كيف خسرت قوى المعارضة اللبنانية دائرتي زحلة والأشرفية؟
حزب الله لـquot;إيلافquot;: حذّرنا سكاف قبل يومين ولكن...

إسرائيل تخشى وقوع أسلحة أميركية بأيدي حزب الله


الحريري: سأتحاور مع نصرالله... ومستعد لرئاسة الوزراء

هل يسعى أوباما لوضع حد للسياسة الأميركية القديمة تجاه سوريا؟
واشنطن تربط الإنتخابات اللبنانية بزيارة ميتشل لدمشق

بان كي مون يشدّد على ضرورة التزام الحكومة اللبنانية المقبلة بالقرارات الدولية

علي حلاوي من بيروت: قبل عامين بالتمام والكمال توجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في أحد مهرجاناته إلى جمهور المعارضة ممازحًا بطريقته الخاصة: quot; غمضوا عين وفتحوا عين بتنتهي السنتينquot;. كان السيد بذلك يدعو مناصريه إلى الصبر وتحمل تبعات عامين من غالبية قوى 14 آذار/ مارس في مجلس النواب وإنتظار إنتخابات الـ 2009 التي ستتمكن فيها قوى المعارضة من الحصول على الغالبية النيابية. في ذلك الوقت تحدث السيد نصرالله بلهجة الواثق من قدرات حزبه وحلفائه ولا سيما منهم حركة quot;املquot;، quot;التيار الوطني الحرquot; وquot;المردةquot; وغيرهم على تأمين 65 مقعدًا أي النصف زائد واحد من مقاعد البرلمان. وبعدها عمم السيد نصرالله مصطلحًا آخر في وصف فريق 14 آذار/ مارس ناعتًا الغالبية التي تحوزها بأنها quot;وهميةquot; وقد قيّض لها النجاح عام 2005 حسب تعبيره بفضل quot;التحالف الرباعيquot; الذي ضم في تلك الإنتخابات quot;حزب اللهquot; وquot;أملquot; مع quot;تيار المستقبلquot; والحزب التقدمي الإشتراكي، لكن قوى 14 آذار انقلبت لاحقًا على ذلك التحالف.

لم يكن الأمين العام لـ quot;حزب اللهquot; لم يكن وحده بقوته الشعبية وترامي قاعدته على معظم الدوائر، بل انتقلت عدوى الحديث عن غالبية قوى 14 آذار الوهمية الى معظم حلفائه، ولم يوفر رئيس quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; النائب ميشال عون اي مناسبة منذ انفراط عقد quot;التحالف الرباعيquot; وتوقيعه ورقة التفاهم مع quot;حزب اللهquot; في 6 شباط/ فبراير 2006 في اطلاق الصفة نفسها على الفريق الخصم مستندًا إلى حجمه التمثيلي في الطائفة المسيحية والذي تجاوز 70 % حسب قراءته لنتائج انتخابات 2005.
وفق هذا المنطق الواثق من نفسه دخلت المعارضة الانتخابات النيابية من دون التنبه الى ما كان يجري في الدوائر الحاسمة ذات الغالبية المسيحية،مثل زحلة، والمتن، وبيروت الأولى (الأشرفية) ودائرتين في الشمال هما الكورة والبترون من استعدادات جدية لقوى الموالاة لضمان فوزها الذي تحقق كاملاً في اربع من هذه الدوائر باستثناء المتن حيث أنقذت أصوات حزب الطاشناق الأرمني وضع quot;التيار الوطني الحرquot;، وتمكن الفريق الخصم من الخرق بمقعدين للنائب ميشال المر وسامي الجميل. وكانت النتيجة النهائية خسارة المعارضة طموحها إلى الفوز بالغالبية وبفارق كبير في عدد النواب ( 14 نائبًا) تجاوز عدد اصابع اليد الواحدة خلافًا لتوقعات رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل الانتخابات في مجاغل حديثه عن فوز أحد الفريقين.

في النتيجة اعتبر quot;حزب اللهquot; نفسه الخاسر الاكبر في هذه الانتخابات وفي الرهان على نتائجها، إذ إن حصته النيابية من المقاعد الشيعية مع حليفه حركة quot;أملquot; لم تكن مشكوكًا فيها يومًا ولم تلق لوائحهما في الجنوب وبعلبك الهرمل اي منافسة تذكر وفاقت نسبة التأييد لهما حدود الـ 90% في الدوائر الشيعية. وتقول مصادر قريبة من quot;حزب اللهquot; لـ quot; إيلافquot; الى ان فكرة خسارة الانتخابات لم تكن واردة في حسابات اي من قيادات المعارضة، وهذا ما كانت تشير اليه استطلاعات الرأي ومجريات الامور على الارضquot;.

وتضيف: quot;إلا انه في الساعات الـ48 الفاصلة قبل فتح صناديق الاقتراع امام الناخبين بدأت تساور قيادة الحزب بعض الشكوك في احتمالات الفوز ببعض الدوائر، ولا سيما في دائرتي زحلة والأشرفية، حيث بينت الأرقام التي تجمّعت عند الماكينة الانتخابية المركزية للحزب أن مفاجآت ستحصل اذا ما تعدى الصوت السني في زحلة عتبة العشرين الف مقترع، وهذا ما حصل فعلاً يوم الإنتخابات، وقد أبلغ الحزب مخاوفها هذه مباشرة إلى رئيس quot;الكتلة الشعبيةquot; الوزير ايلي سكاف موجهًا إليه نصيحة بضرورة رفع نسبة اقتراع المسيحيين من أنصاره إلى أقصى حد لأن الصوت الشيعي في الدائرة لن يكون في مقدوره ndash; على ما ظهر في حسابات ماكينة الحزب- أن يعوض كثافة التصويت في البيئة السنية لمصلحة لائحة quot;قوى 14 آذارquot;.

غير ان الوزير سكاف ابدى ارتياحه إلى سير المعركة الانتخابية في الدائرة مطمئنًا قيادة الحزب إلى ان معدل التصويت السني في اي حال لن يتخطى الـ 20 الفًا، تضمن لائحته منها نحو 5 الاف صوت ، أما الفارق فيمكن تعويضه بالصوتين الشيعي والارمني، وquot;لا مجال للحديث عن الصوت المسيحي الذي اضمن اكثر من 60 % منه quot;.

وتقول المصادر القريبة من quot;حزب اللهquot; لـquot;إيلافquot;: quot; بعد ساعتين من اقفال صناديق الاقتراع والبدء بعمليات الفرز التي بينت اقتراع اكثر من 25 الف صوت سني للائحةquot; زحلة بالقلبquot;، ايقنا اننا خسرنا مقاعد زحلة السبعة، والأمر نفسه انسحب على دائرة الاشرفية حيث ساهم الصوت السني المقدر بـ 3500 مقترع في خسارة لائحة الجنرال ميشال عون مقاعد هذه الدائرة الخمسةquot;.