إستطلاع quot;إيلافquot; المصغر.. ورسائل لا تملك إلا أن تصل
سعوديون يرون في أوباما ضيفاً ثقيلاً لن يُحدثَ التغيير

إقرأ أيضاً:
الإعلان عن السفير الأميركي في السعودية.. quot;لم يتحدّدquot;
اوباما والإنحناءة للعاهل السعودي

أحمد البشري من الرياض: لا حديث يعلو الأوساط السعودية، فوق الحديث عن أوباماالضيف الثقيل ( كما وصفه أحدهم)، وإن كان آخر قد وصفه بخفيف الظل، أو صاحب الوجه الأكثر قبولاً على الشاشات السياسية كما يقول آخر.

خامس يتمنى من أوباما، وهو صاحب الكاريزما السياسية المؤثرة، أن يركز كثيرا على الجوانب الاقتصادية،خصوصا وهو يزور أهم بلد اقتصادي في الشرق الأوسط، (والكلام له أيضاً) لان الحديث عن القضايا الأخرى - إيران- الصراع العربي الإسرائيلي- وغيرها من المواضيع التي ينادي بها الكثيرون، أمر لا يمكن ان تحله زيارة مدتها يوم واحد. الناس أصبحت تعاني من الأزمة الاقتصادية أكثر مما تعانيه من إيران وإسرائيل.

سادسٌ يقول نريد أوباما وهو يرتدي بدلة الاقتصادي، وليس بدلة المنقذ التي فشل العشرات على مدى الخمسين عاما الماضية في ارتدائها.والعشرات غيرهم، شاركوا في استطلاع مصغر أجرته إيلاف على الشارع السعودي، بكافة أطيافه وألوانه،والحديث دائماً للبسطاء بعيداً عن مؤامرات يراها المحللون، وأرقام يسوقها الاقتصاديون، وآمال يعلقها الكثير، كما شمل إقامة منبر الذين لا منبر لهم، حيث الرسائل لا يمكنها إلا أن تصل للآخرين، وربما لمن يهمه الأمر فيما بعد.

الحقيقة أن السعوديين والعرب بشكل عام، كما تشير نتائج استطلاع إيلاف المصغر، والذي شمل 83 عينة عشوائية، عن طريق المقابلات الشخصية، والرسائل القصيرة، والبريد الإلكتروني وشملت بعض الجنسيات العربية المقيمة في العاصمة الرياض، طرحت فيها إيلاف ثلاثة أسئلة مع مساحة حرة لإرسال رسالة مباشرة لإوباما، رئيس أكثر الدول نفوذا، وسلطة، واقتصادا، وعدةُ وعتاد.

وتظهر غالبية المُستطلعين وبنسبة 47% عدم تأييدهم لزيارة أوباما، مقابل 30 % يبدون تأييدهم لهذه الزيارة التي تعد الزيارة للرئيس الأميركي يزور فيها دولة عربية منذ توليه سدة الحكم بداية العام الحالي، بينما أجاب 23 % بعدم اهتمامهم لأمر الزيارة، التي عدها البعض مجرد عرض إعلامي، سيجني من ورائه أوباما الكثير من المكاسب التي لا يعرفونها.

فيما جاءت (لا) كبيرة، مرة أخرى وأكبر من سابقتها عند طرحنا للسؤال: هل تتوقع أن تحدث زيارة أوباما للرياض أي تغييرات في المنطقة، حصدت 67% تشير إلى أن هذه الزيارة لن تحدث تغييرات في خارطة الأحداث الحالية، وفي الشرق الأوسط تحديداً، أكثر مناطق العالم نزاعاً وقلقلة، وجاءت (نعم) هذا السؤال على استحياء بـ 7%، ليعلق أحدهم، (أميركا هي أميركا)، وأجابت النسبة الباقية بعدم اهتمامهم مجدداً بالزيارة وجدواها، حيث أجاب 26% بـ لا أهتم، وتركوا المجال للتخمين.

45% من السعوديين أجابوا على (ماذا تنتظر من زيارته للرياض) ينتظرون من الرئيس أوباما الالتفات لقضايا الشرق الأوسط، والنزاعات المستمرة في فلسطين والعراق، وهو انتظار يحمل أمل السعوديين في استقرار الجيران، 13% ذهبوا بحديثهم إلى الجار البعيد إيران، إذ ينتظر هؤلاء من اوباما كبح التوسع الإيراني، والخطط النووية التي تتشدق بها طهران، و28% يتمنون حلولاً اقتصادية أكثر جدوى لهم وللعالم من حولهم.

هناك 14% غابت عن السؤال الأخير، وسُجلت في خانة (أخرى)، مع مساحة فارغة ابتدأت بـ (أذكرها)، لنترك المجال لإرسال حزمة من الرسائل القصيرة، تحكي همّ الشارع، قلق الباعة من انخفاض الأسعار، خوف الآباء من تردي الأحوال الأمنية، ولوم المتشددين لاستضافة كافر في بلاد المسلمين.

وتنوعت الرسائل ما بين قصيرة، ما إن تبدأ حتى تنتهي، وأخرى يمكن تصنيفها ضمن المعلقات، حيث قال أحدهم quot; أتمنى يتركنا في حالناquot;، وآخر quot; نحن لا ننتظر منه شيئا، هو من ينتظر منا ومن أموالناquot; آخر تمنى من أوباما إطلاق معتقلي غوانتنامو قبل حلول شهر رمضان، ثلاثة أجابوا بأنهم ينتظرون من أوباما الخروج من العراق وأفغانستان مباشرة، ودفع تعويضات للعراقيين.

وإذا ما كانت غالبية الرسائل تحمل طابعاً جدياً، فأن هناك من آثر التهكم والإثارة، فكتب أحدهم quot; يبدو أني سأنتظر أكثر مما يجبquot;، آخر بالطريقة ذاتها ذكر أنه مل الانتظار في كل مكان، في صف الخباز، وعند الطبيب، وفي صالات السفر، لذلك قرر أن لا ينتظر.

إحدى المشاركات كتبت: quot;أخشى على أوباما أن يتوه في التفاصيل مع مرور الوقت. أخشى أن يسقط في حفرة الصراع، وتحسين الصورة، ويترك القضايا الأساسية التي ينتظرها العرب والمسلمون منه تحديداً، نحن نبحث عن حريات حقيقية، وليست زائفة في كل الدول العربية، نبحث عن حقوق الأطفال، والنساء، والرجال، ننتظر الكثير من اوباماquot;.

آخر يقول: quot; لا أتوقع الكثير من اوباما لأن أميركا دولة مؤسسات ولها سياسة تخدم مصالحها بالدرجة الأولى ولا تعتمد تلك السياسات طويلة الأمد على تغيير رئيس. بالطبع الدول الكبرى لن تهتم، لكونها قوية. لكن دول مثل العالم العربي سيهتمون أكثر به أملا في زيادة دعمه المالي والمعنويquot;.

رسائل أخرى تُركت فارغة، ربما اعتراضا من أصحابها على ضيق المساحة، أو ضيق الوقت، أو ضيق السؤال والحال، وهو ما يجعل لزيارة أوباما أبعاداً حقيقية، سيتابعها الصغير والكبير في العاصمة السعودية الرياض.