يبدأ التلقيح في الجزائر ضد الإنفلونزا المكسيكيّة الاسبوع المقبل والمطلوب توخي الحذر خصوصًا بعد إصابة 365 ووفاة 10 بسبب الإنفلونزا في الجزائر، وأوضح متحدث باسم وزارة الصحة الجزائرية أنّ اللقاح الذي حصلت عليه الجزائر يدعى أريبانريكس وهو مصنوع من طرف الفرع الكندي لشركة غلاكسوسميتكلاين، وهذا اللقاح بحسب إفادات، غير منشط بمادة إضافية وهو اللقاح الوحيد الذي إختارته منظمة الصحة العالمية، ودافع مسؤولون عن سلامة هذا اللقاح.

كامل الشيرازي من الجزائر :خلافًا لما يحصل في دول عديدة من تفاعلات حوّلت ضجيج الإنفلونزا المكسيكيّة من الفيروس ذاته إلى اللقاح، لا يزال الجزائريون يعيشون على وقع الطوارئ في انتظار بدء عملية التلقيح الأسبوع المقبل، بعدما طال داء (أيه اتش 1 أن 1) 365 شخصًا وتسبب في وفاة عشرة أشخاص في منعطف ينذر ببلوغ المرض مستوى خطرًا، quot;إيلافquot; تابعت جديد الهجمة المكسيكية في الجزائر، وسألت مختصين عن جدوى اللقاح وما يُثار عن انعكاساته السلبية وآثاره الجانبية.

تقول بيانات وزارة الصحة الجزائرية إنّه إلى غاية ديسمبر/ كانون الأول 2009)، جرى إحصاء 365 حالة، بينها 95 حالة جديدة عشية وغداة عيد الأضحى، وبعدما بقيت الإصابات السابقة من دون خطورة، كانت امرأة في الخمسين من العمر ومن منطقة بسكرة (560 كلم جنوبي الجزائر) أول من تتوفى بداء (أتش 1 أن1) إثر تدهور حالتها الصحية وكذلك امرأة من غليزان تبلغ 27 سنة من العمر ومولودها، قبل أن يلحق بهم سبعة اشخاص من فئات عمرية مختلفة.

اللافت، أنّ الحالات الأخيرة تركّزت في الفئة العمرية بين 10 و33 سنة، عدا استثنائين لرجلين في الـ42 والـ74 من العمر، كما كان الأطفال بين 9 و15 سنة الأكثر تواجدًا على اللائحة السوداء، إلى جانب فتيات بين 14 و21 سنة، وثلاثة رضع بين 4 و14 شهرًا، في حين أحصيت سبع حالات لرجال عادوا مؤخرًا من السودان، إضافة إلى ثلاث حالات قدمت من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، في وقت اتسعت الانفلونزا المكسيكيّة لتشمل 27 ولاية جزائرية، بعدما كانت محدودة في بضع مناطق خلال الفترة السابقة، ما دفع السلطات الجزائرية إلى فتح تحقيقات حول تطور الداء المثير للجدل.

حملة التلقيح تنطلق الأسبوع المقبل

بعد تأخر بنحو ثلاثة أشهر، ستبدأ الجزائر حملة تلقيح مواطنيها الأسبوع المقبل(مجتمع محلي قوامه 35 مليون نسمة)، وذكر وزير الصحة الجزائري quot;سعيد بركاتquot; أنه سيتم استلام 20 مليون جرعة للقاح المضاد للانفلوزا (أ/أش1أن1) بعد أيام، وأكد بركات في مؤتمر صحفي أنّ الكمية المذكورة سيتم جلبها على مراحل تمتد إلى غاية شهر آيار/مايو 2010، على أن يجري توفير تسعمائة ألف جرعة من اللقاح بحر الشهر الجاري، في انتظار استلام مليون جرعة خلال شهر كانون الثاني/يناير المقبل، و4 ملايين و 200 ألف جرعة خلال شهر شباط/فبراير، إضافة إلى خمسة ملايين جرعة خلال شهر آذار /مارس وخمسة ملايين أخرى في شهر نيسان/ابريل وأخيرًا ثلاثة ملايين و900 ألف جرعة بعد ستة أشهر من الآن.
وأوضح متحدث باسم وزارة الصحة الجزائرية أنّ اللقاح الذي حصلت عليه الجزائر يدعى quot;أريبانريكسquot; وهو مصنوع من طرف الفرع الكندي لشركة quot;غلاكسوسميتكلاينquot;، وهذا اللقاح بحسب إفادات، غير منشط بمادة إضافية وهو اللقاح الوحيد الذي أختارته منظمة الصحة العالمية، ودافع مسؤولون عن سلامة اللقاح بالإحالة على توصّل المجموعة الاستراتيجية الاستشارية للخبراء التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى كون الدراسات حول تأثيرات هذا اللقاح لم تبرز أي أثر سلبي مباشر أو غير مباشر على الإنجاب والحمل ونمو الجنين والولادة والنمو بعد الولادة، ولاحظت لجنة خبراء جزائرية أنّ حالات استعمال اللقاحات المسجلة غير المنشطة بمواد إضافية تشمل أيضًا المرأة الحامل.
وتقوم خطة التلقيح على البدء بشرائح العاملين في القطاع الصحي والحوامل والأطفال الرضع (أقل من ستة أشهر) والأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة الذين ستُمنح لهم الأولوية، وستتم عملية التلقيح بمراكز معدّة للغرض على مستوى مراكز حماية الامومة والطفولة ووحدات الطب الوقائي بالبلدات ووحدات طب العمل والكشف والمتابعة الطبية وكذلك عن طريق الفرق المتنقلة، في انتظار تفعيل وحدات طبية على مستوى المدارس التي تستوعب لوحدها ثمانية ملايين تلميذ دون احتساب آلاف الأساتذة وعموم المؤطرين والموظفين.

إلى ذلك، أكدت وزارة الصحة الجزائرية أنّ جهاز الوقاية من داء quot;أيه اتش1 أن 1quot; قد أعيد تكييفه وفق توصيات خبراء اجتمعوا بالعاصمة الجزائرية قبل أسبوع، وتبعًا لتلك التوصيات، جرت مراجعة معايير التحاليل والاستشفاء والعلاج والإبقاء في البيت والوقاية على مستوى الأشخاص الذين كانوا على اتصال بحالات إصابة وفق مقاييس محددة قائمة على المعايير العيادية والوبائية، كما تمّ وضع جهاز خاص للتكفل بالحالات الحادة والنساء الحوامل، وجرى للغرض ذاته تجنيد وحدات إضافية للإنعاش عبر مختلف مناطق البلاد للتكفل بالحالات الخطيرة.

وتعليقًا عن الآثار الجانبيَّة للقاح وما طرحه مختصون عن انعكاساته السلبية، شدّد الوزير على أنّ جميع الفئات التي سيتم تلقيحها ستخضع إلى فحوصات طبية قبل اللقاح وإلى المراقبة خلال التلقيح للتأكد من عدم ظهور أعراض جانبية مباشرة وبعد اللقاح من خلال وضع اجراءات خاصة بما اصطلح عليها quot;اليقظة الصيدلانيةquot;، بيد أنّ السلطات لم تشر البتة إلى إلزامية التلقيح من عدمه.

ولإنجاح حملة التلقيح، رفعت الجزائر من عدد المراكز المرجعية المكلفة بالتكفل بالمصابين إلى 156 مركزًا بعدما كانت 110 مركزًا فحسب، فضلاً عن افتتاح 34 نقطة مراقبة، ناهيك عن تجنيد 2051 طبيب بالوسط المدرسي و595 طبيب نفساني و2480 عون شبه طبي.

ويقرّ مسؤولو وزارة الصحة الجزائرية بخطورة الوضع الوبائي حاليًا بعدما قفز عدد الإصابات من 71 إلى 299 في غضون شهر واحد، في ظل الانتشار الرهيب لداء (أتش 1 أن1)، وما ترتّب عن رفض السلطات غلق المدارس والجامعات، أو الحيلولة دون إلغاء موسم الحج، علمًا أنّ 35 ألف حاج جزائري غادروا البلد دون تلقيح ضدّ الانفلونزا المكسيكيّة، ويجرى الاكتفاء بتلقيحهم ضدّ الإنفلونزا الموسمية فقط، ويبدي مراقبون مخاوفًا مما سيرافق عودة هؤلاء، مع الإشارة إلى أنّ الجزائر أشارت إلى إصابة اثنين من حجاجها بالداء في الأراضي السعودية.

وتتوخى الجزائر صرامة أكبر في مراقبة حجاجها العائدين، حيث منعت على أي واحد منهم مصافحة ذويهم وأي احتكاكات حتى يتّم التأكّد من سلامتهم، إلى جانب تكثيفها من عدد الكاميرات الحرارية والاعتماد على فحوص طبية، وتمّ عزل الحالات المشبوهة.

وفي وقت تتداول مصادر غير رسمية أنباءً عن إمرأة حامل فقدت جنينها إثر تلقيحها قبل أيام، يرى الأستاذ quot;سليم جناحيquot; المختص في الأمراض الجرثومية، أنّه لا يمكنه الجزم بوجود مشكلة في اللقاح المضاد للانفلونزا المكسيكية، ويقول إنّه قرأ باهتمام كبير تصريحات الدكتورة سارة ستون عن تأثيرات هذا اللقاح على الجهاز العصبي للإنسان اعتبارًا لما سمته quot;تطعيمًا ملوّثًاquot;، ما يدفع للمطالبة بتجريب اللقاح على الحيوانات أولا، على غرار ما فعلت جمهورية التشيك.

من جانبها، تذهب الأستاذة quot;سعاد منيريquot; إلى حتمية توخي الحذر والتأكّد من فرضية أنّ اللقاح quot;غير سليمquot;، خصوصا وأنّ الحكومة التشيكية لدى اختبارها لقاح فيروس الأنفلونزا الموسمي في فبراير/شباط الماضي على حيوانات المختبر، كانت الصدمة عندما ماتت جميع الحيوانات التي أعطيت اللقاح فجرى التوكيد على الفور بأنّ هناك quot;خطأً هائلاًquot;، حيث تبيّن فعليًّا بأنّ ذاك اللقاح احتوى على الفيروس الحي، على الرغم من أنّ الشركة المنتجة (باكستر) تطبق نظام الحماية البيولوجية المسمى بـ BSL3 (مستوى السلامة الحيوية 3) وهو بروتوكول وقائي صارم كان من شأنه أن يوقف مثل هذا التلوث، ما يدفع إلى التشكيك أيضا في اللقاح المضاد للإنفلونزا المكسيكيّة.

وشكّكت الدكتورة quot;سارة ستونquot; في دراسة منشورة حديثا، في صلاحية لقاح إنفلونزا الخنازير، وتحججت باحتوائه على مادة الثايمروزال (Thimerosal)، وهي مادة حافظة تحتوي على الزئبق الذي هو العنصر المسؤول عن التسمم العصبي الذي يؤدي إلى مرض التوحد (Autism) المعيق في الأطفال والأجنة، كما أفادت ستون في دراستها أنّ احتواء اللقاح المذكور على حقن السكوالين أثناء حملة التطعيم ضد الإنفلونزا المكسيكيّة، سيكون سببًا في إحداث استجابة مناعية مضادة ليس فقط ضد الفيروس المسبب للمرض بل أيضًا ضد مادة السكوالين نفسها لتتم مهاجمتها هي الأخرى من قبل النظام المناعي، تبعا لكون السكوالين يشكل مصدرًا وحيدًا للجسم لإنتاج العديد من الهرمونات الستيرويدية بما في ذلك كل من الهرمونات الجنسية الذكرية والأنثوية. وهو أيضًا مصدر للعديد من مستقبلات المواد الكيميائية التي تنقل الإشارات العصبية في الدماغ والجهاز العصبي، وعندما يتم برمجة الجهاز المناعي لمهاجمة السكوالين فإن ذلك يسفر عن العديد من الأمراض العصبية والعضلية المستعصية والمزمنة.

وقالت ستون أنّه بعد فحص مكونات اللقاح إياه، لاحظت إنّه ينطوي على محاذير:

- الهبوط بمستوى ذكاء وفكر العامة.

- خفض معدل العمر الافتراضي (بإذن الله).

- خفض معدل الخصوبة إلى 80% بشكل أقصى للسيطرة على عدد السكان.