&بغداد: اعلن في بغداد صباح الاثنين عن رحيل عميد الصحافة العراقية، فائق بطي، عن عمر ناهز الواحد والثمانين عاماً قضى معظمها في العمل الصحفي الذي ورثه عن والده مؤسس جريدة البلاد والنائب روفائيل بطي وفي البحث والكتابة عن تأريخ الصحافة العراقية التي كرس حياته لها.&
& رحل عن الدنيا صباح يوم الاثنين 25 كانون الثاني / يناير 2016 &الصحافي العراقي فائق بطي في العاصمة البريطانية لندن بعد صراع مع مع مرض السرطان ، ويعد الراحل احد ابرز رموز الصحافة العراقية ويقترن اسمه بدوره في توثيق الصحافة العراقية، منذ إصداراتها الاولى المتمثلة بجريدة الوزراء في ستينيات القرن التاسع عشر، ومن خلال عدد من الكتب والدراسات التي اصدرها عن تاريخ الصحافة العراقية، وصحافة الأحزاب، وصحافة تموز، والصحافة اليسارية في العراق، والصحافة الكردية، وكل هذا يأتي & لولعه وعشقه المبكر للصحافة، فقد نشأ في مطبعة والده الصحفي الاديب والشخصية الاجتماعية والسياسية روفائيل بطي، ودرس على يديه مبادئ العمل الصحفي، الذي تأطّر على الدوام بقدسية هذه المهنة وسمو مقاصدها.
ويعترض فائق بطي على تسمية الصحافة (مهنة البحث عن المتاعب) ، فهو يجدها (مهنة البحث عن الحقيقة)، وهذا ما يعطي الصحفي، برأيه، دورا خطيرا في حياة الناس، مشيرا الى ان خطأ طبيب واحد قد يودي بحياة شخص او اكثر، لكن نشر تحريض او أكاذيب قد يتسبب بموت الآلاف!

& فائق بطي سيرة ذاتية&
والراحل من مواليد بغداد 1935 ، اكمل مراحل الدراسة الثلاث الاولى في بغداد، وحصل على بكالوريوس صحافة من القاهرة والدكتوراه من موسكو 1979، تسنم منصب رئيس تحرير جريدة (البلاد) ومدير تحريرها 1958-1963، التي توقفت وتعرض للسجن مرات عديدة، كما انه &من مؤسسي نقابة الصحفيين العراقيين وعضو مجلس النقابة 1971-1978، وعمل سكرتير تحرير كل من صحف (النور) و(التآخي) و(طريق الشعب)، وسكرتر عام رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين في المنفى،وسكرتير عام الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة وكندا، ورئيس تحرير (صوت الاتحاد)
& اصدر الراحل جريدة (عراق الغد) في لندن نصف شهرية 1984- 1986، كما اصدر مجلة (رسالة العراق) في لندن 1993 - 2003.
& صدرت له ثمانية مؤلفات حول تاريخ الصحافة العراقية وهي: الصحافة العراقية، ميلادها وتطورها. صحافة العراق، تاريخها وكفاح اجيالها. صحافة تموز وتطور العراق السياسي. صحافة الاحزاب. اعلام في صحافة العراق. الموسوعة الصحفية العراقية. الصحافة اليسارية في العراق. واخيرا قبل اشهر، كتاب الصحافة العراقية في المنفى.
كما صدرت ل الكتب الآتية:أبي، الخيانة الكبرى، قضايا صحفية، الوجدان الجزء الاول، رفائيل بطي ذاكرة عراقية (مجلدان) إعداد وتحقيق، الوجدان الجزء الثاني، كما انه وضع اللمسات الاخيرة للجزء الثالث من كتاب (الوجدان) وبعنوان (ذاكرة وطن). كما بدأ في تحرير كتاب جديد يحمل اسم (شخوص في ذاكرتي). وكان لديه مشروع كتابة تاريخ & الصحافة الكردية بالاعتماد على المصادر في كل من اربيل والسليمانية والموصل وكركوك، الى جانب ما صدر منها في بغداد، وبالتعاون مع الكتاب والصحفيين الكرد، والاستفادة من الجامعات والمكاتب ووزارة الثقافة في الاقليم..

رأيه في الصحافة العراقية
& &وقال الراحل في تصريحات صحفية ان الصحافة العراقية في العراق تعتبر من اغنى واهم صحافة عرفتها البلاد العربية، في كونها صحافة رأي، وفي تعدد امتيازات اصدارها وقد بلغت الى عام 1979 ما يقرب من الف وخمسمائة مطبوع يومي واسبوعي للكتل والاحزاب السياسية الكلاسيكية والوطنية الديمقراطية، او تلك الخاصة. ورغم وجود قوانين للصحافة منذ قانون المطبوعات في 16 تموز 1909 بعد الانقلاب الدستوري العثماني المعروف في 1908 واول قانون يشرعه القضاء العراقي برقم 82 لسنة 1931 وتعديلاته في اعوام 1954 و1963 وانتهاء بالقانون رقم 206 لعام 1964 والتي كانت تعتبر سيفا مسلطا على حرية الصحافة، فان الصحف العراقية في كل تلك العهود التي مرت على البلاد، لعبت دورا وطنيا في التوعية والتحريض وشد الناس الى القضايا الوطنية والقومية. وما كثرة الصحف التي طالها التعطيل الاداري والغاء الامتياز والبالغ عددها ما يقرب من خمسمائة جريدة ومجلة، الا الدليل على ما كان يؤديه الصحفيون والكتاب من دور وطني مرموق في ساحات معارك الشعب التي كللها في ثورة 14 تموز 1958&
&واضاف: اما &بعد التغير الذي حصل في 9/4/2003 وسقوط النظام الدكتاتوري ظهر فضاء من الحرية وعليه ظهرت العديد من الصحف العراقية..لكنها لم يكن لها الدور المؤثر في العملية السياسية وبالتالي لم يكن لها تأثير في توجيه الجماهير وتوعيتهم.,.برأيك كمؤرخ للصحافة العراقية هل كان للصحافة العراقية مع بداية تأسيس الدولة العراقية وما تلاها دور مؤثر وفاعل في السياسة العراقية .
&