&تشهد مدينة عين العرب الكردية السورية هجمات متبادلة بين المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عنها بدعم جوي من قوى الائتلاف الدولي، ومسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يحاولون منذ اكثر من شهر السيطرة عليها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة. غير أن الولايات المتحدة تبدو مهتمة اكثر بـ"التقدم الكبير" الذي يحققه المتشددون في العراق.

&
بيروت: قام مسلحون ينتمون الى تنظيم "الدولة الاسلامية" بالتحليق في سماء حلب في سوريا بطائرات حربية استولوا عليها بعد سيطرتهم على مطارات عسكرية سورية، وذلك تحت اشراف ضباط عراقيين سابقين، بحسب ما افاد الجمعة المرصد السوري لحقوق الانسان.
&
وقال المرصد في بيان ان تنظيم "الدولة الاسلامية" الجهادي المتطرف، الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور "اصبح يمتلك ثلاث طائرات حربية قادرة على الطيران والمناورة، يعتقد انها من نوع +ميغ-21+ و+ميغ-23". اضاف "يشرف ضباط عراقيون من الجيش العراقي (الذي تم حله) وهم عناصر من تنظيم +الدولة الاسلامية+ على تدريب المزيد من عناصر التنظيم اصحاب الخبرات على قيادة هذه الطائرات من خلال دورات تدريبية".
&
وذكر ان هذه التدريبات تجري "في مطار الجراح العسكري، او ما يعرف بمطار كشيش العسكري، الواقع في ريف حلب الشرقي، والذي يعد اهم معسكرات تنظيم +الدولة الاسلامية+ في سوريا". ونقل المرصد عن سكان في حلب في شمال سوريا قولهم انهم "شاهدوا طائرة على الاقل تحلق على علو منخفض في اجواء المنطقة بعد اقلاعها من مطار الجراح العسكري، علما انها ليست المرة الاولى التي يشاهد فيها السكان تحليق لطائرة تقلع من المطار على علو منخفض". ولم يذكر المرصد تاريخ قيام عناصر التنظيم بالتحليق بالطائرات.
&
وبحسب المرصد، فقد استولى تنظيم "الدولة الاسلامية" على هذه الطائرات بعد سيطرته على المطارات العسكرية التابعة للنظام في محافظتي حلب والرقة، مشيرا الى انه من الصعب التاكد مما اذا كان تنظيم "الدولة الاسلامية" يمتلك صواريخ لاستخدامها في هذه الطائرات. ويسيطر التنظيم المتطرف على مطار الطبقة العسكري في الرقة في شمال سوريا، والجراح في حلب، والبوكمال في دير الزور في شرق البلاد.
&
وتشهد مدينة عين العرب الكردية السورية هجمات متبادلة بين المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عنها بدعم جوي من قوى الائتلاف الدولي، ومسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يحاولون منذ اكثر من شهر السيطرة عليها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة.غير أن الولايات المتحدة تبدو مهتمة اكثر بـ"التقدم الكبير" الذي يحققه المتشددون في العراق.
&
ورغم خسارتهم مربعهم الامني في المدينة الحدودية مع تركيا، والتي تبلغ مساحتها بين ستة الى سبعة كلم مربع، يبدي المقاتلون الاكراد مقاومة شرسة تساعدهم على ذلك ضربات التحالف الدولي التي يجري تنسيقها بين القوات الكردية والاميركية. وذكر المرصد السوري في بيان ان تنظيم "الدولة الاسلامية" الجهادي المتطرف "نفذ هجوما بعد منتصف ليل الخميس الجمعة على نقاط سيطر عليها مقاتلو +وحدات حماية الشعب+ الكردية قبل يومين، حيث استمرت الاشتباكات حتى ساعات الفجر الاولى".
&
واضاف ان هذا الهجوم الذي تمكن الاكراد من صده "تزامن مع تنفيذ طائرات التحالف العربي الدولي ست ضربات (جوية) استهدفت تمركزات لتنظيم +الدولة الإسلامية+ في منطقة الاشتباك في القسم الشرقي من مدينة عين العرب"، المعروفة ايضا باسم كوباني بالكردية. في مقابل ذلك، نفذ المقاتلون الاكراد "هجوما على نقطة تمركز لتنظيم +الدولة الاسلامية+ عند طريق حلب في جنوب غرب مدينة عين العرب، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، لتتحول بعدها الى اشتباكات متقطعة".
&
وذكر المرصد ان هذه "الاشتباكات اسفرت عن مقتل ثلاثة مقاتلين على الاقل من الوحدات الكردية، وما لا يقل عن ثمانية من تنظيم +الدولة الاسلامية+"، بعد يوم من مقتل خمسة من مقاتلي التنظيم وثلاثة مقاتلين اكراد في اشتباكات بين الجانبين. كما هاجمت "وحدات حماية الشعب" تجمعات لتنظيم "الدولة الاسلامية" في قرية مينازي جنوب غرب مدينة عين العرب، وتمكنت من السيطرة على المنطقة المحيطة ببرج الاذاعة في الريف الغربي للمدينة.
&
واعلن المرصد السوري ايضا ان ضربات التحالف الدولي قتلت يوم امس الخميس 13 مقاتلا من تنظيم "الدولة الاسلامية" في مناطق مختلفة من كوباني. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس "هناك تنسيق بين القوات الكردية والاميركيين، اذ ان الاكراد يعطون الاميركيين احداثيات" خلال الاشتباكات.
&
من جهتها، اعلنت قيادة المنطقة العسكرية الاميركية الوسطى في بيان ان طائرات التحالف شنت 14 غارة جوية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" قرب وفي كوباني يومي الاربعاء والخميٍس، وان هذه الضربات دمرت خصوصًا 19 مبنى يحتله المسلحون الجهاديون ومركزين للقيادة. وشنت الطائرات الاميركية اكثر من 100 غارة جوية ضد مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" في محيط وداخل كوباني منذ نهاية ايلول/سبتمبر.
ويسيطر مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية" على نصف كوباني، ثالث مدينة كردية سورية، ويخوضون حرب شوارع يومية مع المقاتلين الاكراد، في اشتباكات قتل فيها اكثر من 660 شخصا منذ بدء الهجوم على المدينة في 16 ايلول/سبتمبر.
&
يبقى مصير كوباني، ثالث مدينة كردية سورية على الحدود مع تركيا، والتي اصبحت رمزًا في العالم اجمع لمقاومة تنظيم داعش، غير معروف بعد شهر من المعارك الضارية. ووصل مقاتلو داعش الى وسط المدينة واحتلوا نصف مساحتها لكن يبدو أن المقاتلين الاكراد استعادوا هذا الاسبوع مناطق خسروها بفضل تكثيف عمليات القصف الجوي. واعلن ادريس نسيم، المسؤول الكردي المحلي، الخميس، أن مقاتلي وحدات حماية الشعب، الميليشيا الكردية المسلحة الرئيسية في سوريا، "تقدموا في شرق المدينة وجنوب شرقها".
&
ومن الصعب التأكد من هذه المعلومات في غياب مراقبين مستقلين وصحافيين في كوباني. ولا يكشف تنظيم داعش تطور عملياته على الارض. وشدد المسؤول الكردي على التأثير الكبير للغارات الجوية للائتلاف العسكري الدولي الذي يستهدف مقاتلي داعش "بفعالية اكبر في الايام الماضية". واعلنت الولايات المتحدة انها قصفت مواقع لداعش في كوباني ومحيطها 18 مرة في اليومين الماضيين، ما ادى الى مقتل "مئات" من الجهاديين. لكن الاميرال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون حذر من أن "سقوط كوباني لا يزال ممكنًا".
&
كما حذر منسق عمليات الائتلاف الجنرال الاميركي المتقاعد جون آلن من أن "الخيار العسكري والغارات الجوية لا تكفي للقضاء على تنظيم داعش. الضربات الجوية وحدها لا تؤدي الى خاسر أو رابح".
وخلال شهر اسفرت "معركة كوباني" عن مقتل 662 شخصًا، وفقًا لحصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان التي لا تشمل ضحايا الغارات الجوية.
&
وخسر التنظيم الاسلامي في المعارك 374 مقاتلاً ووحدات حماية الشعب 258 مقاتلاً، في حين قتل 10 مقاتلين اكراد و20 مدنيًا في المعارك. وبدأت المعارك في 16 ايلول/سبتمبر عندما شن تنظيم داعش الذي اعلن "الخلافة" على مناطق يسيطر عليها في العراق وسوريا، هجوماً للاستيلاء على ثالث مدينة كردية في سوريا على الحدود مع تركيا.
&
ومذذاك، فرغت كوباني من سكانها بعد فرار اكثر من 300 الف شخص، بينهم اكثر من 200 الف الى تركيا والالاف الى العراق، وفق تقديرات. وان كانت الولايات المتحدة تعتبر العملية في كوباني "انسانية" اكثر مما هي "استراتيجية"، اعربت عن قلق اكبر للتطورات في العراق. وقال الجنرال آلن "الوضع الميداني في العراق حاليًا مصدر قلقنا الاساسي"، مشيرًا الى الوضع العسكري والمشاكل السياسية في بغداد. واقر بأن داعش "احرز تقدمًا مهماً في العراق" خصوصًا في محافظة الانبار التي يحاول الجهاديون الاستيلاء عليها بالكامل.
&
ونجح الجيش العراقي المدعوم من القبائل في التصدي الاربعاء لهجوم تنظيم داعش على الرمادي كبرى مدن الانبار. وبات التنظيم المتطرف يسيطر على 85% من هذه المحافظة السنية بغالبيتها، وفقًا لمسؤول كبير في المحافظة. وبحسب البنتاغون تواصل طائرت الائتلاف شن غارات يومية تستهدف مواقع للتنظيم الاسلامي في وسط البلاد. وبعد عقد اجتماعات في الايام الماضية لدرس الاستراتيجية العسكرية، دعا المسؤولون في دول الائتلاف تركيا الى السماح باستخدام قواعدها العسكرية الاقرب من مواقع الغارات خصوصاً في سوريا.
&
ورفض رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الاربعاء دعوة فرنسا لتفتح بلاده حدودها مع شمال سوريا. وشدد على أن وحدهم السوريين يمكنهم "العودة (الى سوريا) للقتال" لحماية كوباني. وتمنع انقرة مقاتلي حزب العمال الكردستاني من الالتحاق بكوباني، ما اثار غضب اكراد تركيا. وقال داود اوغلو: "لا نسمح للمواطنين الاتراك بدخول سوريا لاننا لا نريد أن يشاركوا في النزاع السوري". ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن على تركيا "فتح حدودها" لارسال تعزيزات الى هذه المدينة كي لا تسقط.

صعوبة الإجلاء
في هذا السياق، قال انور مسلم رئيس المجلس التنفيذي في عين العرب في اتصال مع فرانس برس ان "التحالف دمّر الكثير من اليات ومدفعية تنظيم الدولة الاسلامية، ما ادى الى ابطاء تقدم الجهاديين. نحن نشاهد جثثهم في شوارع كوباني، وقواتنا تحصن مواقعها الدفاعية".اضاف مسلم، المتواجد حاليا في كوباني، ان مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" يتواجدون "خصوصا في شرق وجنوب المدينة، وقد قاموا بنشر عرباتهم ومدفعيتهم ودباباتهم بين المنازل، حتى لا تكون هدفا لضربات التحالف".

وذكر المسؤول المحلي ان "هناك مدنيين عالقون في وسط وجنوب المدينة، ونحن لا نقدر على اجلائهم، بسبب اعمال القنص من قبل مسلحي تنظيم +الدولة الاسلامية+ وعمليات القصف التي يقوم بها مقاتلوه. وضعهم صعب". واكد من جهته عبد الرحمن ان "مئات المدنيين من عائلات المقاتلين لا يزالون يرفضون المغادرة".
&