اقترب النجم المصري محمد صلاح بشدة من الرحيل عن ليفربول نهاية الموسم الحالي، والأمر يتعلق بظروف داخلية في النادي الإنكليزي العريق تجعله يفضل بيع صلاح مقابل ما لا يقل 200 مليون جنيه استرليني، حيث يرحل يورغن كلوب، وهناك مدير فني لا يتمتع بشهرة كبيرة على وشك قيادة ليفربول "عقب نهاية الموسم بالطبع"، وما يهم هذا المدير الفني أن يبدأ العمل مع جيل شاب دون نجوم كبار يفوقونه هو شخصياً شهرة ونجومية.

الصفقة الأكبر في التاريخ
كما أنَّ مبلغ 200 مليون استرليني هو مبلغ لم يحدث من قبل في تاريخ كرة القدم العالمية والإنكليزية بالطبع، فضلاً عن أن صلاح لم يعد صغيراً في العمر، ومن ثم هي فرصة ذهبية لتسويقه في اللحظة الراهنة من وجهة نظر إدارة وربما جماهير ليفربول كذلك، فضلاً عن أن النجم المصري قدم كل ما لديه "وأكثر مما لديه" للنادي طوال سبع سنوات حقق خلالها كل شيء، وضرب جميع الأرقام التهديفية الممكنة (342 مباراة و 209 أهداف).

هل ينجح؟
ولكن يظل السؤال الأكثر تعقيداً: هل ينجح صلاح في السعودية؟ بالطبع هو نجم من العيار الثقيل، بل هو النجم الكروي الأهم في تاريخ العرب دون أدنى شك، ولكن بالرغم من ذلك، يرى كاتب هذه السطور أنَّ احتمالات اخفاقه أعلى من احتمالات نجاحه في الدوري السعودي.. ولكن لماذا؟

الواقعية تدفعنا للتفكير في معوقات النجاح قبل مقومات النجاح، فمقومات النجاح كثيرة ويعلمها الجميع، وعلى رأسها قدرات صلاح الكروية، ورغبة الدوري السعودي في الاستفادة من نجومية صلاح، وبالطبع جماهيرية النادي الذي سيلتحق به، كل هذا يجعله مرشحاً للنجاح، ولكن أين الخلل؟ ولماذ تظل احتمالات الإخفاق ليست بالقليلة؟

تيار إسلام سياسي
أكبر المعوقات أمام صلاح سوف يكون الضغط القادم من "تيار الإسلام السياسي" في العالم العربي، وهو تيار لا يحب صلاح بعد فشله في استقطابه إلى صفوفه، وهو تيار لا يتمنى للسعودية الاستمرار في طريقها النهضوي، وهؤلاء ليسوا بالكيان الضعيف، بل إنهم يسجلون حضوراً مخيفاً عبر منصات التواصل الإجتماعي، وخاصة في عالم "الإعلام الكروي والرياضي"، ولن يدخروا جهداً في تحويل تجربة صلاح في السعودية إلى معاناة حقيقة بما سيروجون له عبر منصات التواصل الاجتماعي.

هل يتحمل ضغوط الجماهير السعودية؟
ثاني المعوقات يتعلق بالحماس الجماهيري الكبير بين الأندية في السعودية، ففي حال التحق صلاح بالهلال على سبيل المثال أو الاتحاد فلن ترحمه جماهير الأندية المنافسة وهو أمر طبيعي، ولكن في حالة صلاح فإن ذلك سوف يشكل ضغطاً كبيراً عليه، لأنه لم يتعود إلا على الاجماع الجماهيري العربي من حوله، ونحن نشاهد كريستيانو رونالدو بعقليته الاحترافية وتجربته الكبيرة عالمياً، ولكنه في بعض الأحيان لا يتحمل ضغوط جماهير الأندية المنافسة للنصر، خاصة حينما يهتفون "ميسي.. ميسي".

تيار مصري
ثالث مسببات الشك التي تحيط بنجاح صلاح في السعودية في حال انتقل لأحد أنديتها هو تيار مصري يرى أن السعودية تتعمد شراء القوة الناعمة المصرية، وبالطبع لن يتردد هذا التيار في الهجوم على صلاح تحت عناوين عريضة منها "هل قررت بيع مصر يا صلاح" وغيرها من الشعارات التي تقال للفنانين المصريين على سبيل المثال حينما يقررون السفر للعمل وعرض أعمالهم في الرياض، فهل يتحمل صلاح كل هذه الضغوط بعد أن كان لا يستمع طوال مسيرته مع ليفربول سوى لأغتيات تمجده وتصفه بـ"الملك المصري"؟

تعرية "أعداء التجربة"
في جميع الأحوال.. كل الأمنيات لصلاح بالنجاح والإبهار في تجربته المقبلة بالدوري السعودي في حال انتقل إلى أحد أنديتها، فهو نجم أسطوري سوف يضيف الكثير لهذه التجربة العالمية، والدوري السعودي بقوته الجماهيرية والإعلامية وكذلك المالية سوف يضيف الكثير لصلاح، ولكن هل تنجح الأطراف كافة في توقع مسببات "الإخفاق" وفضحها وتعريتها؟