بغداد:&نعى فنانو الكاريكاتير العراقيون الرسامة شيرين الراوي التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى، عن 57 عاما،بسبب المرض صباح& الثلاثاء في احدى مستشفيات كندا، التي كانت الاراحلة تتمنى ان تكون مرفأها الاخير، كما نعتها& جمعية المعماريين العراقيين، مؤكدة في نعيها (ستبقى شيرين خالدة في ذاكرتنا كمبدعة عراقية اضظرتها الظروف القاسية للرحيل بعيدا عن وطنها العزيز تماما كطير مهاجر لكنه كان دوما يرنو للرجوع الى نبعه الاول).
وتعد الفنانة شيرين حسن الراوي& الراوي اول رسامة كاريكاتير في العراق، استطاعت ان تزاحم رسامي الكاريكاتير الرجال وتقف جنبا الى جنب معهم ةتمكنت ان تفسح لرسومها مساحة على صفحات الجرائد لا سيما مجلة (الف باء) التي وجدت نفسها حاضرة فيها بتميز خطوطها الرشيقة وظرافة افكارها التي كانت تتناول فيها ما تعانيه المرأة العراقية بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، ومن الغريب ان رحيل الفنانة صادف في اليوم الذي احتفل به بعض الصحفيين بـ (عيد ألف باء) المجلة التي احتضنتها.
والراحلة من مواليد بغداد عام 1957، وهي شقيقة التشكيلية المعروفة شذى الراوي،حاصلة على بكالوريوس هندسة معمارية من جامعة بغداد، عملت مهندسة في الجامعة المستنصرية،& وتعد أول رسامة كاريكاتير في العراق، نشرت العديد من رسوماتها في الصحافة العراقية منذ نهاية السبعينيات، فضلاً عن مشاركاتها المتواصلة في معارض الكاريكاتير داخل العراق وخارجه، كما شاركت في العديد من المسابقات الدولية.
&& يقول عنها رسام الكاريكاتير خضير الحميري الذي يحتفظ للراحلة بصور ورسومات : الفنانة والمهندسة المعمارية شيرين الراوي رسمت الكاريكاتير في الثمانينات في زاوية ثابتة عبر صفحات مجلة الف باء وكانت تركز في رسومها على الجوانب الانسانية والاجتماعية،وأظنها كانت من الفنانات النادرات اللاتي مارسن فن الكاريكاتير إن لم تكن هي الرائدة في هذا المجال وبخاصة في الصحافة العراقية، تمتاز خطوطها بالحداثة والاقانة وأفكارها بالذكاء،شاركت في عدد من معارض الكاريكاتير المحلية والعالمية و تأثرت رسومها كثيرا بتخصصها الاكاديمي في الهندسة المعمارية، وقد درسّت الهندسة المعمارية في الجامعة التكنولوجية، تركت رسم الكاريكاتير بعد عام 1990
&
&&&& اما الفنان علي المندلاوي فقد عبر عن حزنه لسماعه خبر رحيلها، وقال : هي اول رسامة كاريكاتير عراقية وعربية، وشاركت في العديد من المعارض كما نشرت& رسومها في الصحف العراقية، وعلى الرغم من وجود رسامات مثل انطلاق محمد علي، وهناء مال الله ولكن شيرين كانت الاكثر حضورا، وكانت مشروع رائع لرسامة كاريكاتير محترفة لولا انقطاعها، ولا اعرف الظروف التي ادت الى توقفها عن الرسم، ربما كان بسبب الهجرة.
& واختصر الفنان شهاب الحميري كلمات حزنه لرحيلها بالقول : ‏ رحلت أول رسامة كاريكاتير عراقية،& وجاء الخبر بسماء الاتصالات شبه برق..وليس كما كان يطوي الجزيرة زمان.. ((طَوَى الجَزِيرَةَ حتى جاءَني خَبَر،فَزِعْتُ فيهِ بآمالي إلى الكَذِب)، ولا يسعني الا ان اقول : وداعا ايتها الزميلة والاخت الرسامة و المهندسة/،و التي كانت كما الفراشة بين أخوتها هدوءا وخُلقاً وابداعا،وداعا.. شيرين الراوي وانت ترحلين بارض الغربة..وليرحمك الله

& فيما ذكر الفنان وليد نايف، الذي عاش مع الراحلة دقائقها الاخيرة في المهجر : فـي الثمانينيـات وفـي القاهـرة وخلال جلسـة مـع اميـر الكاريكاتيـر العربـي الراحـل – رخـا – كشـف لـي سـرا بخصـوص رسـامة الكاريكاتيـر المصريـة – بنـت رخـا – بانهـا خدعـة وهـي مـن بنـات افـكاره ولأسـباب صحفيـة واضـاف : الكاريكاتيـر فـن رجالـي، فقلـت لـه وانـا مبتسـم هـل اخبـرك شيئا جميـلا، لدينـا فـي العـراق رسـامة كاريكاتيـر ومـن الطـراز الاول، فقـال لـي رحمـه الله عليـه.. ومـا الغريـب وانتـم صنـاع الكتابـة الاولـى فـي البشـرية، هـذه الحكايـة تذكرتهـا وانـا فـي ضيافـة الفنانـة والمهندسـة شـيرين الـراوي وهـي فـي مرفئهـا الجديـد فـي كنـدا منـذ سـنوات.
اما الصحافية نرمين المفتي التي زاملتها في مجلة الف باء وظلت على اتصال بها حتى رحيلها، فقد نعتها بالقول : شيرين.. كنت سعيدة وتأشيرة الهجرة الى كندا على جوازك..، قلت لك : وحين نشتاقك ؟ وبضحكتك المميزة، قلت " ينطينا عمر و نلتقي، اذا مو بكندا، اهنانا بابو ظبي"..، لا اعرف لماذا اوجعني قلبي.. ربما لاني لاحظت دموعك بين ضحكتك.. وعدت الى العراق و انت هاجرت مع فرحتك " كأنني طفلة.. كل شيء، هنا، يدهشني.. عدت الى الرسم و بمتعة كبيرة"، و لم تستمر الدهشة كثيرا،و انت تكتشفين الدهشة،كان المرض الخبيث قد اكتشفك.
واضافت : شيرين.. عرفتك مؤمنة كبيرة بالحياة.. كانت الحياة تضج بتصاميمك المعمارية و كاريكاتيراتك و لوحاتك،كانت محاضرتك لطلبنك في الجامعة التكنولوجية - القسم المعماري، تختلف عن المحاضرات الاخرى.. تضج بالحياة و المعلومة و الابتسامة، شيرين.. ما تزال الظروف التي مرت بالعراق تخيفني من اللحظة المقبلة، ظروف الحصار و غيرها ارغمتك على هجرة اولى الى الاردن،وثانية الى الامارات وثالثة الى كندا، و قبل ساعات.. قررت تغيير دنياك و الهجرة الى الدنيا الاخرى، اعرف انك صمدت لاشهر طويلة بالمهاجر ووجعها.. صمدت.. لانك تعرفين ان غيابك صعب جدا علينا جميعا، الان.. شيرين، حين نشتافك، ماذا سنفعل؟،في الاقل كنت انتظرتي مكالمتي اليومية و ثم قررتي الهجرة؟.

&