عهد قديم

لِم كل هذا.. لِم الآن؟!
تقسم لنا من ديمقراطيتك
كما يقسم الخشية لعباده
رب الأنبياء
.. ثم ما قصتك مع أخيك؟!
"سرق فكرتي ولرؤيتي خرق"
.. نعم، لكن..
أترجو له الهلاك كما فعل ابن آدم،
فيحل بك البلاء؟
نرى غضبك زاد أخيرا
.. كأنك تتغذى على الكراهية
والحنق
.. طعامك ازداد اليوم طهوا،
فاحترق
نكرة خير ومعرفة سوء
فكيف له أن يكون الالتقاء
قلت: "ستسقط.."
.. وقالوا قبلك ذلك
لكن أحدا لم يقل أن الشعب سيسمو
على البغي وعلى الشقاء
لا تحزن ثانية
.. فكلاكما يعوزه الذكاء
والكفر كان دوما خيرا من النفاق
فإن كنت صادقا
فقل: "مزارعي مشاع للفقراء"
اخلع- لو تجرأت-
عنك ثوب الإمارة
.. فالحَر يخلع الكساء
أرأيت؟! كلاكما يحب المال
يعشقه حتى الفناء
فكيف نصدقكما
أنت وإياه
وخاتمة لكما.. يا من شديا بالدين
وكان ابتداء كلامهما "بسم الرحمان الرحيم"
ألم ينته إلى علمكما يوما
أنه إذا افتقر الناس
فلا مال لأحد من الأغنياء،
وأنه إذا عم الطوفان
فلا يؤمن على أي منكما الغرق؟!


عهد جديد

يا أيها المغبون فينا
دمت لنا- أبد الدهر-
من حرامينا حامينا
اعذر جهلنا، لم نعلم
أن الباري عز وجل
بعد محمد الخاتم
قد بعث النبيئينا؟!
كنا، وما نراك..
مع الشعب..
إلا أن قرب الشمس،
من الأرض،
يعمي الناظرينا
نحن نعلم مقدار حبك لنا
.. لا تقلق
نعلم علما يقينا،
لا ينام لك جفن
إن ساءت أحوالنا
.. وإن افتقدناك
فلا نفتقد منك المراسيلا
رُحماك..
.. لِم كلفت نفسك؟!
صباح مساء
تكتب الكتب لنا ليلا طويلا
لا تتعب نفسك يا أمير،
مدنك الخضراء
.. إيكولوجياك
لن تزهر في ربوعنا
فالتلوث يأبى عنا الرحيلا
وجامعتك،
وإن بنيتها،
لن يدخلها منا أحد
غيب حبَ العلم
شيوعُ الفقر فينا
ومزارعك ولو قسمتها
أو جعلتها بيننا مشاعا
أيا أحمر
هي قطعا لن تكفينا
أولى لك يا مثقف زمانه
- عوض الكتابة-
أن تقرأ ما فعل الدهر فينا
.. قد نعذرك،
فأنت بعيد.. سعيد
لكن، إن كان هذا صنيعك مع أقربائك
فكيف الحال يوما بالأبعدينا؟!
لا يحزنك انتقادنا اللاذع لك
لا تسل دموعك للوامينا
فلنا حب للأمراء- كما للملوك-
تضيق به الأرض
.. والسماء حينا..
أولم تعلم أنا في سعينا
إلى لقمة العيش الحقيرة
يكاد الشغل يفنينا
سنعذرك في هذه لكن
لا تعد لإزعاجنا
قد قررنا أمام طيش صغركما
أن نكون نحن العاقلينا
فاسمع: حبنا ذاك
مع أخيك تقتسمه
ولا تنس أن تقبل منه الرأس والجبينا
إذا تخاصم السمو والجلالة
فما يصنع بعد العوام من مواطنينا؟!
.. ما عسانا نفعل؟!
ابتلانا الله بك وبأخيك
فاحستسبنا له،
وكنا الحامدينا

&