&


أنا العراق
كُنتُ
مُذ كُنّا و حيدَيْن
أنا و الإله
و لكني لم أبتكر أبنائي
لعبادتي
بل ليفتحوا نوافذَ في جدران الريح
و يخيطوا لها شراعاً
لا تبتلُّ الزرقةُ ببياضهِ
و هو يشقُّ زيقَها
و يبتنوا للإله بيتا
يطالعُ فيه كتابَ وحدتهِ
و يتسلّى بقصص انبيائِه
و يحتمي فيهِ من ذئابِ كآبتهِ
أبنائي الذين ترمي الشمسُ قمصانَها على ارواحِهم
قبلَ أن ترحلَ في غموضِها اليومي
بعدَ أن تتعلّم
و هي تعجنُ طينَ اجسادهِم
كيفَ تصنعُ ظلالا
تعرقُ و هيَ تعدو
و يترجموا وصاياها
للنخلة و هي تكدحُ تمراً
و العشبِ
ينمو خلسةً تحت صخرةٍ يائسة
و يقترحوا للمطر سيرةً
يرويها في نهريْن
و للوقتِ عُمرا
و خطى على الأرض
تهتدي النجومُ بها
و يحفروا مجرى للزمن
كي لا يتبدّد في صحارى تيهِهِ
أنا العراقُ
علّمتُ الطينَ الكتابةَ
و كيفَ يشهقُ معلقاً الجنائنَ في الزّرقة
و درّبتُ الخشبَ على الدوران
و آخيتُ بينه و بين الماء
فيعومُ بخفةِ روحٍ و مجذافِ هواء
لكنّ البدويَّ المتدلي من حبلِ الأسماءِ الحسنى
شطّرَ روحي بآياتِ السيفِ
و غزا جَسدي
بوباءِ الرملِ
و آيات النملِ
تسلّقَ بخُفّيْ عتمتِهِ
أعلى مدرجِ ضوءٍ
و أطفأ نجمةَ سومر
أضرمَ نارَ جلافتِهِ في حكمةِ بابل
و استنخسَ عشتارَ
و التهمَتْ افعاهُ عُشبةَ كلكامش
لكنْ
مازالتْ و صايا الشمسِ
بماء الذهبِ في معبدِ روحي
و مازالت سومر
تجري بين ضفّتي الفرات و دجلة
و بابلُ تمارسُ لعبةَ العبورِ اليومي
بين ضفتي الفُرات
و ليسَ البدويُّ سوى
خطأٍ
شائع