توفي&مساء أمس&الأكاديمي فؤاد عجمي الأميركي من أصل لبناني، بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر يناهز 69 سنة. يعتبر المحلل السياسي فؤاد عجمي واحداً من المفكرين الأكثر أصالة في تحليلاته للحداثة ولعالم السياسة. ولد في 9 سبتمبر 1945. شغل مديراً لـ"برنامج دراسات الشرق الأوسط"، وفي الوقت ذاته كأستاذ في جامعة هوبكنز. بدأ في مرحلة شبابه ناشطاً أساسيًا في النضال من أجل القضية الفلسطينية، لكن بأسلوب دبلوماسي مرن وحاذق، أي دون استفزاز الإعلام الصهيوني المسيطر.
ويعتبر كتابه الأول "المحنة العربيّة" (1981) فتحًا في دعوة العرب إلى القيام بنقد ذاتي، وإلى أن يتخلصوا من عقلية أن مؤامرة غربية وراء صراعاتهم التي كان عليهم أن يحلوها بأنفسهم. وتبعه بكتاب ثانٍ هو "قصر أحلام العرب".
وقد فاز فؤاد عجمي بمنصب سدة الكرسي في جامعة برنستون بعد وفاة مجيد خدوري. وكان من أكثر الأكاديميين الملمين بحقوق الشيعة في العالم العربي. كان فؤاد عجمي واضحاً وصريحاً في مواقفه، ولهذا السبب تعرض الى نقد شرس من القوميين والعروبيين المتقوقعين. ومما زاد الطين بلة هو ميله إلى المحافظين، وكان معروفًا بإجاباته الصاعقة، فمثلاً في رده، أمام لجنة العلاقات الخارجيّة في مجلس النوّاب، على سؤال عن "النفسيّة" الشيعيّة، قال إن "الشيعة انتحاريّون والسنّة قَتَلة".

وقد أوضح موقفه من سياسة أوباما تجاه إيران، في حديث مع السي ان ان، حيث قال: إن أميركا هي التي باتت تلهث وراء إجراء اتفاق حول الملف النووي الإيراني... مكمن السخرية هو أننا نحن من يبحث عن اتفاق، مشكلة الموقف الأميركي، وتحديداً موقف إدارة الرئيس باراك أوباما هو أنه خلال التفاوض يجب أن يكون المرء دائماً على استعداد لصرف النظر عن المفاوضات، ولكن الإدارة الأميركية غير مستعدة لذلك لأنها تبحث عن صفقة."

من مؤلفاته: "الإمام المغيّب: موسى الصدر وشيعة لبنان (1986)، "هدية الأجنبي: الأميركيون والعرب والعراقيون في العراق" (2006) و"التمرد السوري" (2013).
وستعود إيلاف بملف مفصل عنه، مع نشر الحوار الذي أجرته معه قبل أعوام.