لعل بريطانيا سحقت استراليا في دورة الألعاب الأولمبية التي انتهت مؤخرا في لندن ولكن لدى الرياضيين الاستراليين المهزومين في الاولمبياد ما يعوض عن خسارتهم في حقيقة ان مدن استراليا تُعتبر أفضل بكثير للعيش فيها من مدن بريطانيا.

تراجعت لندن مضيفة الأولمبياد مرتبتين في مؤشر أفضل المدن في العالم بسبب أعمال الشغب والاضطرابات التي شهدتها العاصمة البريطانية العام الماضي.وأظهرت دراسة أجرتها وحدة المعلومات في مجلة الايكونومست ان ملبورن أفضل مدينة في العالم للعيش وان سدني واديليد وبيرث تأتي بين أفضل عشر مدن في العالم فيما جاءت مدينة برزبن بالمركز العشرين.
وعلى النقيض من ذلك ليست هناك مدينة بريطانية واحدة بين أفضل 50 مدينة للعيش في العالم. وان لندن التي ما زالت ترفل في نجاح الاولمبياد والنتيجة الباهرة التي حققها الفريق البريطاني بتبوئه المركز الثالث لأول مرة منذ 100 سنة ، جاءت بالمركز الخامس والخمسين بين دول العالم المرغوبة متراجعة عن مركزها السابق بسبب اضطرابات صيف 2011.
وما زالت مدينة مانشستر شمال غربي انكلترا أفضل المدن البريطانية للعيش ، بحسب الدراسة التي تأخذ في الاعتبار عوامل مثل مستوى الجريمة والتعليم والخدمات الصحية والثقافة والبنى التحتية ولكن مانشستر ايضا تراجعت مرتبتين لتأتي بالمركز الحادي والخمسين بعد أعمال النهب والشغب التي طالت وسط المدينة الصيف الماضي.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن محرر الدراسة جون كوبستايك ان المدن البريطانية سجلت تراجعا طفيفا بين أفضل المدن للعيش بسبب ما حدث من اضطرابات العام الماضي. وتقدمت مدينة ملبورن الاسترالية في الدراسة الجديدة منتزعة المركز الأول من مدينة فانكوفر في كندا. وتشتهر ملبورن ، ثاني أكبر المدن الاسترالية ، بفعالياتها الرياضية.
وأشارت دراسة وحدة المعلومات في مجلة الايكونومست الى ان مدينة ملبورن كادت تسجل علامة كاملة لكنها أحرزت 97.5 في المئة من العلامة الكاملة بسبب الأحوال الجوية والحياة الثقافية والجرائم الصغيرة.
ومن أفضليات ملبورن ، والمدن الأخرى التي تصدرت القائمة ، أنها أقل اكتظاظا من مدن كبيرة مثل لندن. وقال محرر الدراسة كوبستايك ان المدن الاسترالية الى جانب أفضليتها من حيث عدم اكتظاظها بالسكان واصلت تطوير بناها التحتية لتحافظ على مواقعها المتقدمة بين أفضل مدن العالم للعيش.
ولكن الدراسة لاحظت ان مراكز مالية وتجارية مثل لندن تقع ضحية نجاحها مشيرة الى ان الاقبال على المدن الكبيرة التي تضج بالحيوية يمكن ان يشكل عبئا على بناها التحتية ويسبب زيادة في معدلات الجريمة.
اجمالا ضمت قائمة أفضل عشر مدن في العالم اربع مدن من استراليا التي جاءت بالمركز العاشر في الاولمبياد بسبع ميداليات ذهبية مقابل 29 ذهبية لبريطانيا. كما جاءت بين افضل عشر مدن اوكلاند في نيوزيلندا وثلاث مدن كندية هي فانكوفور وتورونتو وكالغاري. ومن اوروبا نجحت مدينتان فقط في الانضمام الى المدن العشر الأفضل هما فيينا وهلسنكي.وكما هو متوقع فان أوضاع الشرق الأوسط انتقصت من مكانة مدن عريقة مثل دمشق التي جاءت بالمركز 130 بين 140 مدينة شملتها الدراسة.
وكانت وحدة المعلومات في مجلة الايكونومست بدأت تصنيف المدن لتحديد ما إذا كان على الشركات ان تدفع مخصصات عن مصاعب العيش إذا نقلت موظفيها الى بلد آخر. وجاءت في قعر القائمة مدينة داكا عاصمة بنغلاديش رغم ان وحدة المعلومات في مجلة الايكونومست استبعدت من دراستها مناطق ساخنة مثل كابل وبغداد ومقديشو على أساس ان شركات قليلة ستغامر بارسال موظفين للعيش فيها.