ماكينة إلكترونية حامية تستهدف الشباب
quot;الفيس بوكquot; أوّل ضحايا الانتخابات

صحفات انتخابية على الفايس بوك

تريسي أبو أنطون من بيروت: بينما تتصفّح الصور الجديدة وترصد آخر تحرّكات اصدقائك وبينما تضيف تعليقاتك هنا وهناك، تستوقفك على يمين الشاشة صورة احد السياسيين اللبنانيين. وبدواعي الحشرية، تنقر عليها فتدخل الى صفحة اشبه ببيبليوغرافيا، تسرد حياة احد السياسيين وتروي اعماله الفاضلة، وقبل كلّ شيء تدعوك لانتخابه. فتتفاجأ هل دخلنا عصر الحملات الانتخابية الالكترونيّة؟ ويأتي الجواب: نعم، كلّ شيء مباح في السباق الانتخابي. quot;صوت صلاح حنين دفاعاً عن ألحق و السيادة و الحريةquot;، quot;صوتوا لـ ايدي ابي اللمع، المرشح عن المقعد الماروني في دائرة المتنquot;، الاسماء تختلف الا ان العناوين تبقى واحدة: صوّتوا لفلان، ادعموا فلانا، في انتخابات 2009. فالمرشحون، ما شاء الله كثر، وعينهم على الجيل الجديد.

عروس الشلال حائرة بين بري وعون


أبو جمرا لإيلاف: نهج نايلة تويني ونديم الجميّل لا يخدم الأشرفية

ويكفي ان يكون المتصفّح، مواطنا لبنانيّا وربّما ناخبا، والاهم ان يكون ناشطا في المجال الالكتروني، ولاسيّما على موقع quot;فايسبوكquot;، حتى يتحوّل من متفرّج في الورشة الانتخابيّة الى مشارك فيها، وكلّ ذلك بكبسة زرّ واحدة. فبمجرّد قبولك الانضمام الى الصفحة، ينهال عليك سيل من الرسائل الالكترونيّة، القصيرة و الطويلة، ذات الوصلات وتلك المحمّلة بالنصوص والصور، انها باقة من الرسائل تحمل اخبار المرشحين من دون عناء يذكر. فيعرف المؤيّد من دون أن يتابع موجز أنباء واحدا، أخبار وزراء ونواب وسياسيين بارزين من خلال صفحات اسسها أنصار لهم على الموقع.

وفي جولة عشوائيّة على صفحات المرشحين تجد انّك امام اكثر من خيار. فعلاوة على البرنامج الانتخابيّ المنشور بشكل مقتضب في مستهلّ الصحفة وعن رفاق المرشح في اللائحة الانتخابية، تجد خانة مخصّصّة للمؤيّدين، وهي تضمّ رفاقا لك او آخرين، ناخبين او غير ناخبين، قرروا دعم المرشّح فانضموا الى صفحته.

صفحة تدعم سمير جعجع

وللتواصل حصّة في هذه الصفحات، اذ تتيح للمؤيّد فرصة التعبير عن آرائه بحريّة والتواصل مع المرشح الذي يؤيّده من دون ان يعرفه حتى، فيشكو له همومه وهموم البلد وقد يقترح عليه مشاريع حلول !!!.

الا ان هذه الخاصيّة قد تستحوذ على مزايا quot;سلبيّةquot; او بالاحرى على شوائب، حينما تتحول الى ساحة معركة، فتشهد عمليات اخذ وردّ بين المؤيّدين والمناوئين، وشدّ حبال قد لا تخلو من الكلمات النابية والشتائم، هذا فضلا عن تراشق الاتهامات التي يتبادلها زعماؤهم. وهذا ما تجده على صفحة quot;لبنان البرتقاليquot; التي تحوّلت الى ساحة صراع كلاميّ تقوم بين انصار فريقي 8 و 14 آذار، على خلفية ما اورده الموقع من استفزازات باللبنانية العامية، منها quot;إقبض منه وانتخب ضدهquot;...

وعلى هامش الصفحات الانتخابيّة، عناوين صفحات ذات صلة تستفتي الزائر حول شعبية واحد من القيادات اللبنانية البارزة، quot;خلينا نشوف كم شخص بيحب سمير جعجعquot;، quot;خلينا نشوف كم شخص بيحب ميشال عونquot;.. وهكذا تجد ان جميع القوى اللبنانيّة اجتمعت تحت سقف الquot;فايسبوكquot;، لكلّ منها انصارها الذين لا يتركون وسيلة استفتاء الا ويستخدمونها سعيا لجذب مؤيدين بالآلاف: quot;كم شخصاً سيصوت لتيار quot;المستقبلquot; في انتخابات 2009؟quot; وهذه حال سائر القوى اللبنانية، مثل quot;الحزب التقدمي الاشتركيquot; وquot;الكتائب اللبنانيةquot; وquot;القوات اللبنانيةquot;، وايضا القوى الموجودة على الخطّ المقابل، مثل quot;حزب اللهquot; وquot;حركة املquot; وquot;التيار الوطني الحرquot; وغيرها من التنظيمات.

وفي اطار آخر، يتحوّل موقع quot;فايسبوكquot; الى منبر للدعاية الانتخابيّة، بحيث يسوّق لمرشحين لم يعرف الشارع اللبناني بوجودهم على الساحتين السياسية أو العامة. quot;رفعت عيد : حامل الامانةquot;، quot;ادعموا ابراهيم ريحان في الانتخاباتquot;، وللعلم ان ريحان هو مرشح رابطة الشباب اليساري العلماني. ولمن يهمّه الامر تقوم عناوين ريحان الانتخابيّة على ما يلي: لا للطائفية السياسية، لا للفساد الاداري، لا للفساد السياسي، لبنان اولاً، العروبة أولاً، التغيير آت ولو بعد حين. وفي صفحة الدعم المخصصة للمرشح فادي اصفري، تجد ان كلمة التعريف عن المرشّح كتبت بالخطّ اللاتيني لكنّ معناها عربيّ، وهي تقول quot;صوّت لـ اصفري فهو سيصبح نائبا كلّ يوم خميس وجمعة وسبت سهرة للصبح في مجلس النواب بوسط البلد، المشروب مفتوح.... فادي اصفري 2009quot;.

وليس غريبا ان يتحوّل موقع quot;فايسبوكquot; الى محرّك انتخابيّ لكونه من اسرع وسائل الترويج الانتخابيّة واقلّها تكلفة. وعلى سبيل المثال لا الحصر اقدمت قوى الرابع عشر من آذار على توظيفه في هذا الاطار. فبمجّرد ان تنقر على موقعها الرسمي على quot;فايسبوكquot; تستقبلك هذه العبارة، quot;اهلا وسهلا بكم في المجموعة الرسمية لقوى الرابع عشر من اذار نريد دعمكم الكامل لنجعل هذه المجموعة من الأفضلquot;. ومن هنا تستشفّ ان الموقع يتوجّه الى مؤيّديه ومناصريه، سيّما وانه يدرج ارشادات حول كيفيّة دعوة الاصدقاء للانضمام. وهكذا تمّ توظيف موقع quot;فايسبوكquot; الذي يشغل مئات الآلاف من الشبان اللبنانيين والشابات ويحتلّ واجهة اهتماماتهم اليوميّة، لاغراض انتخابيّة بحتة، تجسّ نبض الشباب اللبناني وتستفتي، ولو بغير دقّة، اتجاهاته العامة او بالاحرى ميوله الآذاريّة.