&

قال صديقي ذات صباح رمادي:
هيا بنا نصل رحم ثقافتنا
قلتُ: نذهب
دخلنا، فإذا بنا في ركن حياة
في عاصمة مدن الموت العادي
ووقعت أنا من ثقل الشغف في الفخ
.. كان المصمم ماكرا
عزل كمينه الفني ذاك بعناية
عن كثير من سخف غالبا ما يعم الجنبات
نزلنا درجا قليلا
.. بعيدا، عميقا نحو ماضينا
كم هو مبهر انعكاس ضوء الأمل
على زجاج الذكريات
.. ثم انكساره فينا
ووجدتكِ مجددا هناك
تسكنين ليل ثوب امرأة أمازيغية،
تشرقين مع كل بريق للفضة
وقلبك العنبر الأشهب
يفديه قلبي ويرثيه،
ويكتب في جماله
سبعين ألف قصيدة غزلية
ها أنا ذا ههنا
وأنتِ هويتي
متسمرا أقف
أنظر مليا تاريخ مستقبلنا
وأحلاما لنا كانت صارت اليوم منسية
أنا: كوطني، غفور رحيم!
واحد، ومتعدد
وأنتِ: كهويتي
مترسخة في أعماق القلب، متقدة
في دمي، وفي شفتيَّ...
مشرق النور، أيا مغرب الشمس
أينكر المرء يوما أصله؟!
أتُنسي النعمة على المنعَم المنعِم وذِكره؟!
خسرتُ أملي وحلمي وماليَ
وما كان يوما ليَ
وتأملتُ في طيفكِ طويلا
والروح تحن والوجع يئن
والزوار يلتقطون صورا
ثم ينفضون من حوليَ

***
يا سراب الفرح الصاعد
هنا صحاري الروايات
يزعم لنا إنصافا الفرنسي إذ يقول
والعربي إذ يكتب، لكن
حين يثبتان أني "بربري" فكلا الراويين جاحد
أُبصر ما لا يرون وأنتِ خلف الزجاج صامتة
فتمطر أحزاني كما الأسئلة
لِم لا أكسره وأسترد ملكي؟
وحين يكون فاقد الشيء معطيه
.. وهو القائد!
فلِم علينا نحن أن نحترم القواعد؟!
يا نار حُلوِ السمر
يا حسرة النفس إذ ترقب المغيب
حُرُّ أنتَ اليوم قالت بالأمس
اترك بابكَ مفتوحا
ولا ترجو مني شيئا
فأنا لم أفعل ذلك حتى تتوقع مني أن أساعد
هكذا؟!
.. هو كذلك،
حسنا
اذهبي أنت وحلمك فقاتلا
إني ههنا- إلى حين- قاعد...

***
.. مجددا، أنا وأنت دون تمام
في هذا الزمن المعاصر
زمن لعن الظلام!
أنا وأخي الكردي
صرنا بزعمهم مضرب مثل
في التحريض على الانقسام
لِم أنا وأخي
نُصنَّف هكذا..
يُلقى بنا هكذا!
في أقاصي هوامش الإهمال
لِم تظل نار الحرب تُسعَّر بجسدينا؟
صُدفة، أم حقيقة علمية هي
أن نوضع في كل مرة
في أرقى منازل الاتهام؟!

***
يومها رفضتُ أمرين:
نسيانكِ، والخروج من المعرض
فالمرأة والوردة
تختصران جمال الكون
في كلمتين
أنتِ اليوم تبتعدين مسرعة
وحلمي هو الآخَرُ
في الاتجاه الآخرِ
وأنا بينهما حائر بين قرارين
ثم كيف تودين أن يكون اليوم حالي؟!
احترقتُ بنارين
وأحرقتُ قلبين
وفقدتُ الحب قصتين
.. في أقل من سنتين
أنا المقامر بالحب
وفي الحب أنا اليوم
كوطن يفقد هويته مرتين
كمن ضحى بشيء
لأجل شيء
فخسر الشيئين