100 شاب سعودي يتنافسون على حلق رؤوس الحجاج بمنى
116 شاباً وشابة يتطوعون للسنة الثالثة في خدمة ضيوف الرحمن
أحمد صبري و محمد الزايد من مكة المكرمة : نذر عشرات الشباب والشابات السعوديين أنفسهم كمتطوعين في موسم الحج لخدمة ضيوف الرحمن في أكبر تجمع بشري في العالم تشهده مكة المكرمة والمشاعر المقدسة هذه الأيام في صورة تكثف شعار quot;مملكة الإنسانيةquot; قولاً وفعلاً. سمير برقة الحسني، شاب سعودي في العقد الرابع من العمر يقود نحو 116 شابًا وفتاة في رحلة سنوية إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة للسنة الثالثة على التوالي لتقديم خدمات مختلفة لحجاج بيت الله الحرام من بينها الإشراف على التغذية والنظافة والإشراف على الثلج المستعمل في الحج، وغيرها من تفاصيل رحلة الحج. يقول الحسني إن فكرة المنتدى ببساطة هي محاولة quot; فتح قنوات الحوار وتقبل الآخر واحترامه في جو من الحريةquot;، وتقديم الفرصة لمن يملك الوقت للتطوع به في خدمة الآخرين. في الموسم الحالي بدأ الشباب الذين أطلقوا على مهمتهم (تعارف) بتقديم خدماتهم لمجموعة الخدمة الميدانية رقم 13 لحجاج نيجيريا، والتي تتضمن قرابة 6500 حاج، ومجموعة الخدمة الميدانية 39 لحجاج لبنان والتي تتضمن قرابة 5000 حاج.

تخصص هؤلاء الشباب البالغ عددهم 20 شابًا في استلام 70 حافلة وتوزيعها ووضع الملصقات عليها وتقديم الخدمة من داخل المشاعر المقدسة في ما يتعلق بشؤون النظافة والخدمة المباشرة للحجيج كتوزيع المياه والشاي، في حين انقسمت مهمات الفتيات إلى يومين رئيسين، الأول كان في الخميس الماضي بزيارة ميدانية قامت بها 25 فتاة في أربع مجموعات لزيارة الحاجات في مساكنهن والقيام بالإشراف السكني وذلك بتعبئة الاستمارة الحكومية المعدة لمتابعة مساكن الحجاج والتي سترفع لاحقاً لوزارة الحج، وهي تتضمن التأكد من عدم وجود مشاكل التكدس والتأكد من حالة دورات المياه وأماكن النوم وغيرها من الأمور المتعلقة بالسكن.وقامت متطوعات سفراء التوعية الصحية التابعات للأكاديمية الدولية للعلوم الصحية للفتيات بإعطاء محاضرة صحية للحاجات، وقمن كذلك بتقديم كمامات ومناديل طبية وتوزيع هدايا متعلقة بالحج كالمظلات والحقائب وتوزيع مطويات وزارتي الحج والصحة باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية ولغة الهوسة، وقمن كذلك بتوزيع ألف وجبة سريعة على أربعة مساكن. بينما سيكون اليوم الثاني لهن عبارة عن معايدة وخدمة الحاجات في ثاني أيام عيد الأضحى داخل المشاعر المقدسة.
مئة حلاق وحلاق
شارك مجلس التدريب التقني والمهني في منطقة مكة المكرمة أمس في مشعر منى بمجموعة شباب سعوديين متدربين ومتخرجين من قسم الحلاقة بلغ عددهم 100 شاب، ثلاثة منهم يشاركون للمرة الأولىمن خارج منطقة مكة، وهم اثنان من معهد التدريب المهني في منطقة جازان وواحد من مهني منطقة الأحساء، يعملون على حلاقة رؤوس الحجاج بقيمة 15 ريالا للحلاقة بالموس، و10 ريالات للحلاقة بالماكينة الكهربائية.
ويعود ريع الحلاقة لمصلحة كل طالب منهم حسب اجتهاده وعدد الرؤوس التي حلق لها.
قال الطالب رفعت عمر، متخرج من المعهد ضمن دفعة عام 1426 تخصص حلاقة ويشارك للسنة الخامسة على التوالي، إنه بدأ في حلاقة رؤوس الحجاج منذ الساعة الثانية عشرة مساء أول من أمس. وأضاف أن عدد الحجاج الذين حلق لهم وصل إلى قرابة 95 حاجا، مشيرا إلى أن هذا العمل يوفر له دخلا جيدا كونه مازال عاطلا عن العمل.
فيما أكد زميل دفعته علي الهواري أن هذه المشاركة هي الثالثة بالنسبة له، وأنه استطاع أن يحلق لعدد 70 حاجًا حتى أمس، مشيرًا إلى أنه بدأ الحلق للحجاج منذ ليلة أول من أمس وحتى ظهر أمس. ولا يزال مستمرًا في تحقيق رقم تنافسي مع زملائه يتيح له إدخال أكبر مبلغ يمكن توفيره حيث إنه يعود لصالحه شخصيا.
والتقط خيط الحديث زميله إبراهيم الحمد القادم من معهد مهني الأحساء ليؤكد أنه أول طالب تتاح له فرصة المشاركة من خارج منطقة مكة المكرمة منذ 13 عامًا مضت إضافة إلى اثنين من زملائه من معهد مهني جازان، حيث كانت كل المشاركات السابقة لطلاب منطقة مكة المكرمة.
وقال إنه من خريجي عام 1428 وإنه تمكن حتى لحظة لقائنا به من الحلق لأكثر من 100 حاج، مضيفًا أنه يعمل مدربًا بمهني الأحساء في قسم خدمة المجتمع. ووصف الحمد مشاركته بالمنافسة الشريفة بينه وبين زملائه، مؤكدًا أنه أول شاب سعودي يفتتح محل حلاقة خاصًا به في منطقة الأحساء كلها.
من جانب آخر، أوضح مدير المعهد المهني الصناعي في مكة المكرمة حمود الحربي، أن مجلس التدريب التقني والمهني في منطقة مكة المكرمة شارك هذا العام بمجموعة من المتدربين والخريجين من قسم الحلاقة في مشعر منى والبالغ عددهم 100 متدرب سعودي وذلك لإجراء عمليات الحلاقة للحجاج بكافة أنواعها إما بالموس أو الماكينة أو التقصير وذلك بأسعار ثابتة تبلغ 15 ريالا للموس و10 للماكينة. كما تم توحيد زي المشاركين كافة والخاص بمعهد التدريب، مؤكدا أن الدخل الذي يحصل عليه كل مشارك يعود له شخصيا حيث كان أقل دخل في العام الماضي للمشارك 3000 ريال، وأعلى دخل بلغ 6000 ريال وذلك حسب عدد الرؤوس التي يتمكن كل شاب من الحلاقة لها.
وعلى صعيد متصل، قامت أمانة العاصمة المقدسة أمس بتجهيز حوالى 22 موقعا للحلاقة تحوي 2300 كرسي مجهزة وموزعة في مشعر منى. وتركز أغلبها حول جسر الجمرات. كما أطلقت الأمانة هذا العام لأول مرة حملة (الحلاقة الآمنة)، وذلك منعا لانتشار الأمراض المعدية التي تنتشر بواسطة أمواس الحلاقة كالإيدز والكبد الوبائي وغيرها من الأمراض الخطرة، بالإضافة إلى تركيزها على الجانب التوعوي والإرشادي.
وأوضح مدير عام صحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد أمين هاشم أن الأمانة قامت هذا العام بإطلاق مبادرة جديدة تطبق للمرة الأولى في مشعر منى وهي حملة الحلاقة الآمنة التي سبق أن طبقت في صالونات الحلاقة في مكة المكرمة والتي تدعو إلى تعزيز ثقافة استخدام الأدوات الشخصية لكل شخص في الحلاقة، وهو ما دفع الأمانة إلى اعتمادها في موسم حج هذا العام، حيث جهزت الأمانة بالتعاون مع ثلاث شركات كمية تتراوح بين 50 ألفًا و100 ألف كيس للحلاقة، يحوي كل كيس فرشاة حلاقة وموسًا تستخدم لمرة واحدة فقط، بالإضافة إلى مشط.