بغداد: اقامت النحاتة العراقية سميرة حبيب معرضا شخصيا على بهو القاعات الفنية لدائرة الفنون التشكيلية (عشتار)& حمل عنوان "فكر"، لا سيما ان الفنانة تعد من النحاتات العراقيات القلائل ممن واكبن العمل النحتي بكل اتجاهاته المعاصرة. ضم المعرض 30 عملاً& نحتيا بابعاد مختلفة، وبالوان مبتهجة تدعو الى الفرح والتفاؤل لانها نريد ان تنأى بفنها عن الطابع الحزين الذي يحاولون اعداء الابداع ادخالنا فيه كما تؤكد، كما انها تشدد على ان اعمالها النحتية تحكي قصة وطن حاولت التعبير من خلالها أهمية توحد الشعب العراق بكافة طيوفه ورفع وشائج المحبة بين ابناء الوطن بكافة مكوناته.

مميزة بشخصيتها وفردانيتها
&& فقد اكد الناقد صلاح عباس، رئيس تحرير مجلة (تشكيل) لـ (ايلاف) على ان المعرض يمثل سابقة، وقال: يعد المعرض الشخصي للفنانة سميرة حبيب من المعارض المثيرة للاهتمام التي اقيمت على مدى هذه السنة لما يتسم به من خصائص متفردة في سبل العرض الفني، والفنانة سميرة كرست جهدا كي تقدم خلاصاتها النحتية بطريقة مغايرة لما هو سائد في النحت العراقي المعاصر ذلك انها عملت باسلوب تصميمي يتدانى من صيغ العرض التجريدي على الرغم من ابراز بعض الجوانب المشخصة كالوحدات البشرية مثلا ومن ثم تحريكها وتوليفا على نحو لافت للانتباه بالوقت الذي اكسبت فيه اعمالها الفنية المشاركة طلاءات لونية لتضفي على التعبيرات طاقة اضافية وكذلك للوصول الى نتائج تصميمية خاصة ببناء الاشكال المتباينة ايضا.
واضاف: وبصراحة لو اننا فتشنا في بعض التجارب الاخرى التي قدمها الكثير من فنانينا العراقيين امثال اسماعيل فتاح وهيثم حسن مثلا لوجدنا ان ما قامت به سميرة حبيب ما هو الا اصداء تتردد او نسخ مقلدة لتجارب سبقتها وعلى مدى تاريخ الفن العام برزت الكثير من التجارب المهمة التي خرجت من رحم تجارب فنية اخرى ولا ضير في ذلك لان نقاد الفن في كل ارجاء العالم يؤكدون بان حياة العمل الفني تشبه حياة الكائن الحي يولد وينمو ويترعرع& ويحبو ويمشي ويثمر فنا اخرا مختلفا ولا يوجد فنان في العالم لم يتاثر ويؤثر بالوقت ذاته.
وتابع: الفنانة سميرة حبيب استلت الاشكال وصاغتها بطريقة مختلفة بحيث استطاعت ان تؤكد شخصيتها وفردانيتها على نحو& مميز ولو اننا توقفنا قليلا عند عتبات تاريخ الفن النحتي النسوي في العراق فسنجد لفيفا من الفنانات المثابرات اللائي اشتغلن على هذا الضرب من الفنون الصعبة والتي تلزم جهودا مضنية وعدد النحاتات في العراق لايتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة وبذا فان وجود نحاتة ضمن الوسط الفني العراقي تعني اشياء كثيرة تستحق التوقف عندها والانتباه لمنجزاتها، وانا شخصيا اعرف الفنانة منذ اواسط العقد السابع من القرن المنصرم وسبق لي ان اطلعت على منجزاتها في مراحل مختلفة اقول انها واحدة من الفنانات اللاتي يعملن بصبر ومحبة من اجل صوغ اجمل القطع واحلى التوليفات الشكلية وضخ اعلى قدر من التعبيرات المشبعة بالعاطفة.

نحاتة نادرة&
&&& اما النحات خالد المبارك، فقد ابدى دهشته من المعرض،وقال: اعمالها تستحق الاشادة بها..لان فيها جهد مميز، ونحن نعرف ان مجال النحت النسوي هناك فنانات قليلات بل نادرات لكونه يعتمد على الجانب الذكوري..كونه يتطلب جهدا عضليآ وصبرا كبيرا.
واضاف:& المعرض أثار دهشتي ودهشة الجمهور وسرني كثيرا كونه يبحث عن الفن الجاد وهو تحدي كبير لامرأة نحاتة تعمل بهذه الحماسة بكل صدق وتتفانى في عملها، ونحن نشهد أواخر ايام عام 2014، لقد شعرت ان المعرض ملأنا فرح وبهجة.
وتابع: في مجال النحت هنالك نحاتون قليلون بل ﻻيتوازون مع مجمل الفنانين الرسامين اذا ماقورنوا كنسبة في مجال اﻵختصاص الدقيق والسبب في ذالك..هو ان فن النحت يتميز بتفرده كونه فنا صعبا لما يتطلبه من يعمل به التعامل مع مواد وخامات تكاد تكون اكثر صلابة واشد قسوة والاكثر من ذلك تتطلب عملية الانجاز مراحل متعددة حتى ينجز النحات عمله...فكيف اذا كانت نحاتة، فبكل تآكيد يتطلب جهدآ استثنائيآ امام الانثى الاكثر رقة وانوثة، وعندما نرى اعمالا وبهذا الكم من التنوع في استخداد الخامة والتعامل معها وبهذا الكم من الانتاج...نقف باجلال واحترام امام اعمال النحاتة المبدعة سميرة حبيب...وهي تثبت لنا وبآمكانياتها الهائلة مقدرة على اخراج اعمال ذات بعد جمالي وفنى عالي المستوى في اﻵداء والاخراج.
&
رسالة المعرض للشعب العراقي
&من جانبها تحدث النحاتة سميرة حبيب عن معرضها لـ (ايلاف) قائلة: الموضوع الرئيسي لمعرض (فكر) هو الحالة التي تخص الوضع الراهن في العراق بصورة خاصة وفي البلاد العربية بصورة عامة وما يعيشه المجتمع من تناقضات في المفاهيم اﻻنسانية وبين تداخلات ومتغيرات باتت تؤرق وتثقل كاهل هذا الشعب، فالذي كان يعتقده ابيض اصبح اﻻن اسود والذي كان اسود اصبح اليوم ابيض وتكاد الثوابت تهتز في هذا الزمن الغريب بكل ابعاده لهذا اصبحت الفنون واﻻداب التي تقاس بها ثقافة وحضارة الشعوب وتقدمها شئ كمالي وغير مهم وهذا الوضع افرزته الحروب الكثيرة التي اجتاحت المنطقة العربية برمتها وامتدت ايدي غريبة لتثير النوازع الطائفية والنوازع العرقية وبأقنعة مختلفة وان اجدادنا يقولون لنا ان اﻻستعمار له صيغة خبيثة للسيطرة على الشعوب وهي (فرق تسد).
&واضافت: من خلال معرض (فكر ) ابعث رسالة الى الشعب العراقي الحبيب بجميع اطيافه لنتفكر ونتدبر،اهديت جهدي هذا الى الشعب العراقي بكل اطيافه عربي وكردي وشيعي وسني ومسيحي وازيدي وصابئي ولكل من شرب من ماء دجلة والفرات..
وتابعت: ارتأيت ان يكون اسم المعرض ( فكر) لعدة اسباب اوﻻ حرصت كل الحرص ان يكون منهج عملي متفردا في التجربة الفنية غير مشابه ﻻي تجربة ثانية لفنان اخر لتكون تجربة خاصه بي انا، ثانيا اهم نقطة فنية يتضمنها المعرض في تكوين اﻻعمال هي علاقة الفراغ (الفضاء) بالكتلة ويتداخل معها بطريقة منسابة ومريحة للنظر، ثالثا على الرغم من كون المواضيع التي سلط عليها الضوء مؤلمة وفيها معاناة وبؤس، اﻻ اني لونتها بألوان زاهية مثل اﻻحمر، اﻻزرق، اﻻخضر، الجوزي المحمر كبادرة امل وللتغيير..
وأوضحت: استغرق وقت انجاز اعمال المعرض مدة نحو اربع سنين من العمل الدؤوب& اما الخامات اﻻولية التي استخدمتها في تنفيذ اﻻعمال هي الفايبركلاس- ومعدن اﻻلمنيوم- والخشب ومادة الزجاج والثرمستون والحديد
وختمت بالقول: ان المدارس التي ينتمي اليها المعرض هي المدارس التجريدية وقليل من المدارس التعبيرية ..المواضيع التي تناولها المعرض فهي مواضيع تخص الوضع الراهن الذي يعيشه الشعب العراقي والوطن العربي، ومواضيع شخصية تخصني، ومواضيع& جمالية تراثية
& يذكر.. ان الفنانة سميرة حبيب مواليد بغداد 1956حاصلة على شهادة الدبلوم من معهد الفنون وبكالريوس في اكاديمية الفنون الجميلة قسم النحت عام 1984 شاركت في عدة معارض فنية ابرزها معرض الواسطي عام 1985 ومعرض فائق حسن، وشاركت في معظم الاعمال السنوية لجمعية التشكيليين، وكذلك في المعرض التشكيلي العراقي ( فضاءات عراقية) على قاعة الاونسكو في بيروت عام 2010 وقامت بتنفيذ عدد من الجداريات والنصب في دائرة الشؤون الهندسية في وزارة الثقافة العراقية، حصلت على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من بينها الجائزة البرونزية لمعرض جواد سليم عام 1985.
&

&