اثينا: تصل المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الجمعة الى اثينا لتكريس اسبوع مهم بالنسبة الى الحكومة اليونانية التي نجحت بالعودة الى الاسواق المالية بعد غياب اربع سنوات بسبب الازمة المالية والتقشف المالي.ويمكن ان تشدد ميركل التي تقود الاقتصاد الاول في اوروبا، على ان هذا هو ثمن النهوض الاقتصادي، وهي منذ بدء الازمة اليونانية من انصار تقشف مطلق يبدو انه اعطى ثماره.والخميس اصدرت اليونان سندات دين للمرة الاولى منذ 2010 جرى الاكتتاب بها ثماني مرات على الاقل، مما اتاح بيع ما يوازي 3 مليارات يورو من السندات لخمس سنوات مرفقة بفائدة 4,75%.وقال مصدر من سوق المال ان المستثمرين كانوا بنسبة 47% من بريطانيا و7% من اليونان و31% من سائر دول اوروبا و15% من سائر دول العالم.

ويعتبر اصدار السندات نجاحا غير متوقع في بلاد لا تزال وكالات التصنيف الائتماني تعتبرها في فئة السندات الخطيرة.وكتبت صحيفة quot;دي تسايتquot; هذا الاسبوع quot;ان المستشارة الالمانية يجب ان تقول لاثينا +كما ترون ايها اليونانيون لقد كانت مرحلة صعبة لكن الوضع ينطلق من جديد+quot;، معتبرة ان خطاب ميركل سيكون quot;اشارة قويةquot; قبل شهر على موعد الانتخابات الاوروبية في ايار/مايو.وكان وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله صرح في مؤتمر صحافي الاحد ان quot;النتائج الاقتصادية الاخيرة في اليونان تثبت ان الطريق الذي سارت عليه هو الطريق الصحيحquot; للخروج من الازمة المالية. وكان يتوجه خصوصا الى الراي العام الالماني الذي اعترض احيانا على المليارات التي انفقت على اليونان.

ومن المفترض ان تعرض ميركل التي تصل بعد الظهر الى العاصمة اليونانية اراءها امام مجموعة من رجال الاعمال الشبان قبل ان تشارك في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني انتونيس ساماراس.وشهدت الزيارة الاخيرة لميركل في تشرين الاول/اكتوبر 2012 تظاهرات لعشرات الاف المعارضين لاجراءات التقشف التي دعت اليها المستشارة الالمانية التي لا تتمتع بشعبية في اليونان.وبعد ان شهدت العلاقات توترا شديدا بين البلدين في اوج الازمة، عادت وتحسنت، وشجعت ميركل التي اشادت بتضحيات الشعب اليوناني، ساماراس على مواصلة الاصلاحات، وذلك خلال زيارته الى برلين في تشرين الثاني/نوفمبر.

ومن المقرر ان يتظاهر مؤيدو سياسة بديلة لليونان واوروبا في مكان بعيد عن البرلمان الجمعة لان وسط المدينة سيشهد انتشارا امنيا كبيرا وسيحظر على المتظاهرين التواجد فيها وهو اجراء روتيني عند كل زيارة لمسؤول اوروبي كبيرويدعو اليسار المتطرف بقيادة حزب سيريزا والذي حل بالتساوي مع حزب ساماراس في استطلاعات الراي الى التنديد بquot;زيارة دعم للحكومة اليونانية وسياستها المدمرة قبل الانتخاباتquot;.وقال اليكسيس تسيبراس زعيم سيريزا ومتصدر قائمة مرشحي اليسار في الانتخابات الاوروبية الخميس quot;كل استطلاعات الراي تظهر ان ميركل وسياستها تثير معارضة غالبية اليونانيينquot;.

والمانيا التي تؤيد نهجا صارما للغاية في الموازنة لا تزال مرتبطة بالكارثة الاقتصادية والاجتماعية التي عانى منها اليونانيون: بطالة بنسبة 27,5% وهي الاعلى في اوروبا وخسارة ربع اجمالي الناتج الداخلي على مدى سنوات من الركود وتراجع عائدات الاسر بمقدار الثلث بين 2007 و2012 وهي النسبة الاكبر داخل دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بينما يهدد الفقر قرابة ربع الاسر.وتحصل اليونان على مساعدات من شركائها الاوروبيين ومن صندوق النقد الدولي وحصلت على قروض بقيمة 240 مليار يورو مقسمة على خطتي انقاذ.وتامل البلاد بالاستغناء نهائيا عن الخطتين في 2016. وفي ذلك العام من المفترض ان تعود الى النمو. لكن وعلى الرغم من فائض اولي في الموازنة في 2013 الا ان الدين لا يزال يبلغ 177% من اجمالي الناتج الداخلي.وهذا الوضع الهش يثير مخاوف من اعادة هيكلة الدين او اعداد خطة انقاذ ثالثة وهما مسالتان سيكون لالمانيا فيهما راي غالب.