قال خبير في الشؤون الآسيوية إن زيارات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى سنغافورة والصين وإندونيسيا، تهدف إلى الاستفادة من تجارب هذه الدول في النمو الإقتصادي، مشيراً إلى أن السيسي يحاول جاهداً تحقيق خط اقتصادي واضح، اعتماداً على الذات. وقال إن الصين لديها اهتمام بضخ استثمارات في السوق المصرية، لاسيما أن بكين تعتبر القاهرة ركيزة أساسية في احياء مشروع "طريق الحرير البحري".

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جولة إلى دول آسيوية، هي سنغافورة والصين وأخيراً إندونيسيا، بهدف البحث عن فرص استثمارية، ودعم اقتصاد بلاده الذي يعاني من التعثر. وقال رئيس القسم العربي بوكالة الأنباء الصينية "شنخوا"، محمد مازن، إن زيارات السيسي إلى الدول الآسيوية الثلاث، ذات أهداف اقتصادية بالمقام الأول. وأوضح أن السيسي يحاول استنساخ التجربتين السنغافورية والإندونيسية في النمو الإقتصادي، وما يخص المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مشيراً إلى أن زيارة السيسي إلى الصين ذات طبيعة خاصة، وأهداف متعددة، لاسيما أن الصين من الدول الكبرى، ولها ثقل سياسي واقتصادي واضح على المستوى العالمي.
&
وأضاف مازن لـ "إيلاف" أن زيارة السيسي إلى الصين، تهدف إلى تعزيز التعاون والشراكة الاستيراتيجية التي وضعت لبنتها الأولى أثناء زيارة الرئيس المصري للعاصمة بكين نهاية العام الماضي، لافتاً إلى أن الصين تسعى إلى زيادة استثماراتها في الخارج، ولاسيما مصر، في أعقاب افتتاح قناة السويس الثانية، والبدء في إنشاء محور تنمية قناة السويس، الذي يتضمن مشروعات ضخمة سواء موانئ أو أسواق أو مصانع ضخمة.
&
الاستفادة من تجربة الصين
ولفت إلى أن السيسي يسعى إلى الإستفادة من تجربة الصين في إنشاء المناطق الصناعية الخاصة، منوهاً بأن الصين لديها أربع مناطق خاصة، هي ما صنعت نهضتها الاقتصادية بالأساس. ونبه إلى أن هذه المناطق الصناعية الخاصة، استطاعت الحد من مخاطر الأزمة المالية العالمية في العام 2008.
وأشار إلى أن الصين تعتبر أن محور تنمية قناة السويس مهمة بالنسبة إليها، لأن المشروع سيكون مكملاً لمبادرة أطلقتها بكين وتعرف باسم "طريق الحرير البحري"، الذي يربط العالم كله اقتصادياً، من خلال إشراك 50 دولة فيه.&
ونبه إلى أن الصين على قناعة تامة بأن قناة السويس تشكل نقطة محورية ومهمة في احياء مشروع طريق الحرير، متوقعاً أن تضخ استثمارات كبيرة في المشروع المصري الجديد.
&
وأيضا الصين مستفيدة
وقال مازن أيضاً إن الصين تحاول الاستفادة أيضاً من موقع مصر الجغرافي المتميز، باعتبارها بوابة أفريقيا، مشيراً إلى أن الصين تسعى إلى الإستفادة من الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعتها مصر مع دول أفريقيا مؤخراً، منها اتفاقية التجارة الحركة بين التكتلات الافريقية.
واعتبر الخبير في الشؤون الصينية، أن السيسي اهتم في زياراته الآسيوية بعقد لقاءات مع رجال الأعمال، ورؤساء الشركات الكبرى، وكان لافتاً أن أول لقاء له في الصين كان مع رئيس شركة هواوي للإتصالات، وأوضح أن السيسي يسعى إلى جذب استثمارات إلى قطاع الاتصالات في بلاده، لاسيما أن شركة هواوي تعتبر شركة صاعدة عالمياً، ولديها استثمارات في مختلف الأنحاء، مشيراً إلى أن هذا القطاع في مصر، يعاني مشاكل ضخمة، دفعت الشباب المصري إلى طلاق ما يعرف بـ"ثورة الانترنت" ضد ضعف البنية التحتية وضعف شبكات الإنترنت وبطء السرعة.
&
زخم للاتفاقيات
وقال إن زيارة السيسي للصين، أعطت زخماً وحيوية للإتفاقيات التي وقعت بين القاهرة وبكين في زيارته السابقة، لاسيما أن الفترة الأخيرة شهدت تباطؤا في التواصل بين المسؤولين في البلدين، للبدء في اتمام المشروعات المتفق عليها، ومنها مشروع مد خط سكة حديد يربط القاهرة بمدينة السادس من أكتوبر، وانشاء مصنع لشركة "أفيك" الصينية، الذي توقف من دون ابداء اسباب.
ونبه إلى أن الرئيس المصري سعى أيضا ً إلى الإستفتاء من تجربة الصين الزراعية، لاسيما أن السيسي لديه طموح في استصلاح وزراعة مليون فدان.
وأفاد بأن المنطقة الصناعية الصينية في شمال غرب السويس، تعاني مشاكل وخلافات بين القاهرة وبكين، موضحاً أن "العمل فيها يسير ببطء، وهناك خلافات بسبب البيروقراطية والفساد"، ولفت إلى أن السيسي طمأن الصينيين إلى أن سوف يتولى تذليل العوائق أمام رجال الأعمال.
&
تقريب وجهات النظر
سياسياً، قال مازن إن ثمة تطابقا في وجهات النظر الصينية المصرية حول الكثير من الملفات السياسية الدولية، موضحاً أن بكين والقاهرة لديهما رؤية واحدة في ما يخص الحرب على الارهاب ومواجهة تنظيم داعش في منطقة الشرق الأوسط، ونبه إلى أن هناك تطابقا أيضاً في ما يخص الملف السوري، ولفت إلى أن هناك اختلافا في وجهات النظر في ما يخص الملف اليمني، ونبه إلى أن الزيارة ساعدت على تقريب وجهات النظر بين البلدين في هذا الشأن.
&
ووفقاً لدراسة أصدرتها جمعية رجال الأعمال المصريين، فإن انضمام مصر إلى طريق الحرير البحري، من شأنه تنشيط التجارة الداخلية والخارجية مع دول أعضاء الاتحاد، خصوصاً في ظل ظهور الإشارة مجدداً إلى فكرة أن "مصر مركز وركيزة لطريق الحرير الجديد"، ما جعل الرئيس الصيني يطرح مبادرة لإحيائه من خلال مصر وعضوية 50 دولة يمر فيها الطريق، ورحّب الرئيس عبدالفتاح السيسي بالفعل خلال زيارته إلى الصين، ديسمبر الماضي، بالمبادرة، لحاجة مصر إلى الاستثمارات الخارجية الكبيرة في هذه المرحلة، خاصة في ظل المشروعات العملاقة التى يتم إقامتها حالياً ضمن مشروع محور قناة السويس.
ودعت الدراسة الحكومة المصرية إلى أهمية الإسراع في إقامة مشروعات لوجيستية ومناطق لخدمات السفن والصناعات المتعلقة بالنقل البحري على طول محور قناة السويس لتعظيم الاستفادة من طريق الحرير الصيني وقناة السويس الجديدة في تنشيط حركة التجارة مع دول العالم.&
&
ولفتت إلى أهمية التركيز على مشروعات تخزين ونقل الحبوب، حيث سيؤمن مشروع صوامع دمياط مخزون مصر الاستراتيجي من الحبوب للسنوات المقبلة، بالإضافة إلى الاهتمام بإقامة المناطق الصناعية على محور القناة وغيرها من المشروعات العملاقة التي ستُحدث نقلة نوعية فى منطقة قناة السويس خلال السنوات العشر المقبلة. وطالبت الدراسة بالاهتمام بأنشطة منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري في السويس المقامة بمشاركة الاستثمارات الصينية، مؤكدة أن تلك المشروعات لها أهمية كبيرة في خلق ركائز قوية لطريق الحرير البحري في صورته المعاصرة، بما يعود بالمنافع على مصر والصين.
&

&