روحي أُدرّبها على الرسم
ريشتي، ألمٌ نحاتٌ
جسدي، قماشُ جرحٍ يُداوى برائحة اللون
حاملةُ ألواني، سماءٌ يهواها السدّيم
على جسدي
تتنفس آهات الروح
بالأحمر حبًّا
بالأخضر امتثالاً لشجرة أرزٍ تحملُ الدنيا
من ريشتي تتقاطر نقاط اللون
أصفرٌ، للدفء
أبيضٌ، ساحةُ حربٍ على الكلمات
حاملتي تُدير وجهتها:
&أحلامُ ريح
&برازخُ لحن.
على جسدي
نهرٌ أزرق يُثرثر على طول الضوء
يحمل من الزاوية إلى الأخرى
شخير التعب.
على جسدي
تترك الألوان سيّرة أمكنةِ المُشكل
لا تترك الريشة المصائر
&دون صرخاتها.
عويلٌ يؤرِّق القماش
ينفخها
يُبلبل جحيم هدوءها.
جسدي يحكي
على لسان اللازورد
&عن انتماء الوردةِ
&من غربة الذات
&في اللوحة حين تُبصِرُها.
أفواهٌ مُشرَّعة على التكميم في حضن الحاملة
تـُنجِز على جسدي، صيحةُ نجاتها
لا يترك جسدي فُسحةً للموت
&إلا أثراً لحياة
لا يُعلَّق مع الغيم إلا ندمًا تفنيه شرارة البرق
الريشةُ تُدغدغ جسدي بشعرٍ يتنصت إلى الألم
جسدي على لسان روحي:
ما ذنبي أنا
أهوى أن أعيش كما أنا
لا يترك العُرّي جسدي
إلا مُنمنمةً من فسيفساء الغضبِ
سأنُهك جسدي
حتى يضجر التعب من انشغالي عليه
سأجعلُ جسدي
خيطاً يُحيك من خرم إبرة الموت
&إلهًا يستنطق أبالسة الضوء
تاركًا الروح تتدفأ بنيران الحياة.
سأركلُ الوجود
باليقين الضائع
ما دام جسدي مَكسواً
بلحمٍ يُشوى على فحمِ القيود
ولتبقى الروحُ دون هويةٍ
دون إقامةٍ
يحملها الأثير
يضطجع في سرير الموتى،
بلا لونٍ سأتركها
&في اللوحة
لا مرئية
تبحث عن مرآة تكشفها
تنهرها عيون
تحزُّها أحزان
وتبقى في الأثير تتنفس حبّاً غادرها.
روحي غائرةٌ على جسدي
جسدي لوحة اكتنزت سيّرةً بإطارِ
&روحي دون إقامة.
هويةُ جسدي
ألوانٌ تتقافز على نقائها
روحي تـُدرب الحياة على الرسم
وتنسى أن لي جسدُا
&غادرها.