اكدت الكاتبة العراقية رشا فاضل ان للغة اجنحة وأفق الكتابة فسيح ولكل جنس أدبي خصوصيته وفتنته واغراؤه الذي انسقت نحوه باستسلام لذيذ..، لذلك هي ضد القوالب والتجنيس الضيق الذي يوزع على الكتّاب كالهويات الثبوتية، موضحة في حوار مع (ايلاف) ان المرأة حين يعلو صوتها يتهمونها بالاسترجال وقلة الحياء، وحين تصمت يتهمونها بالجبن.. وهذا نتاج مجتمع غير متوازن انتج تطرفا في سلوكها، مشيرة الى ان قلة الاصوات النسائية المبدعة هو بسبب عدم اخلاص المرأة للكتابة، فما ان ياتي (عريس الغفلة)، حتى تصاب المرأة بالزهايمر الأدبي!!.

*عرفناك قاصة وروائية لكننا عرفناك شاعرة أيضا، ايهما بدأت اولا؟
-الشعر كان البداية ولعله المنتهى ايضا.. لا اجرؤ على القول اني شاعرة.. لكن الشعر يتلبسني من الألف الى الياء.

*لماذا الشعر والقصة والمسرحية معا؟
- انا ضد القوالب والتجنيس الضيق الذي يوزع على الكتّاب كالهويات الثبوتية، للغة اجنحة وأفق الكتابة فسيح ولكل جنس أدبي خصوصيته وفتنته واغراؤه الذي انسقت نحوه باستسلام لذيذ..تلك الرغبة العميقة في استكشاف خبايا الكتابة كانت دوما تقودني لاكتشاف اسرار اللغة والخروج من قفص التجنيس.. لذا وجدتني احلق في سماء القصة مقتطفة نجومها التي قادتني الى الرواية فكانت تجربتي الاولى (على شفا جسد) التي تكللت بالفوز بجائزة دبي الثقافية، مرورا بالمسرح الذي حصدت فيه جوائز عديدة قطرية وعربية والأجمل من الجوائز هو ذلك الاحساس الغامض بالزهو وأنت ترى نصك تنفخ فيه الروح ويعتلي الخشبة في العديد من البلدان العربية كسلطنة عمان والسعودية والمغرب بالاضافة الى العراق.

* هل ثمة عقبات اعترضت طريقك نحوالانتشار؟
-العقبات التي اعترضت طريق الكتابة هي التي تحولت بفعل تلك الرغبة العميقة باطلاق صيحتي بوجه هذا المجتمع المؤدلج المنسوج بالخرافات الى دوافع ومحفزات للمضي في هذا الدرب، وان كان وعرا ومليئا بالفخاخ.

*ما أكثر مايقلقك في كتابة القصة او الرواية؟
- يقلقني تكرار الوجع في النصوص فهو يظلم اللغة الموغلة في البياض..ويجعلنا لانحسن العزف على باقي اوتارها بل مكتفين بالوتر الحزين في سلّمها الموسيقي المأهول بالجمال.

*متى تهربين من القصة الى الشعر،أو الى المسرح وبالعكس؟
- هو النص الذي يجرني الى بيته.. مسحورة بوقع موسيقاه السريّة ليعلن عند الحرف الأخير في السطر الاخير هويته الحقيقية وهي رحلة مشفوعة بالدهشة وليست هروبا بل اعادة تأهيل هذا العالم على الورق..

*هل كان تأثرك الاول بشاعرام شاعرة ام قاصة ام قاص ولماذا؟
- كل كتاب متلبس بالشعر ترك على جسد لغتي وشما لايزال ماكثا حتى اللحظة.. ولكل مرحلة كتاّبها فلا يمكنني حصر هذه التجربة بأسماء محددة لأنها متغيرة حسب مراحل تطور الوعي واختلاف الذائقة وتغيرها.

*الم تخشي سطوة الشعراء والروائيين الرجال؟
- وماهو الشعر بدون سطوة اولئك الشعراء الرجال؟،هم يكتبونا.. ونحن ننقشهم في قلب القصائد او قلب الصخر.. انها ديناميكية الطبيعة وليست عملية تنافسية او صراع.. هكذا تسير عجلة الشعر وتحرك المياه الراكدة بين مد وجزر..،لايمكن اعتبار الشاعر ندا للشاعرة.. هو الشرارة التي تشعل جذوة النص وتحرض القصيدة على الانبعاث من صمتها.

*ما المواضيع التي تتناولها قصصك ورواياتك؟
- سؤال شاسع.. ربما اقول.. غياب الحب ومحاولة استحضاره بتعاويذ الكتابة.

*لماذا يعاب على المرأة الاديبة فقدان الجرأة؟
- بل يعاب عليها الجرأة في مجتمع مرتبك، حين يعلو صوتها يتهمونها بالاسترجال وقلة الحياء وحين تصمت يتهمونها بالجبن.. وهذا نتاج مجتمع غير متوازن انتج تطرفا في سلوكها فمن الصمت على حقوقها المسلوبة الى الهجومية وصولا للاسترجال في احيان كثيرة.

*هل حدث ان صرخت بأعلى صوتك في قصة ما او رواية اعلانا للحب؟
- لاصوت يعلو في كتاباتي غير صوت الحب، وهو استحضار لكل مفردات الحب من سلام وأمان ووطن وجمال.. انها عملية تشييد بناء اوطان بديلة غير قابلة للعطب وخلق عشاق لايدركهم الرحيل .

*أي حضور للمرأة في نتاجاتك الادبية؟
-المرأة حاضرة في كتاباتي كما الرجل.. احيانا.. اتحدث بصوتها واحيانا اخر اعير حنجرتي للرجل ذلك الكائن المقدس المظلوم في مجتمع البسه الكوفية والعقال وعلمه ان الدمع ميراث النساء وان الملح غراس اصابعه فيما تتوق روحه للانعتاق والمطر.

*مازال البعض يتهم المرأة بعدم القدرة على الكتابة ودائما يقول لها : من يكتب لك؟ لماذا برأيك؟
- سؤال طبيعي لعقيمي الأدب، وهي اتهامات تعرضت لها الكثيرات من الكاتبات العربيات المهمات اللواتي تركن بصمات واضحة على جسد الأدب.. ويعود ذلك الاتهام الى نظرة المجتمع الدونية للمرأة التي تحيّد طاقاتها وتختصرها بوظيفتها الطبيعية ومهمتها الاساسية كزوجة وكأم وهما امران مهمان بلا شك لايتعارضان مع قدراتها الابداعية.

*هل يلعب جمال الاديبة دورا في انتشارها؟
- جدا، لكنه انتشار يشبه فقاعات الصابون اذ سرعان ماينطفيء لأن هوية الكاتب الحقيقية هي نصّه فقط، وماعدا ذلك فيذهب جفاء.. وهذا ايضا نتاج مجتمع لايرى في المرأة الا القالب.. وهو يشكل بطاقة خضراء للانتشار لعديمات الموهبة ومدعيات الكتابة.

*غائبة انت عن المهرجانات العراقية ولنقل البغدادية لماذا؟
- ربما لانني اقيم في المطارات.. وعلى اجنحة الطائرات ادوّن حكاياتي.. وربما لأن بغداد لم تعد بغدادي.. ولم يعد ابو نؤاس ذلك الشاعر المكلل بالعشاق.. وشرفتي الأنيقة تدمع كل مساء على دجلة الذي يعانق وجوههم البعيدة عند كل مغيب.

*ماالأسباب وراء قلة الاصوات الادبية النسائية المبدعة؟
- عدم اخلاص المرأة للكتابة.. ما ان ياتي (عريس الغفلة)، حتى تصاب المرأة بالزهايمر الأدبي.

*هل ثمة ملاحظات على المؤسسة الثقافية الحالية؟
- دوّن هذه الصرخة : متى يفتتح محمد خضير مهرجانا للقصة القصيرة؟ وجواد الاسدي مهرجانا مسرحيا؟ ولطفية الدليمي مهرجانا روائيا؟ متى يقصى السياسي من المشهد الثقافي العراقي الذي تلوث بمافيه الكفاية!!

*ما مدى تأثير الانترنت على مستوى الثقافة في العراق؟
- لعبت التقنية دورا اساسيا في نشر الثقافة العراقية والأدب بشكل خاص وهو الأمر الذي شمل بقية الثقافات في العالم العربي حيث تجاوزنا الحدود والعوائق واتيحت الفرصة لتلاقح الافكار والاطلاع على نتاج الاخر الذي كان غائبا ومغيبا بفعل الظروف السياسية التي وضعتنا لسنوات طويلة في عزلة عن العالم.

*ما أخرما صدر لك؟ اعطيني نبذة قصيرة عنه؟
- رواية (اخر القديسين).. وهي الجزء الثاني لروايتي على شفا جسد، وهي امتداد لحكايات الحب والحرب

*ما الجملة التي في نفسك وتودين قولها في ختام الحوار؟
- كلما اتسع الوجع ضاق العالم واتسع الورق.