&

منْ يدري أينَ أنا الآنْ؟
ليلٌ ملتحفٌ بالظلمةِ ...& والشارعُ سكرانْ
ألمسُني ، لكأنّي غادرتُ يدي منذ مئاتِ الأعوامِ فلا
أعرفني
مرّت أزمنةٌ ووجوهٌ تركتْ كلَّ حمولتِها عند ضفافِ
جروحي
مرَّ ذبابٌ أخرجني من فسحةِ روحي
وبقيتُ أفزّ كطيرٍ يهربُ من صوتِ الأغصانْ
مرَّ قطارٌ ، وقطارٌ حتى لمْ يبقَ من الجثةِ غير
الشبح البردانْ
منْ يدري أينَ أنا الآن؟&
بحرُ حنينٍ
صحراءٌ تائهةٌ
نسيانْ..&
أشرعةٌ باليةٌ فرط الريحِ
ومقبرةٌ عائمةٌ ...
هل كان أبي يجهلُ ميزانَ اللهِ فقامر ، حتى احتدم
&الطوفانْ؟
من يدري أينَ أنا الآن؟
في جهةٍ أمسكُها فتغيبُ
وأتبعها حتى أغرق فيَّ ، فلا جبلٌ يعصمني
أو فرحٌ يطرأ من نافذةٍ عابرةٍ
يا ألله أنا أستجدي فرحا ، وبلادي ملاّك& وفراتٌ
أذكر منها صوتا يجمعُ بعضَ حروفٍ&&& وينادي :
لا تدعِ الغربةَ تأكلُ منكَ الحرفَ الأولَ
وآفرحْ.. وإذا مرَّ حنينٌ من ثقبِ المحنةِ ، لا تحزنْ
إن اللهَ يحبُّ الفرحانْ
لكنْ من يدري أينَ أنا الآنْ؟
طيرٌ ، لا جهةٌ
عالقةٌ جنحاهُ بشوكةِ وحدتهِ
طيرٌ شجنٌ
والعالمُ أقفاص
وأنا جسدي وطني...
أخرجُ منّي خمسَ دقائقَ ثم أعودُ إليّ على عجلٍ
لغةُ الأرضِ مخبّأةٌ بالشكِ وأسماءُ الأرضِ بلا ماءٍ
والمقعدُ وكرٌ.. أغمضُ عينا ، وأنامُ على قدمٍ
من غير خطوطِ يدٍ أوعنوانْ
من يدري أينَ أنا الآن؟