يحاول قطاع السياحة في تشيكيا جذب السياح من مختلف أنحاء العالم عبر مغريات عديدة منها إبراز الوجه التاريخي للدولة الواقعة وسط أوروبا ومنها إبراز طبيعتها ومحلاتها التجارية ومصحاتها وأماكن السهر فيها وأيضا إبراز المناطق التي عاش فيها بعض الكتاب المشهورين عالميا وارتبط محتوى أعمالهم بسحر الأمكنة. ويعتبر فرانز كافكا من ابرز الأدباء الذين تقدمهم براغ للعالم لجذب السياح إليها رغم انه لم يكتب كتبه وروايته باللغة التشيكية وإنما بالألمانية .


براغ : تدرج العديد من مكاتب السياحة في براغ ضمن رحلاتها السياحية في العاصمة براغ زيارة الأماكن التي عاش فيها فرانز كافكا مغرية السياح بالقول أنهم يستطيعون عبر هذه الرحلات والتجول بين المناطق التي عاش وتحرك فيها كافكا فهم رواياته الصعبة وملامسة الدائرة الضيقة التي شملت حياته كلها كما كتب مرة كافكا في إشارة إلى الساحة القديمة في براغ والمناطق المجاورة لها التي عاش فيها أغلب حياته.

وتقدم المكاتب السياحية الجولات التي تنظمها في الأماكن التي عاش وتحرك فيها كافكا على أنها براغ كافكا غير أن العارفين برواياته يؤكدون أن الأمكنة لتي كتب عنها كافكا توجد في الأغلب في عقله فقط وليس في الواقع ورغم ذلك فان زوار براغ الذين يريدون تقفي اثر كافكا يمكن لهم حقيقة أن يتواجدوا في بعض المناطق التي عاش وتحرك فيها وارتبطت باسمه ولاسيما متحف كافكا الذي افتتح في عام 2005 ويتواجد في شارع تسيهيلنا وهو بمحتوياته كما يقول المشرفون عليه يتضمن عالم كافكا كاملا أما مضمونه فمقسم إلى قسمين الأول يتناول حياته الشخصية وطفولته وعلاقته بوالده وأولى محاولاته الأدبية وعمله في مؤسسة للتأمينات وعلاقاته بالنساء أما القسم الثاني فيتضمن أعماله وكتاباته المختلقة وحسب القائمين على المعرض المقام في المتحف منذ عام 2005 فان استثنائية المعرض تكمن في أنه شامل بالنسبة لكافكا ولذلك يتدفق إليه السياح الأجانب بكثرة .

وعلى غرار العديد من المدن الكبيرة التي تكرم كبار مبدعيها فان زائر براغ الذي يريد تقفي أثار كافكا يمكن له أن يزور ساحة صغيرة تقع بالقرب من الساحة القديمة المعروفة هنا باسم ستاروماك أطلق عليها منذ عام 2000 ساحة فرانز كافكا كونه قد ولد في بيت فيها في عام 1883.

وتتضمن معالم براغ الكافكاية أيضا الساحة القديمة التي كان يتردد عليها كافكا في طريقه إلى مدرسته هناك و المعبد القديم الحديث الذي عمد فيه وساحة القديس فاتسلاف التي تقع وسط العاصمة كونه قد عمل فيها في احد مكاتب التأمينات ومقهى اللوفر الذي كان يزوره كافكا لمناقشة قضايا فلسفية فيه أما مقهى فرانز كافكا فقد لا يكون له علاقة به لكنه يقدم قهوة جيدة وحلويات مختلفة في حين أن المقر الأخير الذي يرتبط بحياة كافكا هو مقبرة الاولشاني في براغ حيث يوجد قبره .

براغ كانت شاهدة أيضا على جزء طويل من حياة الشاعر العربي الكبير محمد مهدي الجواهري الذي أمضى فيها نحو 30 عاما وعلى الرغم من انه كتب العديد من القصائد الرائعة التي خلد فيها هذه المدينة وتردده بشكل مستمر لشرب القهوة في أحدى اشهر مقاهي براغ وهي quot; سلافيا quot; الواقعة بالقرب من المسرح القومي والمطلة على نهر الفلتافا إلا أن الجهود المبذولة عربيا حتى الآن لم تقنع أصحاب هذا المقهي بوضع لوحة تذكارية تدل على أن شاعر العرب الكبير كان يتردد عليها وربما كتب فيها العديد من قصائده الرائعة .