتحركة. ويحكي الفيلم قصة اميرة شابة اسمها ميريدا كانت تعيش في مرتفعات اسكتلندا القديمة ثم ضاقت بالحياة التقليدية المألوفة وتحدّت والديها لتشارك في مسابقة للرمي بالقوس وهو أمر يخالف تقاليد البلاد.

كما نال فيلم quot;البحث عن رجل السكرquot; جائزة افضل فيلم وثائقي طويل. ويتناول الفيلم قصة إعادة اكتشاف المغني وكاتب الأغاني الأميركي quot;ساكستو رودريغيزquot; الذي اختفى من الحياة العامة بعد أن أصدر ألبوماً في أوائل سبعينيات القرن الماضي. ولم يحالف الحظ الفيلم الفلسطيني quot;5 كاميرات مكسورةquot; الذي يصور المقاومة السلمية في بلدة بلعين في الضفة الغربية للفوز بجائزة أوسكار.

والصدمة الكبيرة التي حدثت في هذه الدورة هو أن فيلم quot;ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليلquot; الذي يروي قصة تعقب زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن لمدة عشر سنوات وقتله، لم يفز سوى بجائزة واحدة في تركيب الصوت وفاز بها مناصفة مع فيلم آخر. وكان الفيلم أثار غضبًا بين الديمقراطيين والجمهوريين في واشنطن بسبب تصويره للتعذيب ومزاعم بأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما سربت معلومات سرية للمساعدة في صناعة الفيلم الذي لم يحصد أيًا من جوائز الأوسكار الرئيسية، وإنما فاز بجائزة واحدة. وظل الفيلم الذي ينتهي بقتل قوات أميركية خاصة لبن لادن في باكستان حتى ثلاثة أشهر فقط منافساً قوياً على جائزة أوسكار أفضل فيلم بالاضافة إلى ترشيحه لجائزتي أفضل ممثلة وأفضل سيناريو أصلي.

اختيار الفائزين

يتم اختيار الفائزين بجوائز الأوسكار عبر الاقتراع السري الذي يشارك فيه نحو 5800 عضو بأكاديمية فنون وعلوم السينما ووزعت الجوائز أمام جمهور يتألف من 3300 ضيف، فضلاً عن عشرات الملايين الذين شاهدوا الحفل على شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم. وبعد عدة أعوام من ترشيح أفلام ذات نسبة مشاهدة ضعيفة حققت الأفلام التسعة التي تنافست على جائزة أفضل فيلم إيرادات تزيد قيمتها على ملياري دولار على مستوى العالم. وقبل بدء الحفل مرّ المرشحون على البساط الأحمر الذي بلغ طوله 152 مترًا أمام عشرات المصورين.