تحول مناخي لافت يجعل من هذه الولاية العمانية الواقعة في أقصى جنوب شبه جزيرة العرب، مقصداً للزوار من كافة أنحاء المنطقة خلال فصل الخريف الذي يبدأ من منتصف حزيران (يونيو) و يستمر حتى منتصف أيلول (سبتمبر).


مسقط: خريف صلالة أصبح مع الأيام أحد أهم الظواهر المناخية السياحية في منطقة الخليج العربي، حيث يجتذب ما يزيد عن النصف مليون سائح كل عام، وصل منهم فعلياً 82 ألف زائر حتى منتصف يوم العشرين من تموز(يوليو) حسب أحدث الأرقام الرسمية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، غالبية هؤلاء مازال من المواطنين العمانيين الذين تجاوز عددهم الـ 33 ألف زائر، إلى جانب مواطني دول مجلس التعاون الذي احتل الإماراتيون منهم المرتبة الأولى بقرابة الـ 7 آلاف زائر، تلاهم السعوديون بـ 3 آلاف زائر، كما شكل الآسيويون النسبة الأكبر من الزوار الأجانب بواقع 24054.

المهندس/ زاهــر بن حمد الريامي مدير عام مساعد المشروعات السياحية بوزارة السياحة العمانية تحدث لـ "إيلاف" عن استعدادات السلطنة لموسم خريف صلالة 2015 فقال : "لقد أنهت معظم الجهات المعنية بالسياحة في محافظة ظفار الاستعداد لموسم الخريف هذا العام، وبالنسبة لنا في وزارة السياحة قمنا بالتأكد من جاهزية الفنادق إضافة الى تحسين المرافق الخدمية والسياحية، وتنفيذ عدد من المشاريع من أهمها تطوير شاطئ الدهاريز ومشروع واحة أتين، كذلك تنفيذ مشروع دورات المياه ذاتية التشغيل بعدد من المواقع بمركز الولاية إلى جانب عدد آخر من الوحدات المتنقلة في المواقع السياحية.

أما بالنسبة للمعلومات السياحية فإنه تم مراعاة تقديمها للزوار بعدة طرق وأسهلها وذلك من خلال الكتيبات ومراكز المعلومات وواحة المسافر بمنطقة حمرير والتي ترشد السائح إلى أهم المناطق السياحية والاحتياجات التي يريدها" .ةكما أكد الريامي أن القدرة الاستيعابية لمنشآت الضيافة في المحافظة وصلت إلى 2300 غرفة فندقية مرخصة من قبل الوزارة بالإضافة الى العديد من الشقق المفروشة لخدمة الزوار، وهي كافية لاستيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد السواح هذا العام".


تاريخ عريق وآثار مهيبة

إضافة إلى التحول المناخي اللافت في موسم الخريف، فإن تاريخ صلالة العريق يجعلها حتما ومن دون شك أكثر الولايات تميزا في محافظة ظفار العمانية، حيث يقصدها السياح الباحثين عن المغامرة لاستكشاف أسرارها و زيارة أماكنها الأثرية المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونيسكو مثل منتزه البليد الأثري ، حيث تحفل محافظة ظفار العمانية بالعديد من المواقع السياحية مثل نوافير المغيسل الطبيعية التي تستحق الزيارة، إلا أن عامل الوقت هو الحاسم في هذه المسألة، فإذا كنت تخطط لزيارة قصيرة لا تتعدى بضعة أيام، ننصحك أن تركز على عاصمة الجنوب ولاية صلالة وحدها، أما إذا كنت تملك ما يصل إلى الأسبوعين، فيمكنك استثمارها في زيارة أهم معالم المحافظة والتي تزيد عن 27 موقع موزعة على تسعة ولايات مختلفة ..

ولاية طاقة

من الأماكن التي يحتم عليك زيارتها أثناء رحلتك لمحافظة ظفار هي ولاية طاقة التي تحتضن خور روري و منتزه سمهرم، مهد الملوك وأرض الأنبياء الذي يعود تاريخه للألف الثالث قبل الميلاد، حيث تلتقي في هذه الولاية الشواطئ الساحرة مع الصحاري الممتدة والكهوف المهيبة لتجعل من المنطقة واحدة من أكثر المناطق سحرا وتفردا في الجزيرة العربية.

ولاية مرباط

مرباط هي عاصمة ظفار القديمة وتبعد 70 كم عن صلالة. في العصور القديمة، اشتهرت المدينة بتربية الخيل العربي وتجارة اللبان، بينما تشتهر الآن بالصيد والغوص. لا تنسى زيارة الحوانيت والبيوت التقليدية على الساحل التي تتميز بتصماميها المعمارية الجميلة. أما إذا كنت من عشاق الحياة البرية وتريد أن ترى الحيوانات المفترسة بأم عينيك، فعليك بزيارة محمية جبل سمحان في ولاية مرباط، إحدى آخر معاقل النمر العربي. جهز معدات التصوير وانطلق لالتقاط صورة للهر الكبير إذا حالفك الحظ في رؤيته ولكن تذكر أن تبقي مسافة للأمان بينك وبينه علماً أنه من الحيوانات المهددة بالانقراض والتي تسعى الحكومة العمانية لحمايته والإبقاء على نسله.

ولاية سدح وضريح النبي هود

تاريخها موغل في القدم، تبعد ولاية سدح عن صلالة قرابة 135 كم، يمكنك أن تقطعها في حوالي الساعة، حيث تعد هذه الولاية مقصداً سياحياً متميزاً يجذب أعداداً غفيرة من السواح كل عام لزيارة المشاهد التاريخية وضريح النبي هود بن صالح. كما تشتهر الولاية بحرفها التقليدية الأصيلة كاستخلاص اللبان العُماني وصيد أسماك الصفيلح غالية الثمن.

ولاية ثمريت حيث تجارة اللبان

ولاية ثمريت هي المدخل الرئيسي لصلالة للقادمين برا من طريق مسقط/الداخلية/الوسطى، ولكنها أكثر من مجرد طريق للعبور، فقد لعبت دورا تاريخيا هاما في تجارة اللبان. وتحتوي الولاية التي تقع على مشارف الربع الخالي على آثار مدينة أوبار الأسطورية، والتي ظلت مخفية عن الأنظار حتى العام 1991 عندما أعيد استكشافها.

ضلكوت ولاية الكهوف
ستجد في ولاية ضلكوت فرصة نادرة لمعرفة كيف كان يعيش الإنسان القديم في الكهوف، وكيفية اللجوء إليها هرباً من التقلبات المناخية القاسية. الأجمل من ذلك هو التجول بين الكهوف ككهف شيسا والعيون المائية كعين خرفوت حيث تحيط بك التلال الخضراء ويلفك الضباب من كل جانب.

كثبان ولاية المزيونة الرملية
بصحرائها العذراء الممتدة على امتداد البصر، يمكنك قضاء أوقات رائعة في ولاية المزيونة متنقلاً بين الكثبان الرملية في سيارة الدفع الرباعي أو الدرجات الرملية الخاصة. كما تزدهر أشجار اللبان في وادي دوكة التابع لولاية المزيونة، حيث يمكنك مشاهدة المئات منها في شتى أرجاء الوادي.

ولاية رخيوت
إذا كنت من الباحثين عن مكان مثالي للاستجمام؟ ليس ضروريا أن تسافر إلى أقصى العالم للبحث عن السكينة. توجه إلى ولاية رخيوت، حيث يمكنك الاستمتاع بالطبيعة النقية في جو تلفه رهبة الضباب والخضرة الغناء. تقع هذه القرية الصغيرة فوق قمم جبال محافظة ظفار، وتشرف واجهتها البحرية على مناظر خلابة لابد وأن تنسيك إحساسك بالزمن.

ولاية مقشن مثالية لهواة التخييم
إلى جانب شهرتها بمنافسات مزايين الإبل، فإن ولاية مقشن تعد وجهة سياحية مثالية لعشاق التخييم والتصوير الضوئي. فعندما يحين موعد الغروب، يقوم الكثير من المخيمين بالتقاط صور نادرة للرمال الذهبية والشمس الحمراء في واحدة من أجمل مناظر الغروب في العالم، بينما يكتفي البعض الآخر بتأمل هذا السحر الحقيقي.

ولاية شليم وجزر الحلانيات لهواة الصيد
البحث عن واحدة من أفضل أماكن الصيد في الكرة الأرضية ليست مهمة مستحيلة، ما تبحث عنه بعيدا قد يكون هنا في محافظة ظفار وبالتحديد في ولاية شليم وجزر الحلانيات الهادئة التي توفر لهواة الصيد بيئة مثالية لممارسة هوايتهم خصوصا في وادي الشويمية البديع الذي يمنح الصيادين الجدد فرصة حقيقية لإبراز قدراتهم في الصيد. لا عليك ارم صنارتك وانتظر للحظات ولابد أنك ستشعر بأن الخيط بدأ يشتد.


&