بمجرد أن وصل محمود داهود المحترف السوري في أوروبا إلى معكسر منتخب بلاده الذي كان يستعد لملاقاة ميانمار في تصفيات التأهل لمونديال 2026، وهو لم يكن على قناعة بأن الأجواء تناسبه، وتحديداً فكر الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر، وبالطبع غادر المعسكر المقام في السعودية في مشهد صادم، حيث كانت الآمال معقودة عليه لتشكيل الإضافة الحقيقية للمنتخب السوري الذي يحلم بمواصلة مشوار التأهل للمونديال وتحقيق حلم الملايين من أبناء الشعب السوري.

التفاصيل لاحقاً
اتحاد الكرة السوري، أكد أنه سوف يكشف تفاصيل مغادرة داهود للمعسكر في وقت لاحق، ولكن التسريبات القادمة من المعسكر، وهي لم تتأكد بعد، تشير إلى أنه داهود ذهب للمعسكر ومعه بعض الأقارب، ومن بينهم شخص حاول أن يفرضه كضابط أمن للمنتخب، أو ربما "بودي غارد" له، مما تسبب في فوضى كبيرة، وفي نهاية المطاف غادر المحترف الذي لم يتصرف بطريقة محترفة.

الغرور أم غياب الاحترافية؟
قصة داهود مكررة في عالمنا العربي، ولكن لها أكثر من وجه، فهناك المحترف العربي الذي يتعامل بنوع من التعالي مع منتخب بلاده، وهو الأمر الذي يبدو أنه ينطبق على داهود، إلا إذا كانت هناك خبايا لا نعلمها.

أما النوع الثاني مثل محمد صلاح، فهو الذي يواجه معاناة أكبر، لأنه يتعامل باحترافية ولكنه لا يجد اتحاد الكرة في بلاده، أو منتخب بلاده، على نفس الدرجة من الاحترافية التي يراها ويعيشها في ملاعب أوروبا، وبالطبع يفعل كل ما يستطيع تجنباً للمشاكل والخلافات، فيما يميل معسكر داهود إلى الانسحاب من المشهد سريعاً، لأنه لا يملك ما يكفي من الدوافع للدفاع عن قميص منتخب بلاده، وأكرر.. إلا إذا كانت هناك حقائق لا نعلمها حتى الآن في ملف داهود.

القصة انتهت قبل أن تبدأ
أعتقد أن قصة داهود مع منتخب سوريا انتهت قبل أن تبدأ، وهو موقف يبعث على الحزن، خاصة أن سوريا لا تملك عدداً كبيراً من المحترفين في أوروبا، وداهود يملك خبرات جيدة، فقد عاد اللاعب البالغ 28 عاماً إلى الدوري الألماني عبر بوابة شتوتغارت في شباط (فبراير) قادماً من برايتون الانكليزي على سبيل الإعارة، بعدما سبق له أن دافع عن ألوان ناديي بوروسيا مونشنغلادباخ وبوروسيا دورتموند.

بدأ داهود، العاشق في طفولته للفرنسي زين الدين زيدان، مسيرته الاحترافية مع مونشنغلادباخ في 2014 قبل انتقاله الى دورتموند في 2017.

خاض 141 مباراة مع دورتموند، إلا أنَّ مشاركاته تراجعت مع النادي "الاصفر والأسود" منذ أن خضع لجراحة في كتفه عام 2022، ليتعاقد معه برايتون بصفقة لمدة أربع سنوات.

وخاض اللاعب المولود في سوريا مباراتين مع منتخب ألمانيا، ولكن الفيفا قرر بصفة استثنائية منحه فرصة اللعب لمنتخب سوريا، ولكن القصة التي كان الجميع يترقبها انتهت قبل أن تبدأ، وعلى الأرجح "داهود لن يعود".