صدرت حديثاً رواية ثورة في ميلانو في العاصمة الأردنية عمّان عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، رواية أدب سياسي كما يصنفها كاتبها السوري مأمون السليمان ، تتألف ثورة في ميلانو من 312 صفحة تدور معظم احداثها في مقهى ميلانو في مدينة حلب ومن هنا استوحى الكاتب إسم لروايته .
عمل روائي يضم مجموعة من القصص الواقعية، تتناول كل قصة حياة مواطن سوري بكل تفاصيلها الحياتية اليومية، وتأثره وتأثيره حيال الوضع السوري، تأتي على ذكر اختلاف الآراء حول الوضع في سورية، وانقسام الشارع السوري، كما تركز على كيفية مهاجمة كل مواطن بحسب وجهة نظره للآخر وأنه على الصواب، والآخر على الخطأ، تعامل الأبطال مع المجتمع والأهل والأصدقاء وزملاء العمل يختلفون يتفرقون لكن تجمعهم سوريتهم .
تناقش الرواية حياة السوريين والصراعات التي تواجههم مع بداية الثورة بداية من عام 2011 الى يومنا هذا ، تنقل وتصور وتجسد جميع أطياف المجتمع السوري كشخصية إيلي المسيحي في رواية ثورة في ميلانو تنقل التعايش الأخوي بينه وبين علي ومحمد وآزاد الكردي تعكس التمازج والتعايش العرقي والديني بمدينة حلب التي تعد مدينة التعايش بين الارمن والمسلين والمسيح والكرد والعرب كلهم يتعايشون على أنهم سوريين، رواية ثورة في ميلانو تجسد هذا الواقع وتنقله وتأخر توحدهم وإن اشيع او نشر غير ذلك عن السورين وأكذوبة الحرب الطائفية .
اعتمد السليمان في شخوص روايته البطولة المشتركة جعلهم جميعاً أبطال كلٌ بطل قائم بحد ذاته وبطل مع إجتماع شخوص الرواية ، ولو ان القارئ في بداية قرائته ينتابه إحساس أن شخصية الأنثى "هدى" هي بطلة الرواية ، لا ننسى بأن المجتمع العربي تستهوي البطولة الأنثوية في الرواية لذلك تقصد الروائي مأمون السيلمان فكرة البطولة الأنثوية .
الحب والثورة غريزة بشرية من الصعب وجود واحده دون الاخرى لان الإنسان الثائر لايمكن ان يتجرد من المشاعر والعواطف لذلك ثورة في ميلانو لم تتجرد من الحب ولو كان دون إفصاح وإعلان حب في كوامن الشخصيات إحترماً للون الأحمر الذي يكسو سوريا ،وتجسد طريقة الصراع مع الذات لدى كل حبيب بطريقة تقترب من فقدانه لصوابه، والعود من جديد إلى الرشد، لأن هناك ما هو أهم، وهو "الوطن سورية"، إضافة إلى العديد من الضوابط والقيود المجتمعية.
ثورة في ميلانو تجسد جميع شرائح المجتمع السوري وتأرخ فترة مهمة فترة مفصلية في تاريخ سوريا المعاصر، كل شخصية تجسد قضية وقصة أمل ومعاناة ونصر تجسد قصة وطن باسره ، كل الحروف والكلمات والجمل تناشد أطفال وشباب سوريا المستقبل .
حاول الروائي مأمون السليمان الخروج من القالب العربي للراوية كـ "نجيب محفوظ"، أو الأسلوب التركي للرواية كـ "عزيز نيسن"، أو الغربي للرواية كـ"إرنست همنغواي "، أو الأمريكي اللاتيني "غابرييل غارسيا ماركيز"، فابتعد عن تأطير الذات في الرومانسية الكلاسيكية للرواية العربية في أماكن واقترب منها في أخرى، حاول الابتعاد عن السرد الحكائي في الرواية التركية في أماكن واقترب منها في أخرى، ابتعد عن الإكثار من الفلسفة المعقدة التي نجدها في بعض الروايات الغربية والخلط السردي فيها وفي بعض الأحيان من هذا الأسلوب اقترب، وللخيال اللاتيني الروائي أماكن من الرواية في سرد الواقع على أنه واقع بإضفاء الخيال ضمن نطاق يخدم الأدب .
عمل روائي يضم مجموعة من القصص الواقعية، تتناول كل قصة حياة مواطن سوري بكل تفاصيلها الحياتية اليومية، وتأثره وتأثيره حيال الوضع السوري، تأتي على ذكر اختلاف الآراء حول الوضع في سورية، وانقسام الشارع السوري، كما تركز على كيفية مهاجمة كل مواطن بحسب وجهة نظره للآخر وأنه على الصواب، والآخر على الخطأ، تعامل الأبطال مع المجتمع والأهل والأصدقاء وزملاء العمل يختلفون يتفرقون لكن تجمعهم سوريتهم .
يظهر على غلاف الرواية لوحة للفنانة التشكيلية أمل سعود بعنوان "ربيع عربي" حيث أهدت بقولها : ( لمن نَزَع وصايَة هشّة عَن عينِه و عَقله ،، وسالَ دمُه قُرباناً ،، للمُتعَبين الباقيينْ..المتآلفين مَع المَوت ،، الثائرينَ إقداماً ،، خُلّاق تاريخٍ جَديد… يتنفّسُ الحرّية كـَـ سِوانا )

مقتطفات من الرواية :
(أيتها السوريات .. الحياة حبلى بكن ، فلا تكونن عقيمات بها ، ولا تدخلن سن اليأس لأجلها . .أيها السوريون... الحياة منكم ولكم وبكم ولأجلكم ، فلا تقتلوها ، ولا تتركونها لتقتلكم ، ولا تيأسوا منها ولأجلها )
( أيتها السوريات .. الحياة حبلى بكن ، فلا تكونن عقيمات بها ، ولا تدخلن سن اليأس لأجلها . .أيها السوريون... الحياة منكم ولكم وبكم ولأجلكم ، فلا تقتلوها ، ولا تتركونها لتقتلكم ، ولا تيأسوا منها ولأجلها )
"ليس المهم أن نعيش في سورية.. وإنما أن تعيش سورية فينا" .. (أنتم لم تشاهدوا مخيمات اللاجئين، أنتم لم تشاهدوا الأطفال والنساء الذين لم يجدوا مخيمات حتى تؤيهم، حتى إن وجدوا فالمخيمات واقعها أكثر من مزري، الناس تموت من الجوع والبرد) .

&