إيلاف من الرباط: دعا الشاعر الإيطالي جوسيبي كونتي إلى "وقف إطلاق النار في كلِّ مكان فيه قتل".

جاء ذلك في كلمة خاصة كتبها لفائدة "بيت الشعر في المغرب"، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، باعتباره احتفالية ينخرط فيها شعراء وشاعرات العالم وكل محبي الشعر في جهات الكون.

وأوضح "بيت الشعر في المغرب" أنه "منذ أن أقرت المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو ) 21 آذار (مارس) يوماً عالميّاً للشعر استجابة لطلب تقدمت به تحديدا مؤسستنا، بيت الشعر في المغرب، والبيت يواظبُ على أن يكتب شاعر عالمي كلمة خاصة بهذه الاحتفالية".


ملصق احتفاء بيت الشعر في المغرب باليوم العالمي للشعر من إنجاز الفنان الفوتوغرافي عادل أزماط

وتساءل الشاعر الإيطالي في مستهل كلمته التي ترجمتها الدكتورة سناء درغموني: "ماذا يمكن للشعراء أن يفعلوا في عالمٍ يبدُو سائرًا نحو الكارثة، في حين تتواصل حربٌ دامية في قلب أوروبا، وبينما يتم افتراض استخدام قنابل ذرية في ظلّ هذيان التهديدات القيامية؛ وفي قطاع غزة يستمر ارتكابُ مجازر وجرائم ضدّ الإنسانية كتلك التي نشهدها كل يوم، والتي تزدادُ وحشية وتدميرا؟"، قبل أن يقول: "أظن أنه لا ينبغي للشّعراء أن يستسلموا ويرضخوا أو يعتقدوا أنه لا فائدة من رفْع أصواتهم وأناشيدهم في وجه المُعاناة والفظائع: على العكس، عليهم الغناء بصوتٍ أعلى، والانتصار للكرامة والجمال، والرحمة والسلام، والتأكيد على أنّ الشّر والعنف يترسّخان في المجتمع كلما تم تهميش الثقافة الإنسانية والشعر، وكلما ترك المجال مفتوحا للاقتصاد وللتقنية وبالتالي للأسلحة للسيطرة المطلقة".

وأضاف كونتي: "الشعر جوهر الإنساني: جوهر الأخوة بين جميع البشر، وجوهر الأخوة بين جميع البشر والعالم الطبيعي وكوكب الأرض. الشّعر طاقة اللغة، والروح، والحلم، واليوتوبيا، هو كل شيء مقدس وحر ظل بيننا. فلنحبه، ولنحتفي به مع وصول الاعتدال الربيعي الذي لا يزال وعْدًا دائما بمزيدٍ من الضوء والازدهارات الجديدة".

وزاد كونتي قائلا في كلمته: "ندعُو إلى وقف إطلاق النار في كلِّ مكان فيه قتل ونرفع علمَ الشعر لنقول: هنا لا يُمكن ضربُ أي طفل،ولا إطفاء أي حلم بالحياة، ولا إنكارُ كرامة أحد.أنا أبحثُ دائمًا عن فصول ربيع جديدة، ولأنني عرفتُ اليأس فإنني أصبحتُ الآن أؤمن بالنشيد،وبالزهرة التي تتفتّح، وبالأمل.أدعوكم جميعاً، أيها الإخوة الشعراء، وأصدقاء الشعر اليائسين،إلى القيام بذلك".