يعرض فى بعض صالات لندن الفلم المصرى (الشتاء اللى فات) لعدة أسابيع منها (آى سى أى) معهد الفن المعاصر. الفلم حول ثورة 25 يناير المصرية، بتأليف حاجى محمد سعود وياسر نعيم، وإخراج إبراهيم البطوط، وبطولة عمرو واكد وفرح يوسف وصلاح الحنفى. يبدأ الفلم باستعراض رائع لأسباب الثورة المصرية حيث مشاكل المجتمع من النواحى الإجتماعية والأخلاقية والسياسية والإقتصادية المختلفة لسنوات طويلة تزيد على 30 عاما وما أدت إليه من تراكمات جعلت الثورة ضرورة حتمية
يتناول الفلم ثلاث قصص إنسانية لثلاث شخصيات للسنين الثلاث الأخيرة للثورة الأولى هى شخصية عمرو واكد وهو مهندس كومبيوتر يعيش المحنة كشاب يصارع الأزمات لاسيما بيته الفقير فى الأحياء الشعبية ويتطلع إلى مستقبل واعد من خلال المشاركة فى ثورة 25 يناير والنزول إلى ساحة التحرير والتفاعل مع شباب الثورة وصنع فيديوهات الثورة ونشرها حيث تعتقله السلطات الأمنية وتعامله أسوأ المعاملة حتى أن والدته تبحث عنه ولاتجده حتى توفيت وهو فى السجن
الشخصية الثانية هى فرح يوسف وهى مذيعة تلفزيونية مقتدرة حيث تعانى المشاكل الكثيرة فى الإعلام الرسمى الذى يريد حجب أحداث الثورة وما يحصل فى ساحات التحرير وهى تحاول نقل الأحداث وإحراج المسؤولين فى المقابلات الرسمية مما جعلها مجبورة على ترك التلفزيون والإنتقال إلى مساعدة شباب الثورة وقصة نقل بعض المصابين فى ساحة التحرير لعلاجه وما واجهته من البلطجية الذين سيطروا على الشوارع إذ تركها رجال الشرطة وحديثها للناس عن ضرورة الثورة
الشخصية الثالثة هى صلاح حنفى حيث مثل دور رجل الأمن القاسى والذى لايحمل رحمة لمن يعتقله ويأمر بتعذيبه وأساليب التعذيب القاسية المختلفة وكذلك أوامره الكثيرة كقطع الإتصالات وإطلاق العيارات على الشباب المتظاهر فى ساحة التحرير كان صلاح يعيش مترفا فى فلة محترمة وفسحة كبيرة، وعند الثورة نقل عائلته إلى الساحل السياحى لكى لايصيبها مكروه وهو يدعى حماية مصر فى وقت يعرض فيه خطابات الرئيس السابق حسنى مبارك أيام الثورة
ومن خلاله يستطيع الفلم أن يعطى التناقضات المختلفة وتهافت النظام واستبداده والفساد الكبير الذى نخره فى العمق مما يجعل الثورة حتمية طبيعية
كانت القاعة مليئة والإستقبال حسنا من خلال الجمهور وأكثره من البريطانيين متفاعلين مع أحداث الثورة المصرية ومتابعتها