ماذا يحدث في ملاعب أوروبا؟ وخاصة اسبانيا التي تغرق في مشكلات عنصرية بملاعب كرة القدم بصورة لافتة، وهذه الآفة سبق أن كافحتها ألمانيا وإيطاليا وكذلك انكلترا، ولكنها لا تزال حاضرة بصورة تدعو للقلق، فالإهانات العنصرية بحق اللاعبين اللاتينيين والأفارقة، وأصحاب "البشرة السمراء عموماً" تتكرر بصورة مخزية، إلى حد أنها أصبحت ظاهرة، وخرجت عن إطار ما يسمى بـ"الحالات الفردية".

براءة كرة القدم
قد يعتقد البعض أن السبب في العنصرية هو التعصب الكروي، وجنون الجماهير التي ترغب في إهانة نجوم الفريق المنافس بأي صورة، ولكن هذا الرأي لا يتصف بالمنطق، لسبب بسيط، وهو أن فينيسيوس لاعب ريال مدريد على سبيل المثال حينما يتعرض للعنصرية، فإن هناك عدد من اللاعبين أصحاب البشرة السمراء في صفوف الفريق المنافس، أي أن العنصرية من هذا الجمهور سوف تكون موجهة للاعبي فريقهم بصورة غير مباشرة.

اليمين المتطرف
على أي حال كشفت إحدى الدراسات لباحثين من المركز الأوروبي لمراقبة العنصرية وكراهية الأجانب، العام الماضي عن استغلال اليمين المتطرف في القارة الأوروبية الشغف بلعبة كرة القدم، لنشر أفكاره ومبادئه العنصرية بين الجماهير في الملاعب، مما جعل اللعبة الشعبية الأولى في العالم مطية للسياسيين العنصريين لتوصيل رسالتهم للعالم، وفي النهاية اللاعب هو الضحية، والقيم الإنسانية يتم طعنها في مقتل، وأين؟ في قارة "الحرية والديموقراطية والقيم الحضارية".

وباء سياسي
لا يمكن أخذ كرة القدم بمعزل عن تفاصيل الحياة في أي بلد، فقد أصبحت أوروبا قارة المهاجرين منذ سنوات، ومع ارتفاع موجات الهجرة، وارتفاع موجات كراهية الأجانب في الدول الأوروبية انتقل هذا الوباء للملاعب بمساعدة الأحزاب السياسية.

بالأمس قرر الاتحاد الاسباني لكرة القدم، أغلاق بعض مدرجات نادي خيتافي بسبب عنصرية جماهيره ضد لاعب إشبيلية ماركوس أكونيا، مع تغريم النادي 27 ألف يورو، والزام النادي بوضع لافتات في المدرجات المغلقة لمناهضة فكرة العنصرية، وإدانة الأفكار التي تتعلق بكراهية الأجانب.

سياسي واجتماعي
ويبدو أن مثل هذه الإجراءات التي يتم اتباعها في ملاعب كرة القدم، وساحات التنافس الرياضي لن تكون كافية أبداً، لأن ملاعب كرة القدم في أوروبا، انما تعكس الفكر الموجود في الشارع، والذي تمت تغذيته عن طريق الأحزاب السياسية المتطرفة التي ترتفع شعبيتها بقوة في الغرب، مما يؤكد أن آفة أو "سرطان العنصرية" أكبر من كرة القدم بكثير.