صرّح عدد من الخبراء في مجال الإعلام والفن بأنّ ظاهرة التحرش بنجوم هوليوود الأطفال زادت بعد انتشار الإنترنت، وأكدوا أن المتحرّش يختار فريسته بطريقة منظمة وغير عشوائية.


لوس أنجلوس: قد يعتقد البعض أن كشف النجم كوري فيلدمان في كتابه quot;Coreyographyquot; عن واقعة الاعتداء الجنسي التي تعرّض لها عندما كان نجمًا صغيرًا قد أدى إلى توقف تلك الظاهرة وكبح جماحها، لكن مع مرور الزمن أثبت عدد من الخبراء في مجال الإعلام والفن أن التحرش بالأطفال في هوليوود مازال قائمًا بل وزادت الوسائل التي يستغلها المتحرّش أو كما أطلق عليه هؤلاء الخبراء quot;الحيوان المفترسquot; لاصطياد فريسته الصغيرة.

quot;المتحرشون بالفنانين الأطفال في هوليوود متواجدون بكثرة، وربما أكثر من الماضيquot;، هكذا تقول آن هنري، المؤسسة المشاركة في منظمة quot;BizParentzquot; المعنية بمساعدة الأسر التي يعمل أبناؤها في مجالي الفن والترفيه، مؤكدة أن ازدياد ظاهرة التحرش بالأطفال حاليًا يرجع إلى زيادة عدد القنوات الفضائية وانتشار رقعة مستخدمي الإنترنت، الذي أصبح يسمح للمتحرّش أن يتعامل بشكل شخصي مع النجم الطفل والاتصال به من دون عناء.

وأضافت آن هنري قائلة: quot;عادةً لا يختار هؤلاء المتحرّشون أو الحيوانات المفترسة ضحيتهم بطريقة عشوائية، فهم يخططون قبل أن يتحرشوا بأي طفل من أطفال هوليوودquot;، وهو الرأي الذي فسّرته الممثلة الأميركية أليسون آرنغريم، التي سردت تفاصيل تجربتها كضحية للتحرش الجنسي بالأطفال في هوليوود في كتابها quot; Confessions of a Prairie Bitchquot;، وقالت: quot;المتحرش يكون حذرًا جدًا عند اختيار ضحيته، فهو يبحث عن الأطفال الذين تعاني أسرهم من مشاكل على سبيل المثال يكون الوالدان يخططان للطلاق، أو يعانيان من مشاكل الإدمان أو هما ساذجان ولا يهتمان بطفلهماquot;.

وشدّدت آرنغريم على أن هناك بعض الآباء والأمهات الذين يساعدون في أن يتعرّض طفلهم للتحرّش أو الاغتصاب سعيًا وراء الأموال، مشيرة إلى أن تلك العائلات لا تنظر لإبنها الذي يعمل في مجالي الترفيه والفن على أنه طفل له حقوق.

في السياق نفسه، اعتبر بعض الخبراء أن الأسرة أحياناً قد تكون سببًا في انتشار ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال العاملين في هوليوود، إذ قال مصدر لموقع quot;FOX411quot; إنه يعرف إحدى العائلات التي تعرض ابنها لاعتداء جنسي على يد أحد الأشخاص المعروفين في هوليوود لكنها لم تهتم بالواقعة وفضّلت العائلة السكوت خوفًا من تشويه سمعة الجاني وزملائه.

وتعليقًا على واقعة تعرض الممثل كوري فيلدمان للاعتداء الجنسي عندما كان طفلًا صغيرًا يعمل وسط نجوم هوليوود، أوضحت آن هنري، أن ما سرده كوري في كتابه يشير إلى أن عائلته ليست مثالية وأنه كان يفتقد عندما كان صغيرًا للتوجيه والإرشاد، فهو أشار في مذكراته الى أن والدته كانت مدمنة وتعمل عارضة لصالح مجلة quot;بلاي بويquot; الإباحية، وأن والده كان موسيقيًا وكان يشجعه على مرافقته.


واعتبرت آن هنري أن الاعتداء الجنسي الذي تعرّض له كوري فيلدمان، يعود إلى أسباب عدة أهمها عدم اهتمام أسرته به، وأكدت : quot;الأطفال الذين ينشأون في عائلات كعائلة كوري فيلدمان، يكونون في خطر، لأن عائلتهم لا تكون يقظة لهم ولا متابعة لتفاصيل حياتهم في مرحلة المراهقة على سبيل المثالquot;.

الجدير بالإشارة أن الوضع حاليًا في هوليوود مختلف عن الماضي، بعد صدور قانون يحرّم على مرتكبي الجرائم الجنسية من العمل مع الأطفال في مجالي الفن والترفيه، وذلك بفضل تعاون مشترك جمع بين عدد من المنظمات، علمًا أنه يتم السعي حاليًا لإقرار إجراء يشدّد على أخذ بصمات أصابع كل من يعمل مع الأطفال في هوليوود كإجراء وقائي، وهو شبيه بالإجراء الذي يطبق بشكل حصري في كاليفورنيا على المعلمين ومدربي الألعاب الرياضية الذين يتواجدون بشكل منتظم مع الأطفال.