سجلت بورصة إسطنبول تراجعًا بنسبة 5 بالمئة تقريبًا إثر التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تونس، حيث أبدى الحزم حيال المتظاهرين، الذين يطالبون باستقالته منذ سبعة أيام.


إسطنبول: تدهور المؤشر الرئيس في البورصة حتى 6.5 بالمئة لحظة الإدلاء بالتصريحات في العاصمة التونسية عصر اليوم، لكنه عاد وتحسّن بعض الشيء لاحقًا، لينهي جلسة التداول عند 75895.20 نقطة، بتراجع 4.70 بالمئة.

وتراجعت بورصة إسطنبول بنسبة 10.47 بالمئة الاثنين، بعد بدء التظاهرات العنيفة ضد الحكومة، لكنها استعادت ما يقارب 5 بالمئة في اليوم التالي، مدفوعة بتصريحات لنائب رئيس الوزراء بولند أرينج تتسم بالتهدئة.

وخسرت الليرة التركية من قيمتها منذ بداية الأسبوع. وتم التداول بالدولار الأميركي الخميس مقابل 1.90 ليرة تركية (1.81 ليرة تركية الجمعة في 31 أيار/مايو)، واليورو مقابل 2.49 ليرة تركية (2.35 ليرة تركية الجمعة الماضي).

واستفادت الأسواق المالية بشكل كبير من النمو القوي للاقتصاد التركي منذ وصول الحكومة الحالية إلى السلطة في 2002، والتي حققت معدلات نمو فاقت 8 بالمئة في 2010 و2011، لتصبح تركيا بذلك الاقتصاد السابع عشر عالميًا.

وارتفع العائد على سندات قياسية لأجل عامين إلى 6.78 في المئة من 6.42 في المئة قبل تصريحات أردوغان، بينما هبطت الليرة التركية إلى 1.8960 ليرة مقابل الدولار من 1.8850 في وقت سابق. ولامست الليرة مستوى منخفضًا عند 1.9079 ليرة مقابل الدولار، بعد وقت قصير من تصريحات أردوغان مسجلة أدنى مستوى لها في 18 شهرًا.

وقال متعامل في أحد البنوك quot;لم يتراجع رئيس الوزراء خطوة واحدة، وهذا هو السبب وراء تفاعل السوق بهذا الشكلquot;. وتراجع المؤشر الرئيس لبورصة اسطنبول 8.14 في المئة مسجلًا أدنى مستوى له هذا العام وأداء أقل بشكل حاد عن مؤشر الأسواق الناشئة الذي انخفض 0.8 في المئة. وأغلق المؤشر التركي منخفضًا 4.7 في المئة عند 75895.26 نقطة.

وقال ألتان ايدن المحلل لدى جارانتي للأوراق المالية quot;تسارعت المبيعات، لأن رئيس الوزراء لم يطلق رسائل معتدلة متوقعة، ولم يغير موقفهquot;.

أردوغان مصمم على إنجاز مبنى تاريخي
إلى ذلك، أعلن أردوغان الخميس في تونس أن أجانب وquot;متورطين في الإرهابquot; شاركوا في الصدامات التي تشهدها بلاده، مؤكدا انه سيمضي في انجاز مشروع بناء في اسطنبول، كان وراء موجة الاحتجاجات ضد حكومته. وقال اردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي علي العريض quot;هناك متطرفون وجهات مغالية (..) بينهم من تورّط في الارهابquot; شاركوا في اعمال العنف.

وتابع quot;كما تعلمون وقع هجوم ضد السفارة الاميركية في تركيا، ومنتسبو تلك المنظمة الارهابية (التي قامت بالهجوم) متواجدون على الساحة (في تركيا) وعلى (مواقع) التواصل الاجتماعي، وقد تم الكشف عنهم، وكل شيء عنهم معلوم لدى المخابراتquot; التركية.

وأضاف ان أجهزة الأمن التركية اعتقلت سبعة اجانب شاركوا في اعمال العنف التي تشهدها البلاد. وقال quot;سبعة اجانب اعتقلوا، احيل ستة منهم الى النيابة العامة، وواحد موقوف وهناك بحث لمعرفة من هم، ومن اين اتوا، وكيف جاؤوا، وكيف شاركوا في هذه الاعمالquot;.

ونفى اردوغان في اجابته عن سؤال طرحه صحافي تركي ان يكون الاجانب السبعة المعتقلون quot;يحملون جوازات دبلوماسيةquot;، قائلًا quot;هذا لا اساس له من الصحةquot;. واكد اردوغان انه سيمضي في اتمام مشروع بناء quot;ثقافي تاريخيquot; في إسطنبول، كان وراء موجة الاحتجاجات ضد حكومته.

وقال quot;سنقوم بإتمام هذا المشروع، البيئة لا تعني الأشجار فقط، البيئة تعني التاريخ والثقافة، هذه العناصر كلها متكاملةquot;. واضاف ان quot;الدفاع عن البيئة لا يكون بقلع الارصفة وحرق المباني او تكسير محطات الحافلات وسيارات المواطنين، فكل هذا لا يتصل البتة بالوعي البيئيquot;.

وقال quot;أنا استثني المواطنين المهتمين بالبيئة، وأدعو هؤلاء الى الحفاظ على البيئة والبلدquot;. وأقر رئيس الحكومة التركية بافراط قوات الامن التركية في استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وأوضح أن quot;الامر يتعلق بالغاز المسيل للدموع المفرط فيه، وقد اعتذرنا عن ذلك وعبرنا عن اسفنا عن ذلكquot;.

وأضاف quot;ما من مكان في العالم بما فيه الدول المتقدمة لا يستخدم فيه الغاز المسيل للدموعquot;. وتابع quot;يجب ان نؤكد ايضا انه لا يمكن الحصول على أي حق خارج الاطار القانونيquot;. وقال متوجها بالخطاب الى مواطنيه quot;إذا اردتم ان تجتمعوا وتتظاهروا فهناك ساحات عامة محددة: يمكن ان تتظاهروا هناك، وإذا اردتم ان تقوموا بالمسيرات فهناك أماكن محددة لذلكquot;.

ومضى يقول quot;لكن ان يقول اناس نحن نقوم بالمظاهرات حيثما نشاء ونقوم بما نشاء من هدم ودمار وخراب، فهذا لا يمكن ان نسمح بهquot;. وأضاف quot;حزبنا (العدالة والتنمية) حصل على 23.5 مليون صوت (في الانتخابات) اي 50% من اصوات الشعب (..) ونحن لم نقم بالزجّ بمؤيدينا الى الشوارع، فقد ناضلنا، وكافحنا دائما في اطار القانونquot;.

وأضاف quot;نحن حكومة لدينا قرابة 330 نائبا في البرلمان، ونحن لن نسمح بتسلط الاقلية على الاكثرية (...)، لكن لا يمكن ان نقبل ايضا بتسلط الاكثرية على الاقليةquot;. وختم اردوغان حديثه بالقول quot;الآن ما نفعله هو حماية حقوق الأكثرية، وحماية المشهد الجمالي لاسطنبول، وهكذا نمضي في اعمالناquot;.