"هكذا سيجيء رجال العاقب/ أو هكذا يقتلون البغل"

١

في المآذن صوتٌ مجهول
يسيل إلى الأرض قريبا
إنه ليس طوفانا ولا محبةً مؤذية
إنه ليس موتا ولا حياة بلا معنى،
إنه حسيس جهنمَ تبحث عن مريديها.
في الشرق
كما في بقية أقطار الأرض
هناك بهائم منذورةٌ للهلاك.

٢
هو ذا زمان الفاجرين
كتائبهم تتمدد كنتن لا ينقطع
دواب تحكم الجهات الأربع من تل الشر وتعود إليه.
من أعطاها هذه القدرة على الحقد؟
من علمها القتل بخفة؟ والكذب بتقوى عميقة؟
إنه زمن من يدينون للشيطان بأرواحهم
ملعونون يستمرون في اختلاق الأحاديث
وربما، وهذا ما يجعلني أصلي من أجل خلاصنا، يدّعون أن لهم حظا من يقين.

٣
انظروا إلى الأرض
ما عادت تبكي
تشتغل بخضابها من دماء طوائف نسيتها الأمكنة العتيقة على حافة الفناء
لماذا كل هذا العويل؟
ومن أي سماء يأتي هؤلاء بكامل عريهم؟.

٤
من المساجد سيأتون
من طرقات النور
من الأسحار
ومن التلاوات التي لا تنقطع
يأتون من هتافات أطفال يتحلقون في حِلَق الكتاب العظيم
من كل مكان يأتون
كأنهم شُهب
كأنهم صلوات تبعث الرعب في كلاب طرقاتنا الضالة
وتلعن اللقيط الذي بنى حكايته بدماء إخوته.

٥
الإرهابي الأخير كان ناسكا
أبناؤه أعادوا تسويقه
نعتوه بالأب بدايةً
كان ينفق كل حياته على أبواب جحيمه الخاص
ثم نعتوه بالفاجر المسكين
كان ينفق قلقه على عرشه الهوائي
وأخيرا نعتوه بـالمجنون
كان يتحدث عن معاني المدن
ويحث المنافقين على القيام بأدوارهم.

٦
نناضل..
حتى آخر الحزن
نبدو كغريبي الأوطان
ما لثم أحدٌ التراب قبلنا
حين نحبُ أسوارنا لا نتسلقها اعتباطا
لا نمنحها ظهورنا كهيستيريا مُرّة.
نتجنب القطيعة
ففي الوطن الضيّق من قتلك بالأمس يصبح رفيق سلاح
الجميعُ، وأنا منهم بلا ريب، يُغني ويلات عدوه القريب
وفناء أبناء عمومتنا.

٧
لا تزال تعاليمه تحرس غدنا
لا يزال يمشي بيننا
آلامه الكثيرة ووصاياه
طريقته في الحديث عن مستقبلنا
وصلواته من أجل نعيمنا الأبدي
كل هذا في أفق قريب، وفي أرواح المُخْبتيْن،
لهذا سيأتي رجاله
ظهورهم القادم يحفّه بياض كونيّ
ينظرون مباشرة نحو الشيطان
ويطعمونه الدم.