إلى أينَ تمضي .. تُناديِ عليك؟
على مَسَمعِ الروح تُلقي سؤالاتِكَ الغامِضَةْ
ومُنتصفُ العمرِ قَبلَ الأوانْ،
يَشيخُ على مِنْكَبَيْك
وهذا الحنينُ إلى العتبات،
يدقُّ على كل باب
يضيقُ بصدرِكَ أنَّى تلفّتَّ،
والماءُ حولَك يَجري.. ويتلُو،
دُعاءَ الإياب
وتصْفُرُ كالريحِ في فَلَواتِ التَذكرِ،
إذْ يُطبق القيدُ حول يديك
تقول: لماذا تجفُّ عروقُكَ من ظمأ،
لا تَخِبُّ بأرضِك خيلٌ،
وتَجْفَل إنْ رفَّ طيفٌ من الحلْمِ في مقلِتيكْ
وفوقَ سريرِ القوافي، يُعانِدُك الشعرْ،&
والنارُ تسكُن تحتَ الرماد
وعيناكَ مثل سراجٍ يُغالب شَعلته الذابلْة!
على وَجَلٍ تستفزِّ المَدى
والفضاءاتُ تنذِرُ بالسُحُبِ الهاطِلَةْ
لتصْحبَ غيماً تُشير أقاصيه نحَو طريقٍ بعيد
ستبلُغُه ذاتَ يومٍ وحيدا
وَتمضي طَريدا
وتهِبط إدراجه المائلةِ
كَبُرتَ على عجلٍ..غادرتْكَ العناوينُ،
والسُحْب لم يخْتلِط ماؤهُا في البراعم،
غاضَت ينابِيعُك المجهدة
ولم يَنفتِح لك بابٌ لتُفضي إلى جنةٍ موصدة
على وَهْم حلمِ السراب صعدتَّ،
وما سَكبتُه الغيومُ على شجرٍ في الذُرى،
ضلّ وجهته في الرمال
قضى نحبه النهرُ، لم يستعد مِنْ رواحِله
غير قشٍ، وبعض هوامٍ تساقطَ،
من فزعٍ في العراء
وحوَّم خلفَ مساكِنه الطيرُ
لم يبلغٍ الماءِ من عطشٍ،
والضفافُ التي انتثرتْ في الأعالي
ولاذَتْ بها الريحُ.. ضاقت عليها الشقوقْ
فأيقنتُ أنَّ النجومَ التي أُطفئت لنْ تُضاء
وأنَّ البنفسجَ لن يَتَفَتحَ حلماً بهياً
ولن يُفتح الأفْقُ للداخلين
ولن يكتب العشقُ سيَرَته في كتاب النساء
&