يستمر التحالف الدولي ضد فيروس إيبولا في تعزيز مساعيه لوقف تقدم هذا الفيروس، فلندن ترسل إلى سيراليون مستشفى عائما، وبينما واشنطن تؤكد إرسالها الحرس الوطني إلى ليبيريا.

بيروت: يغادر مستشفى عسكري عائم، تابع للبحرية الملكية البريطانية يقل ثلاث مروحيات و350 شخصًا، الجمعة بريطانيا متوجهًا إلى سيراليون، في اطار مكافحة فيروس إيبولا. وستستغرق رحلة السفينة "ارغوس"، التي ستبحر من فالموث جنوب غرب بريطانيا ظهر الجمعة، اسبوعين قبل وصولها إلى العاصمة السيراليونية فريتاون.

مساعدات بريطانية

تندرج هذه المبادرة في برنامج مساعدة سيراليون اعدته لندن، التي تنوي ارسال 750 عسكريًا إلى المستعمرة البريطانية السابقة، للمساعدة في بناء مراكز مكافحة العدوى.

وقال قبطان السفينة الكابتن ديفيد ايغلس: "ستكون القوانين صارمة جدًا بالنسبة إلى الاشخاص الـ350 على متن أرغوس، فبينهم ثمانون طبيبًا وممرضًا، وثمانون عنصرًا من البحرية الملكية". وسيتعين على هؤلاء الاشخاص الذين سينزلون إلى الارض الخضوع لإجراءات إزالة العدوى لدى عودتهم إلى السفينة، كما سيخضع الطاقم الطبي مرتين في اليوم لفحص درجة الحرارة.

لا حظر

في الجانب الأميركي، يدرس الرئيس باراك اوباما تعيين مسؤول لتنسيق جهود الحكومة الأميركية في التعامل مع أزمة تفشي وباء ايبولا. وقال أوباما إنه لا يعارض فكرة فرض حظر السفر من الدول المصابة بالفيروس، لكنه اضاف أن اسلوب الفحص الحالي في المطارات لا يزال الطريقة الأكثر فاعلية.

ورأى أوباما الخميس أن إغلاق حدود الولايات المتحدة أمام القادمين من الدول الإفريقية المنكوبة بوباء إيبولا قد يؤتي نتائج عكسية، مشيرًا بالمقابل إلى إمكانية تعيين مسؤول لتنسيق جهود مكافحة الوباء على المستوى الفيدرالي.

وقال أوباما في ختام اجتماع مع الفريق المكلف تنسيق جهود التصدي للوباء: "ليس لدي اعتراض فلسفي على حظر الرحلات، لكن كل المناقشات مع الخبراء تظهر انهم يرون أن هذا الامر سيكون اقل فعالية من اجراءات المراقبة في المطارات، التي اعتمدناها".

عسكر على الفيروس

وفي وقت سابق، وافق أوباما على استدعاء جنود الاحتياط وقوات الحرس الوطني، إذا استدعت الضرورة، لمواجهة فيروس إيبولا في دول غربي أفريقيا. وقال: "الحرس الوطني سيعزز جهود العمل الإنساني في دول غربي أفريقيا".

ويتوقع نشر أول فرق الحرس الوطني في ليبيريا من أجل بناء 17 مركزا لمعاجلة مرضى إيبولا، خصوصًا أن ليبيريا من الدول الأكثر تضررًا من الفيروس. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية إن موافقة أوباما ضرورية للاسراع في نشر الحرس، وستسمح بإرسال المزيد من القوات إذا استدعت الضرورة الشديدة ذلك.

وكانت الولايات المتحدة تعهدت إرسال 4 آلاف جندي إلى دول غربي أفريقيا للمساعدة في وقف انتشار إيبولا.

قضى على عائلتها

وفي سياق متصل، شفيت ماري اري بونغو الكونغولية (58 عامًا) من إيبولا، وسمح لها بمغادرة المركز الصحي لمنظمة "اطباء بلا حدود" حيث يعالج مرضى ايبولا في لوكوليا، على بعد 800 كلم شمال شرق العاصمة الكونغولية كينشاسا.

لكن معاناتها لم تنته، إذ بعد عودتها الى الحياة، اكتشفت ان الحمى النزفية قضت على معظم أفراد عائلتها، وعلى عدد كبير من أهلها، فقتل إيبولا ثمانية من أبنائها التسعة، واثنين من أحفادها، واختها، وأحد أقربائها. لكن زوجها نجا.

لا تتذكر ماري كيف نقلت الى المستشفى الميداني، لكنها تقول: "شعرت بالاعياء وظننت اني مصابة بالملاريا أثناء مشاركتي في جنازة". وماري من بين 12 ناجيًا من ايبولا، الذي قتل 43 شخصا منذ نهاية تموز (يوليو) في منطقة معزولة في شمال غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية.