صدر عن مطبعة جامعة كامبردج الجزء الثالث من رسائل صاموئيل بيكيت الذي يغطي الفترة من 1957 الى 1965.
ويكشف الجزء الثالث سعي بيكيت الى ايجاد توازن بين المتطلبات الناجمة عن شهرته العالمية المتعاظمة من جهة والهدوء والصمت اللذين يحتاجهما لتقديم اعمال جديدة من الجهة الأخرى.&
وكان على بيكيت ان يواجه خلال هذه الفترة حقيقة ان كتاباته رغم دعواه بالفشل لا تحظى باعجاب النقاد فحسب بل تلاقي اقبالا وشعبية بين القراء الاعتياديين ايضا.
ويتضح من رسائل بيكيت كيف انه دخل عالم المسرح متردداً في البداية ثم متحمساً في وقت لاحق حتى انه تعلم كيف يخرج مسرحياته بنفسه.&
ومن اكبر التحديات التي تعين على بيكيت المعروف بهربه من الأضواء ، تعاطيه مع طائفة واسعة ممن أخذوا يراسلونه من بلدان متزايدة أكثر فأكثر ، بينهم باحثون وأكاديميون ومؤلفون ومخرجون ومصممون مسرحيون وناشرون ومترجمون.& وكان عليه في الوقت نفسه ان يبقى وفياً لأصدقائه القدامى بالاستمرار في مراسلتهم.
ويكشف الجزء الثالث من رسائل بيكيت تطور علاقته مع باربرا براي التي تعرَّف عليها اثناء اشتغالهما معاً على اول مسرحية اذاعية كتبها بيكيت للبي بي سي حيث كانت براي تعمل محررة أدبية ومترجمة نقلت أعمال العديد من الكتاب الفرنسيين والايطاليين المجددين مثل جان جينيه ولويجي بيرانديللو.&
ولم تصبح براي صديقة بيكيت حميمة فحسب بل رفيقة لا يمكن الاستغناء عنها ومساعدة كبيرة في عمله. وتستأثر مراسلاتهما بالقسم الأكبر من رسائل الجزء الثالث.
وكانت براي التي تصغر بيكيت بنحو 20 عاما درست في جامعة كامبردج ثم تزوجت وانتقلت الى مصر لتدريس الأدب الانكليزي.& وحين عادت براي الى بريطانيا وبدأت تعمل في البي بي سي كانت منفصلة عن زوجها الذي توفي في حادث خلال فترة تعرفها على بيكيت.&
كانت براي جذابة وعلى قدر كبير من العلم وخبيرة ألسنية من الطراز الأول ولم يتردد بيكيت في اطلاعها على تفاصيل ما يشتغل عليه من أعمال بانفتاح لم يُعهد منه مع أي شخص آخر حتى ان مراسلاتهما زادت على 700 رسالة في النهاية.&
وانتقلت براي مع بناتها الى باريس حيث كان بيكيت يعيش رغم الفتور الذي لاقته من الكاتب الذي اختار الزواج من شريكته لفترة طويلة سوزان ديشفو دومنيل.&
عمل على مشروع رسائل بيكيت باشراف دان غان أجيال من طلاب الجامعة الاميركية في باريس الذين اكتسبوا خبراتهم البحثية في مكاتب العاصمة الفرنسية بالنبش عن تفاصيل هامش هنا وإشارة مبهمة هناك وردت في نصوص بيكيت.
&